منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    علاقة أمريكا بالإسلاميين كلعبة القط والفأر

    المفكر د. محمد عمارة لـ “رأي اليوم”: ليس للعالم بديل حضاري الآن سوى الإسلام.. علاقة أمريكا بالإسلاميين كلعبة القط والفأر



    أجرى الحوار في القاهرة – محمود القيعي:
    تطرح تجربة الإخوان القصيرة في حكم مصرأسئلة كثيرة، منها ما يتعلق بمستقبل هذه الجماعة المثيرة للجدل، ومنها ما يتعلق بمستقبل المشروع الإسلامي ككل والذي حملت جماعة الإخوان لواءه .
    المفكر الكبير د. محمد عمارة الذي تقترب مؤلفاته من 250 كتابا، معظمها في عرض الإسلام الذي يراه البديل الحضاري الوحيد الآن للعالم الذي سقطت وفشلت جميع أيديولوجياته، و أدخلت العالم في نفق مظلم لا يبدو لإظلامه نهاية.
    د. عمارة لا ينتمي لحزب أو جماعة سوى الوسطية الاسلامية التي جعلت من المسلمين زمنا ما العالم الأول على ظهر هذه الأرض لاكثر من عشرة قرون .
    عن مستقبل المشروع الإسلامي، وتجربة الإخوان القصيرة في الحكم، وقضايا أخرى ساخنة كان هذا الحوار مع د. محمد عمارة، الذي أدلى بدلوه في الأحداث الني نعيشها، وقال شهادته بكل إنصاف وموضوعية، ولم يكتمها.
    كيف ترى مستقبل المشروع الإسلامي بعد عدم نجاح تجربة الإخوان المسلمين؟
    المشروع الإسلامي هو المشروع الوحيد على النطاق العالمي الذي له المستقبل كل المستقبل، فهو من الناحية التاريخية الذي جعل الأمة الإسلامية العالم الأول على ظهرهذه الأرض لأكثر من عشرة قرون، وذلك بعد أن كان العرب همجا لا وزن لهم في الحضارة والتاريخ، وبعد أن كانت شعوب الشرق مقهورة من قبل الرومان والفرس لأكثر من عشرة قرون.
    والمشروع الاسلامي من الناحية الدينية والقيمية يزداد الانتماء إليه، وتتزايد جماهير الحركات التي تجاهد في سبيل سيادة نموذجه داخل عالم الإسلام.
    كما أنه يتمدد داخل البلاد الغربية ذاتها– حسب الإحصائيات – حتى ان تزايد العداء للمشروع الإسلامي في البلاد الغربية–ظاهرة الاسلاموفوبيا- هي رد فعل لما يحرزه هذا المشروع هناك من تمدد يملأ الفراغ الذي تركته المسيحية بعدما همشتها العلمانية والفلسفة الوضعية والمادية هناك.
    والمشروع الاسلامي على المستوى المدني هو مالك المستقبل، فكل نماذج التحديث الغربية قد سقطت وأفلست : النازية والفاشية، والشيوعية وها هي الرأسمالية المتوحشة التي حسبوها نهاية التاريخ، قد دخلت بالغرب نفقا مظلما لم يخرج منه سالما.
    لقد كتبت مجلة فرنسية متخصصة اسمها ( التحديات) سنة 2008 ابان زيارة البابا لفرنسا تقول: إنه في ظل الأزمة المالية التي تأخذ بخناق الغرب، يبدو أن علينا أن نقرأ في القرآن أكثر مما نقرأ في تعليمات الباباوية،لأن النظام المصرفي الاسلامي الذي يقرر أن المال لا يثمر مالا دون عمل، أي النظام اللا ربوي، هو القادر على إخراج العالم الغربي من المأزق الذي سقط فيه.
    والمشروع الاسلامي من الناحية السياسية هو المالك للمستقبل، لأن الفلسفات السياسية الغربية قد أصابها الافلاس،فالدولة الكهنوتية الثيوقراطية قد سقطت منذ النهضة الأوروبية الحديثة، وها هي الدولة العلمانية التي ضخمت فردية الإنسان،وزادت من أنانيته، والتي دمرت الأسرة، وأشاعت اللاأدرية والإلحاد، حتى ان 48 % من سكان لندن هم لا دينيون رسميون، والذين يؤمنون بوجود إله في أوروبا حتى ولو لم يعبدوه، هم 14 % فقط لا غير، هذه الدولة العلمانية التي جعلت الانسان سيد الكون، وأحلته محل الله، تمر بأزمة شديدة، بينما المشروع الاسلامي يقيم بالوسطية الاسلامية الجامعة التوازن بين الشريعة والأمة والدولة، ويجعل الإنسان سيدا في الكون، وخليفة لسيد الكون، ويجمع بين سلطة الأمة في إدارة الدولة والمجتمع، وبين الالتزام بحدود الحلال والحرام الديني.
    فالدولة الثيوقراطية ليس فيها سلطة للأمة، والدولة العلمانية ليس فيها سلطة للشريعة، بينما الاسلام هو الذي يوازن بين الشريعة والأمة والدولة، وهو وحده الذي يتعامل مع الانسان كمادة نفخ الله فيها من روحه، وليس مادة حيوانية فقط.
    هذا عن مستقبل المشروع الاسلامي، الذي قال عنه ربنا سبحانه وتعالى” ليظهره على الدين كله ” وكتب عنه الشهيد سيد قطب كتابا عنوانه” المستقبل لهذا الدين”.
    تجربة الإخوان
    أما تجربة الاخوان،فأنا أصارحك بأن الاخوان لم تتح لهم الفرصة كي تكون لهم تجربة يحاسبون عليها، نعم لهم تجربة في التنظيم،جعلتهم التنظيم الوحيدالذي لا تخلو منه مدينة على ظهر هذه الأرض، ولهم تجربة في معاناة الاضطهاد والقهر والسجون والمعتقلات وتقديم الضحايا، تفوقوا فيها على سائر أصحاب الايديولوجيات.
    لكنهم في الحكم وإدارة الدولة، لم تتح لهم الفرصة للتجربة، لقد امتلكوا رأس الدولة، ولم يمتلكوا الآليات التي يديرون بها الدولة،بل كانت هذه الآليات تابعة للنظام القديم المعادي لهم، وهم وإن نجحوا على المستوى الجماهيري، في استفتاء مارس 2011، وانتخابات مجلس الشعب، ومجلس الشورى، ورئاسة الجمهورية، والاستفتاء على الدستور، إلا أن آليات الدولة القديمة، والقوى المؤيدة لها، وكذلك أصحاب الايديولوجيات المرعوبة من جماهيرية الاخوان، والسلفيون وبالذات الذين لهم علاقة بدول الخليج، كل هؤلاء لعبوا دورا في تشويه صورة الاخوان،وتحالفوا جميعا على حرمانهم من حقهم الدستوري في تجربة حظهم مدة 4 سنوات، فكان مثلهم كمثل الذي قال فيه الشاعر القديم: ألقاه في اليم مكتوفا وقال له: إياك إياك أن تبتل بالماء.
    هل تتوقع عودة الصراع بين الاسلاميين والأنظمة الحاكمة في ظل ما يحدث من صراعات؟
    نحن نتمنى ألا يعود الصراع بين الاسلاميين وغير الاسلاميين، وبين الأنظمة الحاكمة، بل نتمنى أن تخلو مجتمعاتنا من ظاهرة الصراع، ذلك أن الصراع معناه أن تنشغل الأطراف المتصارعة بهذا الصراع عن البناء، وعن اكتشاف الأرض المشتركة للوفاق، والاتفاق.
    إن الاسلام ينحاز إلى التدافع الذي هو حراك اجتماعي يعدل المواقف مع الحفاظ على التنوع والتعددية، أما الصراع الذي هو فلسفة القوة، فإنه يؤدى إلى أن يصرع القوى الضعيف، ومن ثم يقضى على التعددية التي يعدها الاسلام سنة من سنن الله في الكون والاجتماع.
    ولقد جربنا صراع الدولة البوليسية، ضد كل أصحاب الايديولوجيات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار،فعشنا لعبة شد الحبل، التي استنفدت طاقات الحكم والمعارضة،حتى وقف الجميع عند نقطة الصفر.
    برأيك هل أخطأ الإخوان في فتح قنوات مع أمريكا إن صح ذلك؟
    أنا لست مطلعا على واقع ووقائع السياسة بمعناها الحزبي،فأنا طلقت هذا اللون من السياسة الحركية والحزبية،منذ 50 عاما، والسياسة عندي علم وفكر يهتم بقضايا الأمة الكبرى، وفي الاجابة على هذا السؤال أقول:
    إن أمريكا باعتبارها القوة الامبريالية الأولى، والراعي الأول للكيان الصهيوني تسعى دائما للتواصل مع مختلف الفرقاء العاملين في الساحة السياسية والفكرية.
    لقد أقامت علاقات مع النخب الليبرالية والعلمانية واليسارية تحت مظلة محاربة الارهاب وحقوق الانسان، وهي حريصة على التعرف على مقاصد الحركات الاسلامية التي تسميها الأصولية الاسلامية، والتي قال عنها الرئيس الأمريكي نيكسون في كتابه”الفرصة السانحة ” إنها تريد بعث الحضارةالاسلامية، وتطبيق الشريعة الاسلامية، وجعل الاسلام دينا ودولة.
    وأمريكا الحامية لقاعدتها إسرائيل حريصة على معرفة مقاصد الاسلاميين إزاء إسرائيل، لأنها تعلم يقينا وبالخبرة التاريخية أن الاسلام والاسلاميين لن يهدأ لهم بال، ولن يهنأ لهم عيش، إلا إذا تحررت إرادة الأمة،وتحررت كل ديار الاسلام من القواعد العسكرية الأجنبية، ومنها إسرائيل، لذلك أتصور أن علاقات أمريكا بالاسلاميين هي مثل لعبة القط والفأر، لا يمكن أن تكون سمنا على عسل، كما أنها تتجنب الدخول في الصراع المكشوف قبل تغيير موازين القوى.
    هناك هجمة شرسة الآن على كل ما هو إسلامي، كيف تفسر هذا الأمر؟
    الهجمة الشرسة على الاسلام ظاهرة عالمية لها امتدادات محلية، في الغرب رسوم متحركة وأفلام مسيئة، وكتب ومحاضرات ومفكرون استراتيجيون، يشبهون الاسلام بالشيطان، ويرونه أخطر من النازية والفاشية والشيوعية، وهم يصنعون ذلك لأن الاسلام يتمدد في بلادهم، ولأن الاسلاميين في الشرق يقودون حركات التحرر الوطني التي تسعى لإزالة النظم العميلة للغرب، ولتحرير ديار الاسلام من القواعد العسكرية الغربية، ولتحرير ثروات المسلمين من النهب الاقتصادي الامبريالي، ولإعادة الأمة إلى مكانها اللائق بين أمم العالم، وإذاعلمت أن للغرب في المشرق العربي وحده قرابة خمسين قاعدة عسكرية، فستعلم حجم التناقض بين الغرب وبين الساعين لتحرير بلاد الاسلام، ومن ثم حجم الجهود الغربية الساعية لتشويه كل ما هو إسلامي، وستعلم حجم الانفاق الغربي في الثقافة والاعلام الذي خلق طبقة من المتغربين الذين يمثلون امتدادا سرطانيا للغرب في بلادنا، والذين يتبنون الايديولوجيات المعادية للاسلام، إنها تركة ثقيلة، وعداوات شرسة، لكنها تسير ضد اتجاه حركة التاريخ، خصوصا وأن الغرب الذي يرعى هذه الظاهرة،يمر بمأزق شديد، وبعد أن كان يتحدث بلغة فرعون، يحاول الخروج من الوحل .
    التقريب بين القومي والديني والوحدة بينهما كان أحد الاحلام المجهضة منذ زمن بعيد، هل من سبيل إليه الان؟
    ليس هناك ثنائية في الاسلام بين القومي والديني، القومية في المعنى اللغوى هي دائرة ثقافية وليست عنصرية، العنصرية هي مفهوم غربي للقومية، إذن الاسلام يحتضن الدائرة الوطنية، والدائرة القومية والدائرة الانسانية، هذه درجات في سلم الانتماء، المسلم أكثر الناس إخلاصا لوطنه،وأكثر الناس سعيا للوحدة العربية،وأكثر الناس سعيا للتضامن الاسلامي، وأكثر الناس إيمانا بالانسانية، لأن الخطاب القرآني لجميع البشر،وليس للمسلمين فقط،إذن هذه الثنائية هي أثر من آثار المفهوم الغربي للقومية الذي جعلها عنصرية، أما القوميات في الرؤية الاسلامية، فهي جزر في المحيط الاسلامي، يحتضنها هذا المحيط، القومية عبارة عن دائرة لغوية، واختلاف اللغات واختلاف الألسنة آيات من آيات الله “ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم” إذن ليس هناك تناقض بين دوائر الانتماء الوطنية والقومية والاسلامية على الاطلاق.
    أخيرا ما قراءتك لما تحمله الأيام المقبلة؟
    بالنسبة للمستقبل المتوسط والبعيد شديد التفاؤل، لأنه كما قلت ليس هناك بديل حضاري على النطاق العالمي سوى الاسلام.
    كل البدائل أفلست وجربناها، ولكن على المستوى القريب المنظور هناك تحديات شرسة، ومحاولات لوأد الجنين الذي ولد مع ثورات الربيع العربي.
    السيناتور الأمريكى جون ماكين عندما جاء إلى مصر في فبراير 2012 صرح تصريحا له مغزى، قال إن الحدث الذي يحدث في مصر الان هو الحدث الاهم في الشرق كله منذ سقوط الدولة العثمانية، وستكون له تداعيات في الشرق وفي العالم كله.
    وقد تأملت هذا الحديث، وتساءلت: هل كان ماكين يبشرنا أم يحذر الغرب من هذا الذي يحدث في مصر؟!
    الذي ثبت بعد التطورات الاخيرة أنه كان يحذر من ترك ظاهرة ثورات الربيع العربي تعيد للأمة الاسلامية مجدها الذي أسقط وطويت صفحته باسقاط الخلافة الاسلامية.
    إذن على المدى المنظور هناك تحديات شرسة، أرجو الله تعالى أن يقصر أجلها، وأن يقلل خسائرها،أما في المدى المتوسط والبعيد، فإنني شديد التفاؤل، لأن الله سبحانه وتعالى يعلمنا، ويقول: “إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون”

  2. #2
    علوم سياسية، محاضر جامعي الصورة الرمزية عبد الستار قاسم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    257
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا كل ما توافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •