لايفي الحبر قولا سوى جزاك الله خيرا .
فقد قمت بمجهود التلخيص للكتاب .
واعطاء وجهة نظرك التي أتفق مع بعضها واختلف في تفاصيل صغيرة لاتؤثر على جمال جوهرك ودقة ماكتبت ...
الا بتصنيف الأشخاص بهويات لم يسموها لنفسهم .
كقولك ماسوني عنه .
لان هذه لعبة نحن اكبر من أن نلتهي بها .
نعم لم يوفق الكاتب ببعض الأمثلة ، فأضعفت حجته ، والإنسانية أدنى درجة من الربانية .
الإنسانية التي تريد ان تحكمنا بعقولنا وفق ظلم المساواة ، ونحن في دائرة الرحمة ومايكون من ضدها سوى الظلم كما تحمله المساواة في ضدها العدل .
الأنسان مساوى في الحقوق والواجبات .
على مايعطى من حقوق ، تزداد الواجبات .
فقد اعطاك التراب الأخر حقوقا وأهم الحياة والأمان وأقل واجبنا ، الحفاظ على السلام والإمتنان .
أما نقد الأخطاء هذا أمر حتمي واجب ولكن النية هي الأساس والأسلوب بيان .
فكم من جميل نقد في بناء وكم من منافق عمر في فناء.
شكرا لك أ. احمد الشيخ .
دمت بألف خير وأحبتك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الدكتورة زيناء أنس ليلى .
السبت 2020-1-11


قراءة نقدية لكتاب أمين معلوف، هوايات قاتلة.


ككل مهاجر تأبط من تراب مهده لينغرس في تراب جديد، كان عليه أن يفيَ للترابين وفاء الدم للعروق.
هكذا حال أمين بعد أن ترك لبنان لتحطّ رحاله في رحاب فرنسي تتزاحم الهوايا، وتتصارع..
لقد أسهب في تفصيل إشكالية ازدواجية الهوية، وما يلحقها من ملامح لا حصر لها، وفصّل في دقائق تداعياتها الحياتية، كاختلاف اللغة، واللون، والمجتمع، والعادات، والتقاليد، والدين، والمأكل، والملبس، وحتى المذهب الذي كان له دور الحاكم من العصور الوسطى إلى الآن، حتى الموت..
وككلِّ زمن يرزح تحت نير الجهل والجشع والوحشية، تفْصِل بين الناس حتى العلامات الفارقة، وليس أصغرها فرقة الشعر يميناً أو يساراً.
وما جرى ويجري من قرون مصداقُ ما أشار إليه الكاتبُ في الثلث الأوّل من الكتاب..
ومهما قيل عن الاختلاف بين البشر، فإن هناك، الكثير الكثير من المشتركات بينهم والقليل القليل هو الخاص المختلف.. لو كانوا يعلمون..
ولو كان الوعيُ سيِّداً لما أهْرِقتْ نقطةُ دمٍ على مرِّ العصور، من هابيل، إلى آخر حيٍّ أصبح أثراً بعد برميل طائفي حاقد...
ولما كانت الاختلافات إلا إثراء، وجمالاً يضفيان على اللوحة البشرية ما يضفي التلوين على لوحة فسيفساء.
في الحديث الشريف:
يولد المولود على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه.
وإن شئنا القياس، فأبواه يَسِمانه طبْعاً، وعاداتٍ، وتقاليدَ، وتبعيةً دينيةً، وفكريةً.. حتى إذا انطلق من عُشِّه وحَلّق، تنبري الدنيا لتتابع نقشها على وجوهه كالنقوش على وجوه الأوابد الخالدة..
وعليه، فاختلاف أيِّ مولودٍ عن الآخر، لا يتعدى المورثات.
ومنذ أول رضاعة تبدأ الصياغة الخاصة التي تتنامى بها الفوارق بين البشر.
ورغم ذلك لا يتفوّق الفارق الخاص، على المشترك العام.
والذي أودّ تأكيده والإضافةُ عليه:
هو:
أنّ البشرَ من صُلبٍ واحدٍ، ومن رحمٍ واحدٍ، كانت فيهما الصفاتُ البشرية المطلقة.
وكوني مسلم:
الأرضُ جميعُها مَرْتعي ومُستقري..وخالقي سبحانه وهبنيها عندما يلفظني موطني ( أليست أرض الله واسعة؟!)
أما خصوصيتي، فليست ميزة فيّ أو لي دون سواي، فلا يتطابق أحدٌ بالمطلق مع أحدٍ، لا في التكوين ولا في المكتسب.
لذا فمن العقل، والقلب، أن يتقبّل كلُّ أحدٍ حتمية الاختلاف مع الآخر، ويحرصَ على استثماره ليزداد قرباً من مراتب الكمال.
لقد أنشأ الله سبحانه البشر على الاختلاف وزوّدهم بمعايير التفاضل.
قال تعالى في سورة الحجرات:
(يا أيها الناسُ إنا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم).13
وقال تعالى في سورة هود:
(ولو شاء ربُّك لجعل الناس أمّة واحدة ولا يزالون مختلفين* الا من رحم ربُّك ولذلك خلقهم، وتمت كلمةُ ربِّك لأملأنّ جهنم من الجنة والناس أجمعين)119
ومن ضلّ عن الهدى فقد أفسح للشيطان في قلبه وعقله، فلبىّ نداءه وأنصت لوسوسته، وها هو قابيل يبتدع اوّل قتل في الأرض، وكلُّ ذنب أخيه هابيل، هو اختلافه الأخلاقي والعقيدي عنه.
تلك السُّنّة التي تكاثرت من رحِمِها كلُّ المآسي والنّكبات والتناحر، والأحقاد، وستظل إلى أنْ يأذنَ الله بإظهار الإسلام على الدين كله، رُغم أنوف الكارهين.
وليس أهل الأخدود إلا أجدادُ أهلِ الهنودِ الحُمْر، وبورما، ورواندا، وجنوب أفريقيا، ومسلمي الأيغور في الصين، والشيشان، وأذربيجان، وطاجاكستان، والفيلبين، وكشمير، وفلسطين، وسوريا، والعراق، واليمن.. وأهلُ كلِّ شبر مَسّتْه جبهة ساجدٍ مُوَحِّد..
كذلك حروب الهوايا المذاهب المسيحية في أوروبا وأمريكا، وليست آخراً....
فالهوية:
لا تقتصر على جغرافيا المهْد، ولا على سببيْ الولادة، الأب والأم، ولا على بلد المنشأ، وإن كان لا بُدّ من تسميتها هوية، فهي أولى الهوايا العديدة التي تُدْلي للإنسان بإصبعٍ لتدع للتسعة والتسعين إتمام التعريف بشخصٍ تنوعت هواياه الدينية واللادينية، والجغرافية، والقبلية، والطائفية، والمذهبية، والفكرية، والمهنية، واللغوية، والسياسية، والاقتصادية، اليمينية، واليسارية، والداروينية، .............
والاختلاف في حالته الفطرية الطاهرة:
هو الضامن الوحيد لإتمام الصورةَ الناقصة بي، وعلى قدْر وعْيي وطموحي أسعى لإتمامها من خلال تفاعلي الإيجابي الإنساني مع كُلِّ آخر إيجابي في الأرض.
وهذا ما عبرْتُ عنه في مقالةٍ لي بعنوان:
وجهي الآخر أنت...
وفيما قلت فيها:
لو كان أولادي على شاكلة واحدة لتبرأت منهم.
وقلت أيضاً:
كن واثقاً يا أخي بأنه لا يُسعدني ولا يشرفني أن تكونَ نُسخة عني أو أكون كذلك..
ذلك لأننا حينها، فقط بالعدد نكون أكثر من واحد
إنّ سُنة الله في خلقه تقتضي الاختلاف لا الخلاف، والتعددية لا التطابقية، فدائرة الحياة تتسع للجميع.
وما أجمل أن يتشكل الفسيفساءُ الإنسانيُّ من ألوان مختلفة
تلك التي لولا اختلافُها لكُنّا أشبه بلوحة من طين.
إنني يا أخي العزيز في أشد حالات الانتماء لكل المنابر الفكرية باختلافها، وفي أشد حالات الالتزام بكل المذاهب الدينية بتنوعها, مادام الفكر مآله إلى خير، وما دامت المذاهب لا تخرج عن نطاق الشرع الحنيف!!
فشجرة اعتقادي تحمل ثمراً مختلفاً ألوانُه وأجاهد لتؤتي أُكُلَها كلَّ حين!
فأنت يا أخي يجب أن تكون مكانك لأنّك ما خُلقتَ إلا لمكانك..
وأنا كذلك.
وإلا ابتُلينا بداء الانْمِحاء والتّبعية، والدكتاتورية بالمعنى العريض المطلق.
وعندما أعتقد يقيناً أنك بعضي، وأنا لك كذلك، فلا يليق بي الاكتفاءُ بعطاءات موقعي، وأقنعُك طوْعاً أو كرهاً بها.
فطموحي هو التكاثر بك، لا التناسخ منك.
وعندما تكون في الجهة المقابلة لا في الجهة المجاورة، حينها يكون الوتر بيننا في أقصى درجات التّوَتُّر، وسنعزف عليه لحْن الخلود.
فنحن في عافية، ما دُمنا في انتشار مستمر.
لا في اندفاعٍ باتجاه البؤرة بشكل مُستمر.
إنني يا أخي، ضدُّ المركزية وأمقُت الاستقطاب، وأحتقر الاسْتلاب.
(فقوتنا في تفرُّقنا)… هكذا قال الملعونون الصهاينة, فماذا نحن قائلون ؟
إن من أكثر المصطلحات تأثيراً بي:
مُصْطلحُ الطِّباق، فالجِناسُ تقليدٌ والتشابُه تبعيةٌ، والطِّباقُ ثوريَّة، ودمي دائم الفوران.
ومصطلحات كثيرة لا أنسجم معها لأنها غير واقعية، ومثالها:
الأصالة، والحداثة، والتجديد، والتقليد.
فكلُّ تالٍ جديدٌ، وكلُّ جديدٍ قديمٌ، والمهم في الأمر:
أنا وأنت، بغَضِّ النَّظر متى وأين.
ماذا انتجنا؟ ( انتهى الاقتباس)


أمين معلوف، هكذا يرى أن لا طائل مما تقوله الماركسية والمسيحية والإسلام، بل المعوّل عليه هو ما كان..
فالماركسية أثبتت أنها لا تملك مقومات البقاء.
والمسيحية في العصور الوسطى كانت متشددة متطرفة، تمثلت بمحاكم التفتيش، والآن أصبحت منفتحة متسامحة، خاصة بعد أوّل حرب على الكنيسة الذي أطلقته الثورة الفرنسية.
أما الإسلام، فكان في قرونه الأولى متسامحا، أما في العصر الحديث، فقد أصبح متطرفاً ومتشدداً.
ولكن من أذن لك يا أمين بأن تجمع ماركسية عفنة، ومسيحية أقرب إلى الوثنية، وبين دين تحدى الإنس والجن على أن يأتوا بسورة من قرآنه؟!
وأنت قد قلت عن نفسك أنك خارج سلطان أية عقيدة!
إن كان لأتباع ( النصرانية ) أن يبتكروا عقائدهم على مواصفات أهوائهم، وأتباع الماركسية، أن يجربوا مناهجهم الساقطة.
وحتى إن كان لأي فكرٍ أو شريعة، فإنه لن يكون هذا للإسلام أبداً، حتى ولو تمزق المسلمون إلى مليار فرقة..
ولو عشت يا أمين إلى آخر الزمان سترى أيّ منقلب انقلب أصحاب كل الشرائع، ليظل الإسلام راية تخفق في كلِّ أرضٍ، وتحت كل سماء.
ولكن يأبى الله إلا أن يفضح أولي الخبث، بأفواههم، ويُعرِّي سوءاتهم بأيديهم.
فلم يستطع صاحبُ ( الهوايا القاتلة) الصبر على تقمّص دور المخلّص........... فهوى كطير من كبد السماء، إلى قاعٍ سحيق..
ففي الصفحة الثامنة والخمسين، يصف أمين معلوف ( الحجاب الإسلامي) بالرجعي والسلفي، ويصف الحجاب بالظاهرة، التي تقف في حلق التقدم والعصرنة.
لست أدري كيف يصْرف قُرابة نصفَ كتابه لتعريف وفلسفة مفهومه للهوايا التي يتقلّدُها الإنسان في حياته.
خاصة وأنّ كتابه يتمحور حول ما يسميه:
الهوايا القاتلة..
إنها لمفارقةٌ مؤلمةٌ، أنْ يرفعَ أمين غصنَ زيتونٍ بيدٍ وبالأخرى يمارس التشنيع الوصفي في حقٍّ زيٍّ مُحتشم يمثل جزءً من هوية مسلمة، لا لأنها مختلفة شكلاً بل لأنها تشكل عائقاً أمام المزيد من التعري والانفلات، والتّخلي عن كل ضابط يبقيها في زمرة أحسن تقويم.
ولم يكتف صاحبُ الهوايا القاتلة بنعْت الحجاب وأهله بالرجعية والسلفية، بل تعدّى إلى تحرير المرأة المسلمة من نير إسلامها، وهو ذاتُه لا تنبث له شفة، بحق مثليٍّ، أو شاذ، أو فاجر، أو تعرٍ، أو مساكنة، ....
وهنا أمين لا ينفكّ عن قرينه شحرور، جحراً بجحر، ووكراً بوكر............


هكذا تبدو المُسلمة على كل ألسنة الحاقدين على الإسلام، فالمسلمة بحجابها واحتشامها رجعية، وتلك بعريِّها وتهتُّكها، تقدمية وعصرية..
وأمين معلوف، هذا (الموسوعي) الذي يحفظ أنساب كلِّ فلاسفة الأرض، ويُفرِّق بين مُتطرّفِهم ومعتدلِهم..
ف ( الحرية التّقيُّد) تعريف يحفظه أمين أكثر من اسمه..
و ( الانفلات عبودية.....
ورُغم ذلك يهرق ما تبقى من ماء وجهه، ليولج الجمل من سمِّ الخِياط برهاناً على أنّ الحرية عنده تعني التفلّت من كل ( قيْدٍ ) يحجر على الهوى ما لا يليق بآدمية الإنسان.
ثم لا أدري كيف ينعت الاقتداء بالسلف الصالح بالرجعية المتخلفة، أليس أبوه وجدُّه وجدُّ جَدِّهِ..... سلفاً بالنسبة له؟
أمين معلوف هذا الماسوني (المتفوّق) لو وقف تحت قوس العدل، وأنصف حكامُ المنطقِ، لكان الحدُّ رجماً أقل عقوبة عن أقل ذنوبه.
فالذي يتبرأ من أي انتماء عقيدي لا يحق له أن ييمم وجهه شطْر فردوس أيةِ عقيدة تؤمن بوحدانية الله، وحرية الإنسان.
نعم أنا في عداء مع المنافق، والمتطرف، والرافض لآخر لاختلافه عنه، ومن أية ملة كان.
كما أنني مع احتقار مَنْ يُسوّق خطاياه وكبائره، على أرصفة الدين..
وبالمقابل من العار عليّ وأنا أشجب القتل المعنوي والجسدي على الهوية...
وفي ذات الوقت أمارس القتل في حقٍّ مُختلف عني، وعن سابق تصميم.
ومن واقعي الإنساني، ثم الإسلامي فإنني مدفوع بالفطرة للبحث عن الحقيقة لأنها ضالتي أينما كانت على الأرض، ومن أي عرقٍ، أو مذهب، أو مِلّةٍ كانت..
وسيظل قولُ ربِّنا العليِّ العظيم في سورة الحجرات:
(إنما المؤمنون إخوة) ولو كره الكافرون.
هذه عوْلمة الله لعباده المؤمنين، لا عولمة القوي الباغي المهيمن على مقدرات الناس، كالتي يستبشر بقدومها أمين معلوف وأمثاله اللامنتمين لأية عقيدة سماوية..
كما سيظل صاحب اذهبوا فأنتم الطلقاء مرجعي وقدوتي ما دمت حيا، وكلُّ من تبعه بإحسان، إلى يوم الدين!
أخيراً:
في الفصل الأخير، يتطرق الكاتب إلى زوال الحضارات، على أن ذلك من مُسلّمات التاريخ، لتحلَّ حضارة كونية، تذعن لطغيانها كلُّ الأمم..
تضمحل فيها ملامح الهوايا، ويتبع فيها الضعيف القوي، وتنمسخ فيها الرموز والقدوات، ليبقى الملاذ الأوحد عوْلمة تحكم فيها قوى الاستعباد، ولا يبقى لضعيف إلا ما يقيم أوَده، وما يستر عورته.
وأنا المسلم أقول:
قد كان ذلك في غابر الأزمان وأخبرنا عنه القرآن الكريم..
وسيستمر إلى آخر الزمان.
ولكن لن يكون لحضارة روحها الإسلام، هكذا يقيننا لأننا مسلمون.
قال تعالى في سورة الحِجْر: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
وأنى لأمين أن يوقن بحفظ رسالة الإسلام في صدور المؤمنين وفي اللوح المحفوظ؟!
قبل الختام:
الكتاب رائعُ اللغة، فلسفي التحليل، دقيق التشريح لمفهوم الهوية، وما ينجم عن تعدد ملامحها.. (والكاتب أثبت أنه قادرٌ على إيلاج الجمل في سمِّ الخِياط)..
والكتاب، فيه تجنٍّ خطير ككل الكتب التي تناقش الإسلام من خلال المسلمين بل وتقارنه بكتُبٍ ليس بينها وبين الوثنية حجاب، كعشرات الأناجيل والتوراة، التي لا يتطابق منها اثنان.
فالإسلام يؤتى منذ قرون، من حجاب، أو من تعدد، أو من عبادة، ليقذفَ بكل بهتان إلى حجرٍ سلفي أصولي.
سهامٌ تتخطّفه من كلِّ حدْبٍ وصوْب، لا همّ لها إلا استئصال جذور الأسوة التي تترجم الإسلام منذ فجره الأول إلى قيام الساعة.
وللأسف دائما تجد تلك السهام من يُغمِّسُها بالسُّمّ الزُّعاف من بعض المُنتسبين إلى الإسلام..
ومن غير الموضوعية أن يوصم الإسلام بخطايا المسلمين، وبترديهم، وهوانهم على الناس.
يوم كان الإسلامُ خبزَ وشرابَ المسلمين، نشروا النور والتقدم، والتحرُّر فوق كل شبر طهرته جبهة مسلم.
ويوم فتح المسلمون الأندلس، كان يهودُها أكثرَ أقلياتِها اضطهاداً، فوجدوا في الإسلام حاضنة تقيهم سهام القتل، وتؤويهم من تشرد، وتطعمهم من جوع، وتعيد لهم أدنى حقوق الإنسان على الإنسان.
يوم كنا خير أمةٍ أخرجت للناس، كان الناسُ يتهافتون على حضارة الإسلام تهافت الجياع على القصعة في صحراء.
وهناك شهادات لا تحصى، ومن أفواههم لا أثبت منها سوى ما قاله المفكر الفرنسي (غوستاف لوبون) لا يوجد في الأرض أرحم من الفاتحين المسلمين.
ويقول أيضاً:
إنّ تقدم العرب الحضاري، ارتبط بتمسكهم بالإسلام.
فالمسلمون بقرآنهم أنشأوا حضارة خالدة، تليق بخليفة الله في أرضه.
وغير المسلمين أنشأوا مدنية، أغنت جيوبَهم، وأفْقرت قلوبَهم، وصَحّرتْ أرواحهم، فهي إلى زوال كما زالت ( إرم ذات العماد وأخواتها).
ولئن كان الغربُ المسيحي واليهودي وسواهم من ذوي العقائد الوثنية، يستطيعون صناعة أديانهم على مواصفات أهوائهم، ونزواتهم، فإن الإسلام من صنع الله خالق كلّ شيء، مطلق الكمال، حدّ الإعجاز...
ويوم يشرق الإسلام على كل الأرض، ستركل أقدامه الشريفة كُلَ قبور الذين نعتوه بالرجعية والتخلف.
لا كما ركل ( القذر غوروا قبر صلاح الدين).....
ولن يكون الخلاص إلا بالإسلام ولو كره الكافرون.


خلاصة القول:
- الإسلام هوية كانت وستبقى، ولن يثبت أحدٌ أنها متصادمةٌ مع أية هوية ( إنسانية) على الإطلاق.
- والإسلام أطهر من أن يُصنفه مثل أمين معلوف مع زمرة الماركسية، والقومية وأخواتهن، اللاتي لم يكتب لهن البقاء كما لم يكن للداروينية.
- والإسلام أقوم وأكمل من المسيحية التي باتت أقرب للوثنية من حبل الوريد، وهذه أناجيلها التي تجاوزت الستين لا يتطابق منها اثنان، لشدة التحريف.
- والإسلام بعد ألف وأربعمئة عام لن يجد أحدٌ حرفاً زائداً أو ناقصا في نسخه التي تجاوزت عدد سكان الأرض.
- والحجاب سيظل حسكة في حلوق أعداء الدين، وهو عفة وحشمة وجزء من هوية مسلمة ملتزمة، تماماً كما العريُّ جزء من هوية لا متدينة أو متهتكة..
- ومن العدوانية والحقد وصمُه برجعية، أو سلفية، والسلفية في حقيقتها قدوة وبوصلة وترجمان لدين باقٍ وسيظهر على الدين كله إن شاء الله.
- والحضارة الإسلامية ستشرق على الكون من جديد، وعلى رفات كل الحضارات.
هذا ما لم يدركه أمين معلوف وأمثاله، الذين يرفعون بيدٍ الراية السوداء حزنا على مَقاتل الحريات، وبالأخرى يطعنون ظهور الإسلام وكأنهم لا يفعلون إلا الحسنى.!


أحمد الشيخ علي. مرسين: 1/1/ 2020