بعد سقوط الأندلس ظهر قس فى مدينة مايوركا يدعى أنسيلم تورميدا ، هذا القس
كان مجتهداً فى طلب العلم حتى اختاروه لخدمة كبير القساوسة لديهم ويدعى نقلاو مارتيل ..
كان هذا القس الكبير تأتيه طلبة العلم من كل مكان ، وكانوا يجتمعون ليتدارسوا الإنجيل .
مرض القس نقلاو وتخلف عن حضور الدرس ، فتدارس الطلبه فيما بينهم وكان معهم أنسيلم ، ووقف عليهم نص فى الإنجيل لم يعرفوا تفسيره وهو :
«وأنا أطلب من الآب فيعطيكم مُعزيا آخر »
وعندما عاد أنسيلم إلى معلمه نقلاو مارتيل أخبره بما حدث وأخبره بالنص الذي عجزوا عن تفسيره واسترجاه أن يعلمه إياه ، فقال له القس :
يا ولدى إنك تعز علي وأخشى إن علمتك هذا النص أن يقتلك عامة النصارى !!
فعاهده أنسيلم ألا يخبر به أحد ..
فقال له القس :
اعلم يا ولدي أن المُعزي هو إسم من أسماء نبي الإسلام محمد وعليه نزل الكتاب الرابع المذكور على لسان دانيال النبي وأخبر أنه سينزل هذا الكتاب عليه ، وأن دينه دين الحق وملته هي الملة البيضاء المذكورة في الإنجيل .
فقال له أنسليم : يا سيدي وما تقول في دين النصارى .؟ ، فقال له القس :
يا ولدي لو أن النصارى أقاموا على دين عيسى الأول لكانوا على دين الله ، لأن عيسى وجميع الأنبياء دينهم دين الله .. فقال :
يا سيدي وكيف الخلاص من هذا الأمر .؟
فقال القس : يا ولدي بالدخول في دين الإسلام .. فقال : وهل ينجو الداخل فيه .؟ ، فقال القس : نعم ينجو في الدنيا والآخرة .. فقال له وما يمنعك أن تدخل فيه .؟؟
فتحجج القس بأنه قد كبرت سنه وأنه فى أهله ذو مكانة ويخشى لو أسلم أن يقتله النصارى ، ونصحه بأن يهاجر الى أرض المسلمين .
فركب أنسيلم تورميدا سفينه متجهة إلى تونس .
وعندما سمع النصارى فى تونس بقدومه استقبلوه واحتفوا به ، فهو من علمائهم المشهوريين ، وبعدها بفترة ذهب إلى السلطان أبا العباس أحمد ليعلن إسلامه أمامه ولكنه قال له :
أريدك أن ترسل إلى خيار النصارى وتأتي بهم وتسألهم عنى .
ففعل السلطان وجمعهم عنده وقال لهم : ما تقولون في هذا القسيس أنسليم تورميدا ؟
قالوا : يا مولانا هذا عالم كبير في ديننا ، وما رأينا أعلى منه درجة في العلم والدين في ديننا ..
فقال لهم :
وما تقولون فيه إذا أسلم .؟ ، فقالوا : نعوذ بالله من ذلك ، هو ما يفعل هذا أبدا . !!
فلما سمع السلطان ما عند النصارى بعث إلي أنسيلم وأوقفه بين يديه وتشهد بشهادة الحق أمام النصارى ، فكبوا على وجوههم وقالوا ما حمله على هذا إلا حب التزويج فإن القسيس عندنا لا يتزوج ، فخرجوا مكروبين محزونين .
وبعد هذا تعلم أنسيلم تورميدا اللغه العربية وأتقنها ، وغير اسمه إلى ( عبد الله الترجمان ) ، والف كتابا يعد الأول من نوعه فى إثبات نبوة رسول الله صل الله عليه
وسلم من الكتاب المقدس نفسه .
ثم إثبات تحريف الإنجيل من خلال الأدلة والبراهيين ، ليظل هذا الكتاب ( تحفة الأريب فى الرد على أهل الصليب ) حتى الآن مرجع لطلبة مقارنة الاديان .
كتبه : إبراهيم بن ديدات
#قناة_البينة