بقلم فادي شعار
بينما كنت على رتل تبديل أسطوانة الغاز بعد صلاة التهجد مباشرة حتى أحجز دوراً متقدماً في هذا الرتل ، وقع نظري على أحد الجيران يسلي انتظاره بتدوين أفكاره بقلم الشنيار على أسطوانة الغاز فقرأت ما كتب و كانت كلمات خاطرته الحروف التالية:
(((هل التقيتَ برتل البسطاء...فجراً
يلتحفون زمهريراً و قهراَ...
ينتظرون شرارة تقدح هشيم الفجّار....
ينتظرون دفء وقود يقي رضيعهم من انفلونزا العهّار...
=-=-=-=-=-=-=-=
هل التقيت برتل البسطاء...
و الغيث الكاذب من الشمال يجمِّدهم....
وعضّة البرد تتلف قبضتهم..
فإن جاء الوعد المكذوب...
فتباً لشريف الحيّ والمختار....
تباً لمنظم الرتل المنادي:
الذل موعدكم...
فالناس درجات
تراجعوا
لنبدأ بأسطوانتين ..
لنبدأ بمن كان الروث رتبته
ثم أسطوانة للكلب النباح الثرثار..
و من كانت أمه عاهرة فليتقدّم....
ومن خلفه أخت الزانية فليتبسّم...
وأخيراً لم يتبق إلا الحذاء في أفواه البسطاء البؤساء...
فهذا عدل ...
والعدل في التوزيع إعجاز بلا ألغاز ...
فارجعوا للـ (بوتوغاز) بلا غاز..
لتعيش عصابة لجان الأحياء
ترتشف الغاز، تنفثه بامتياز من الأدبار...
=-=-=-=-=-=-=-=
هل التقيت برتل البسطاء...فجراً
يلتحفون زمهريراً و قهراَ...
و إن صاح أحدهم من بينهم :
((هذا دوري ،، هذا حقي....))
أخرسوه وانعتوه "سُفسطائي ...مخرّبُ غوغائي..."
وهددوه بغياهبٍ وحكم استثنائي...
و حاكموه بإعدام كأس الشاي من فيه...
بحرق لقمة خبزه الممزوجة بالزقوم...
بطعنة سكينٍ من البلعوم إلى الحلقوم....
و ذكـّروه بأنَّ لا حق و لا عيشة للبسطاء....
فالعيش إنما العيش للحيتان
باللف و البلع و الدوران.....)))
فقلت له: يا جارنا العزيز، الله يستر عليك ،وأبوس يديك ، وربي يحفظ والديك...
صف في دورك كلها أربع أو خمس ساعات إما أن نأخذ جرّة أو رح ناكل هوا مثل كل مرة...
الله وكيلكم لم أنهِ كلامي معه حتى اختفى فجأة هو و الأسطوانة تراه ذهب ليصلي الضحى أم ذهب ليقضي حاجته...
و لكن كأني لمحت أسطوانته قد وضِعَت أمانة عند أحد أفراد لجنة الحيّ!!
و أنّ قلم الشنيار ارتطم بأرض الحيّ!!!!!!
فادي شعار