الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ..أكتب متكئا على انتمائي لفئة" من شافك يالل في الظلام تغمز".. هذه حقيقة .. والشمس لا تغطى بغربال .. وإلى الله تعالى المآل.فصل قبل البدأ :الإنسان لم تعد له قيمة .. أو لا لزوم له .. فهو فائض .. يشتكي الجميع من كثرة البشر ..لم يتركوا طريقة لتقليل عدد البشر .. لم يقترفوها :قوانين تعاقب من ينجب أكثر من واحد .. أو اثنين"تعقيم"للنساء .. دون علمهن !!اختراع "مسدسات" .. ثم "رشاشات" و"قنابل" و"ألغام" .. ثم "قنابل نووية + هيدروجينية + نيوترونية أو القنبلة النظيفة!!"وعلى الشاطئ الآخر .. السلمي :تشجيع .. تحديد النسل .. صنع وسائل لا عد لها .. لمنع الحمل .. ومع ذلك .. ظل البشر في تكاثر لا يتوقف .. وصلى الله على القائل : (ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا هي كائنة) .. رواه البخاري.وصلى الله تعالى على القائل .. (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ..اللمحة الرئيسة .. هي تكاثر البشر .. أو هذا"التملير"- إن صح التعبير – الذي لا يتوقف .. وفي الوقت نفسه .. هذا الاستغناء يوما بعد آخر .. عن البشر .. بـ"الحوسبة" .. والتي تلتهم وظائف الناس يوما بعد شقيقه .. فالعمل الذي يقوم به الرهط من البشر .. تقوم به آلة "يشغلها" شخص واحد.والمعادلة المقابلة لمعادلة .. تزايد البشر .. والاستغناء عنهم .. يوما بعد يوم.تقابلها .. معادلة .. كلما تخلصت الشركة من"البشر" .. و"تعيين" مزيدا من"الآلة" .. هطلت أمطار الأرباح .. فعلى سبيل المثال .. شركة جنرال موتورز عندما كانت توظف 800 ألف شخص،كانت تربح 11 مليار دولار .. وحين خفضت العدد إلى 180 ألف شخص .. ارتفعت أرباح الشركة إلى 166 مليار دولار.فَصْلٌ :ربنا سبحانه وتعالى .. خالق"البشر" .. من عليهم بموارد "لا تنضب".. حتى يرث الله – سبحانه وتعالى – الأرض ومن عليها .. يقول ربنا تعالى في كتابه الكريم :((فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) ))عبسويقول سبحانه وتعالى :))وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8 ( ))النحلعندما كنتُ شابا كانت دائما تخطر في بالي صورة مفادها أن الإنسان"الحر" .. من لديه"نخلة" .. وقليل زَرعٍ .. وقليل نَعمٍ .. وقليل طيرٍ .. فهو مستغن .. وحين أفكر في زمان – غير بعيد – كان لدى كل إنسان – تقريبا – شويهاته .. أو بقرته .. إلخ. أعلم أن شوارع"الحضارة" لا تتحمل تلك الحالة .. لكن كان بالإمكان أن نبحث عن حل وسط .. ولكن ..ولكن .. "الشركة" لا تقبل ذلك .. فهي تريد لكل إنسان – دون استثناء هذه المرة – أن يكون "زبونا" .. تأخذ شويهاته .. ثم تبيعه "نتاجها"!!الأغرب من هذا أن الإنسان الحديث المستسلم لـ"المكننة" أخذ يتخلى يوما بعد آخر عن"الزراعة" .. النعمة التي مَنَّ الله سبحانه وتعالى على الإنسان بها .. حتى أنه في بريطانيا (بين العامين 1770و 1870 ،انتقلت حصة هذا القطاع – قطاع الزراعة : محمود – في الدخل الوطني من 45 إلى 14 في المئة) {النسخة العربية من "لوموند ديبلوماتيك،عدد يوم الجمعة 4 / 5 / 1429هـ = 9 / 5 / 2008م}.وفي الهامش .. في الصين .. مزرعة .. جزء منها كان ينتج ثلاثة آلاف طن من القمح .. تحول إلى مصنع ينتج مئة وخمسين ألف بنطال أو سروال!!وقفة : قبل الوصول إلى الغاية من هذه الأسطر : شاهدت مذيعا غاضبا – على إحدى الفضائيات – لأن مسؤولا جزائريا في إطار حديثه عن"البطالة" أشار إلى وجود آلاف – ما لم تخني الذاكرة – من الوظائف الشاغرة .. بمسمى"مزارع" .. غضب المذيع وأرعد وأزبد .. تريد لشاب جامعي أن يعمل"مزارعا" .. وكأن هذه الوظيفة "عمل غير مشروع" مثلا!!هل أصبح"التعليم"مشكلة؟هل باستطاعتنا أن "نكيف" العمل في الزراعة .. ليناسب "عصر اللهو والترف"هذا؟فصل : "نكت" .. كنتُ أحسبها!في شبابي كنت شديد العناية بـ"النكت" .. أتتبعها .. ثم كتبتُ من وحي ذلك كُليمتي : ( النكتة بين الإضحاك وتغيير الأفكار) .. ما يتعلق بما نحن في صدده .. أتذكر طرفتين ..الأولى : تقول أن شابا ذهب إلى إحدى الشركات طالبا التوظيف .. فوعده خيرا .. وأخذوا عنوانه .. أخذ يتردد عليهم .. وفي كل مرة .. يقولون له لم تتوفر وظيفة .. فغضب مرة وقال : وظفوني .. أو ردوا لي عنواني.الثانية : تعريف لـ"التضخم " : هو أن تحصل على الراتب الذي كنت تتمناه .. لكنه لا يطعمك خبزا! ليست"نكتا" .. هذه صرخات .. و توترات البطالة .. والتضخم ..زبدة القول .. أن .. أو إن بئر"البطالة" قد فغر فاه على آخره . . وقُدمت كل التسهيلات للراغبين في الالتحاق بِرَكْب البطالة ... ولا يخفى على أحد الآثار المترتبة على الركوب في حافلة البطالة .. ولعل الحل الأقرب هو"التعلُم المستمر" .. .سأحاول أن"أفذلك" الفكرة .. مستغلا القدرات الهائلة – أو الرهيبة حسب التعبير المحدث – لـ"الحاسوب" فأدعو أو أتمنى تشكيل "لجان" فتختار كل لجنة الكتاب الأكثر تميزا في كل فن .. خلا الشعر .. فديوان المتنبي "يسد" كما يُقال .. فإذا اجتمعت كل تلك الكتب .. أدخلت إلى "الحاسوب" ... فخلطت .. وصُنع منها "عجينة" أولية .. ثم يتم إُحضار عشرة من القراء فيقرءون القرآن الكريم على تلك"العجينة" .. ثم تُصنع من تلك"العجينة" .. "أقراص" من ابتلعها .. أصبح "نهما" للعلم .. بطبيعة الحال هذه قضية كبيرة تفاصيلها تحتاج إلى"كتاب" – لن أخط منه حرفا واحدا .. إن شاء الله تعالى – ولكننا نستطيع أن نقسم التعلم إلى قسمين .."النهل" : ويشتمل على جميع مراحل التعلم الحالية .. حتى يبدأ الإنسان البحث عن"وظيفة"ثم تبدأ المرحلة الثانية" العلل" : وهي التعلم المتواصل .. ولا ينتهي إلا بحصول المرء على"وظيفة" .. متقلبا بين"علم"وآخر .. باختياره .. وهو أمر يطول شرحه .. ولاشك أن "الفكرة" في حاجة إلى"سند"قانوني .."لا وظيفة لمن لم يتابع"العلل" – في التعلُم – بعد"النهل"منه .. وهذه الفكرة .. وما يتعلق بتمويلها .. ومبانيها .. وآلياتها .. مما يطول .. ويطول .. ويطول فيه الكلام.هدية :لن أقول كلمة واحدة.. سلبية .. في الأسطر أو الفكرة السابقة .. لكنني أقدم جائزة .. لمن "صبر"حتى وصل إلى نهاية الفكرة ..ليست "جائزة" بالمعنى الذي قد توحي به الكلمة .. بل هي تجربة عشتها .. نزل وزني فيها 15- 20 كيلو!!ولكن .. تجربتي مشكلتها الرئيسة .. هي أنها بسيطة جدا!! .. ولكن .. مشكلتها الأكبر .. أنني لم أكن أنوي "تخفيض وزني" .. فهل "عدم النهية" هذا له دور!؟تجنبا لمزيد من الإطالة ..لم يكن تخفيف الوزن في بالي .. بل "نزعني عِرق" فقد كان أبي – رحم الله أمي ورحمه – قليل الأكل جدا .. ثم ألبستُ الأمر ثوب"الفلفسة" – بتقديم الفاء على السين – فتأملت في أنني – كي لا أقول أننا – نأكل طول .. أو طوال الوقت .. من الاستيقاظ إلى النوم.خرجتُ من ذلك .. بنظام ..بسيط جدا .. ولكنه "صارم" أُفطرُ صباحا .. بما شئتثم أغلق فمي بالضبة والمفتاح .. فلا أتناول غير الماء .. وكوب من الشاي الأخضر .. ضحا ..ثم بعد العصر .. أتناول وجبة – كما أشتهي أيضا – حين أتنتهي منها أعبر عن ذلك بأنني "تَغَعْشَيْتُ" = غداء وعشاء.. ثم أحتسي فنجانا من الشاي الأخضر .. أين الضبة والمفتاح؟ .. أي حتى الإفطار.بعد أشهر .. وأشهر .. هذا يذكر بمقطع من قصيدة لـ"دنقل" ألوح بها .. إن شاء الله.. وهي الجائزةبعد أشهر .. وأشهر .. كنت عائدا من الحرم .. فرأيت طفلة صغيرة جدا أمامها "ميزان" .. دفعت الثمن .. ووقفتُ على الميزان .. ولم يكن وزني يهمني .. لكن صادف مرور مجموعة من "الزوار" من إخواننا التوانسة .. فقال أحدهم .. ماشاء الله .. ما شاء الله .. قلتُ كم؟قال : كذا وثمانين!!حينها فطنتُ لأثر هذا النظام الغذائي .. ثم بعد أشهر .. وأشهر ..بل قبل ذلك .. قابلت أحد إخواننا بعد غياب دام شهرا كاملا – هو رمضان – في "عرس" فقال لي بلسان أحفاد شنقيط الأول .."ما بْقَ منك شِ"!! ففطنتُ – مرة أخرى - لأثر هذا النظام الغذائي .. ثم بعد أشهر .. وأشهر .. ذهبت إلى المستشفى للتبرع بالدم – من أجل زيادة"الهيموجلوبين" – سألني الدكتور كم وزنك؟قلتُ: كان فوق التسعين!!رفع بصره فيّ .. ثم كتب 75هذه كل القصة من كذا وتسعين كيلا .. إلى 75 كيلا!بقيت وُقَيْفات :الأولى : لا يصلح هذا النظام لمن كان على عجلة من أمره .. سوف يشارك في "مسابقة ما" .. بل يحتاج إلى"روقان"الثانية : كما أسلفتُ .. لا أدري إن كان"عدم النية" له أثر في الأمر!الثالثة : أنبه إلى أن نهاية الأسبوع فيها ما قد يبدو للبعض قاسيا .. وليس كذلك .. مثلا : يوم الخميس "أَتَغَعْشَى" – تُقصر وتمد!!- عند الرابعة والنصف عصرا .. ثم لا أتناول شيئا .. حتى الحادية عشرة ظهرا فأتناول "زبدية لبن صغيرة" .. ثم عند الرابعة والنصف عصرا "أَتَغَعْشَا"!!تلويحة الوداع :انتظري! .... ما اسمك ؟ ... يا ذات العيون الخضر والشعر الثريأشبهتِ في تصوري ... ( بوجهك المدوري) ... حبيبة أذكرها.. أكثر من تذكرييا صورة لها على المرآة، لم تنكسرحبيبتي – مثلك-لم تشبه جميع البشرعيونها حدائق حافلة بالصورأبصرتها اليوم بعينيكاللتين صبتا في عُمريطفولة .. منذ اتزان الخطو لم تنحسريا ظل صيف أخضرتصوريكم أشهر وأشهرمرت ولسنا نلتقيمرت ... ولم نخضوضريالماس في مناجميمشوه التبلوريوالذكريات في دميعاصفة التحرركرقصة نارية من فتيات الغجر : أمل دنقلهكذا .. وكما في البدأ .. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول اللهأبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني


...