والكلمة ليست لي... بل هي لعمر بن الخطاب أعظم فقهاء الإسلام بلا منازع...
قناعتي أن رسول الله جاء بإعلان واضح لمنع استعباد الناس وبدأ على الفور شراء العبيد وتحريرهم وأنفقت خديجة وأبو بكر وعثمان جل أموالهم لتحرير العبيد، وكان أشد ما عادته قريش من أجله هو تحرير العبيد، وحين رحل لم يترك في المدينة سبية واحدة ولا عبداً واحداً...وفي الغزوات السبع والعشرين التي واجهها ظهرت مشكلة السبي مرتين فقط، وقد نجح في تحرير السبايا خلال أيام، وذلك في يومين مشهورين المصطلق وخيبر، وفي السنوات الأخيرة يوم حنين وقع في يده قبيلة ثقيف كلها تقريباً وفيهم نحو 6500 سبية من النساء والاطفال ولكنه رفض سبي أي امرأة وبذل المستحيل حتى جاء بأهلهن وسلمهن إليهم على الرغم من الاحتجاج الشديد من الأعراب الذي كانوا في جيش النبي وتطور الاحتجاج إلى ما يشبه التمرد العسكري الخطير.. ولكنه نجح في النهاية أن يعيد كل النساء ولم يقبل أن يسجل في تاريخه أنه سبا امرأة.... لقد أنجز بالكامل مشروعه التحرري، وتحول العبيد كلهم إلى موالي، والإماء إلى زوجات وانتهى الأمر وصار كل استرقاق حراماً وإثماً....
.........
وردت روايات ضعيفة ببعض تجاوزات في سياق حروب الردة، ولكن مع مجيء عمر بن الخطاب تم منع السبي كله مرة أخرى، وباشر على الفور محاسبة المسيئين بصرامة، وقام خلال أسبوع واحد بوقف حروب الردة وأطلق كل الأسرى رجالاً ونساء وعقد مؤتمرات مصالحة مع بني حنيفة أتباع مسيلمة، وأطلق أسرى بني اسد وفيهم طليحة بن خويلد الذي ادعى النبوة، وأطلق أتباع المتنبئ لقيط بن مالك وكانوا عدة مئات مأسورين في دار رملة بنت الحارث، وقال بالحرف الواحد: أنتم أحرار.. ولا سبي في الإسلام، فاذهبوا أين شئتم من الأرض، (انظر نصب الراية للزيلعي ج 4 ص 336) وتكرر ذلك في كل كتب الرواية
...............
أما الكذبة المشهورة أن عمر بن الخطاب جاء ببنات كسرى فوزعهن سبايا على الصحابة الكبار (لاحظ الترتيب المتعمد) وحدة لمحمد ابن أبي بكر ووحدة لعبد الله بن عمر ووحدة لأبان بن عثمان وواحدة للحسين بن علي..!! فليس لهذا الكلام سند في أي مصدر من مصادر أهل السنة وإنما ورد في كتب خصومهم، وهدفه تشويه الصحابة وإظهارهم زعراناً عابثين.
إن التبرير المنطقي لاشتهار حكايا السبي هو الممارسات التي قام بها الملوك بعد العهد الراشدي، حيث امتلأت قصور الخلفاء بالجواري والغلمان، وقام من لا ضمير له ولا ذمة بنشر روايات تشوه الرسول والراشدين من بعده من أجل تبرير ما يفعلون.....
.....
الأسوأ هو أننا اعتبرنا هذه الروايات مقدسة ومنعنا المس بها واعتبرنا رفضها رفضا للدين كله، وكتب أحدهم على صفحتي أمس أنت مرتد ويجب قتلك!!