منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    علوم سياسية، محاضر جامعي الصورة الرمزية عبد الستار قاسم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    257

    الأكاديمي قيس سعيد رئيسا لتونس

    عبد الستار قاسم
    وأخيرا وصل عربي من بين الناس إلى سدة الحكم في دولة تونس العربية. اعتاد العرب على قادة يسقطون عليهم من الأعلى من خلال توريث أو عن طريق دبابة وبندقية، أو من خلال إرادة استعمارية. قيس سعيد أطل علينا من بين الجمهور ولم يكن لأحد فضل في فوزه في الانتخابات إلا الشعب العربي التونسي. هذا الفائز عاش بين الناس وظهر من بينهم، وهو يعرف تماما همومهم وآلامهم وآمالهم وتطلعاتهم، ويعي ما يحزنهم وما يفرحهم، ولا خوف من جهل يقع فيه فيورط الناس بهموم جديدة. فالتهاني لشعب تونس الكريم، ولشخص الرئيس التونسي الجديد.
    الرئيس قيس سعيد أكاديمي، وهو صاحب علم ومعرفة بالقانون الدولي والقانون الدستوري، ويعي تماما أهمية تطبيق القانون في إرساء قواعد الحق والعدالة على المستويين المحلي والدولي، ولا بد أنه على وعي تام بأنه الأكاديمي الأول الذي يخرج من بين الناس إلى صدارة الحكم، ويعي أن نجاحه أو فشله ينعكس على كل الأكاديميين في الوطن العربي. رئاسته هي رئاسة اختبار للأكاديميين جميعا الذين يتهمهم السياسيون بعدم المعرفة السياسية وعدم القدرة على إدارة شؤون الناس. خبرة الرئيس سعيد السياسية والإدارية غير عميقة، ولم يخض تجارب الكواليس الدولية، ولم يشارك في الدسائس والمؤامرات والتضليل والاختلاسات والسمسرة على الناس والأوطان، ولا بد أن الأكاديميين العرب والمثقفين ينتظرون منه أداء مهنيا سياسيا أخلاقيا يطور أوضاع تونس الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ويرفع من مستوى الأفراد الأخلاقي والمهني، ويعزز مشاعر الانتماء والالتزام والحس بالمسؤولية. كثيرون ينتظرون منه الكثير، ويرجون تطور مقاربة حكم جديدة إبداعية على الساحة العربية تحشر حكام العرب في زاوية.
    ما صدر حتى الآن من السيد الرئيس من أفكار وأقوال يبشر بخير، ويبعث أملا جديدا في قلوبنا ونفوسنا على امتداد الساحة العربية. إنه متنور ويؤمن بحرية الإنسان ومشاركة الآخرين في التدبير والتعمير واتخاذ القرار. هو لا يبدو استبداديا، ولا تظهر عليه علامات الغرور والاستئثار. هو شخص عادي، لا يرى في السلطة هيبة شخصية أو وسيلة للصوصية والثراء، وإنما مسؤولية وأمانة. ونأمل أن يكون واعيا لتأثير السلطة السلبي على الشهوات والنزوات والانحراف عن الحق والعدل. السلطة مغرية وأمارة بالسوء.
    قرأت ما تحدث به الرئيس حول الإدارات الجهوية، وحول مهام الشباب في المقاربات السياسية والاقتصادية التي سيتبناها، لكن من الضروري الانتباه إلى أن فكرة القذافي حول الحكم الجماهيري كانت فاشلة، ومن الضروري الحرص في ظروف تونس على توسيع المشاركة السياسية، وتوسيع هوامش الحرية للأشخاص ووسائل الإعلام وإقامة النوادي والجمعيات الشبابية وتحفيز الناس إلى العمل والنشاط والإنتاج، إنما دون الانتقاص من دور المؤسسة الرسمية في تصحيح الأوضاع وتطبيق القانون وإقامة العدل. ذلك حتى لا نشهد تسيبا إداريا يلحق أضرارا بالمصالح العامة.
    هناك عدد من الأمور لا بد من الحرص على إقامتها من أجل تحقيق نجاح لتجربة أكاديمي يتمتع بالتفكير العلمي والذكاء والمعرفة المنطقية الفلسفية. وأكتب منها:
    1- من المهم والملحّ تعزيز ثقة الناس بالرئاسة لأن الجمهور هم أفضل الجهات التي يمكن أن تحمي الأوطان وتحرس الإنجازان التي يحققها المسؤولون. الاستناد إلى الناس لتحقيق الأمن والطمأنينة أفضل بمئات المرات من الاستناد إلى قوى لا ثقة بها أو الثقة بها ضعيفة. الشعب يحمي وطنه ومؤسساته ومقدراته وثرواته عندما تتوفر ثقة بمسؤوليه. الشعب ليس على استعداد للتضحية من أجل خائبين يسوقون الناس بأجهزة أمنية وقمع وقهر. وأفضل القنوات لتحقيق الثقة تتمثل بأمرين وهما: ملاحقة الفساد بقوة وشراسة حتى لو نجم عن ذلك بعض الظلم، والاقتصاد في النفقات الحكومية. يجب ملاحقة الفاسدين بدون رحمة ولا شفقة، ويجب تقليص النفقات الحكومية إلى أقصى حد ممكن. تقليص أعداد السيارات الحكومية، وتقليص النثريات، والتقليل من الموائد الرسمية والاقتصاد في نفقاتها، وتقليص المياومات، والتواضع في فرش المكاتب الحكومية بخاصة للوزراء ومن لف لفهم، الخ.
    2- تأسيس قنوات للاستعلام السريع عن هموم المواطنين من خارج الأجهزة الأمنية. الأجهزة الأمنية العربية القائمة حاليا لا يعتمد عليها، وهي مليئة بالفاسدين أصحاب السيرة السيئة. لا ثقة بالأجهزة الأمنية لأنها متغولة وهي الحارسة على الدولة العميقة الفاسدة. والنشاط أيضا بين صفوف الناس والتفاعل معهم لأنهم المصدر الأول للمعلومة الحقيقية.
    3- إعادة ترتيب الهياكل الإدارية لأن كبار الإداريين متمرسون بالفساد والتخريب ولديهم قدرات عجيبة على إخفاء الحقائق. أي من الضروري القيام بهندرة فاعلة وشاملة.
    4- الاجتماعات مع الفصائل والأحزاب يجب أن تتم أمام وسائل الإعلام. الأحزاب والتنظيمات والفصائل لها مصالح ذاتية، وهي تحرص عليها أكثر مما تحرص على المصالح الوطنية، ولكي تظهر على حقيقتها لا بد من الاجتماع مع قادتها علنا أمام الناس وأمام وسائل الإعلام. العلنية مهمة جدا في تعريف الناس بالغث والسمين، وتعريفهم بمن يحرص على مصالحه الخاصة، ومن يحرص على المصالح العامة.
    5- على المستوى العربي، الاستمرار في النفس الوحدوي الذي يجمع الناس ولا يفرقهم. ولهذا من المهم تدبير طريقة لجمع المثقفين والأكاديميين ليكونوا جيشا يدفع باتجاه تغيير الأوضاع السياسية في الساحة العربية، وباتجاه تحقيق الوحدة العربية، ومواجهة التحديات التي تواجه العرب وعلى رأسها قضية فلسطين. الأمة العربية بدون قيادة الآن، وبإمكان الرئيس التونسي الجديد أن يؤسس لقيادة عربية جديدة تتميز بالفهم والتفكير العلمي بعيدا عن العنجهية والاعتباطية والارتجال. وحتى تتعزز الثقة العربية بالرئاسة التونسية من المهم عدم فصل الفكرة الوحدوية عن الفكرة الإسلامية التي تستوعب الجميع.
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا كل ما توافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!

  2. #2
    حياك الله دكتور عبد الستار ويسعد مساؤك
    نصائح مهمة كثير جداً، عن نفسي للأسف لا يوجد لدي علاقات مع أحد في تونس
    ومنذ أن فاز الدكتور قيس سعيد في الجولة الأولى من الانتخابات وأنا أبحث عن أحد
    مهم جداً أن تنجح هذه التجربة وتكون بداية تغيير شامل لرؤوساء أقطارنا العربية بأسلوب سلمي واختيار حر
    العاطفة لا تنفع والمنشورات التي تملئ مواقع التواصل الاجتماعي عاطفية وتعبر عن الفرح فقط
    الأمر كما تفضلت محتاج أن ينتبه للملاحظات التي ذكرتها، وعلى أيضاً المخلصين من الأمة إيجاد آلية لتوصيل مقترحاتهم له
    يجب استئصال الدولة العميقة بهدوء، واستبدال موظفيها في كل مؤسسات الدولة وأجهزتها بهدوء
    يجب تأسيس دولة لكل التونسيين) حكومة ومؤسسات، ولامتدادها العربي والإسلامي
    يحتاج فريق عمل على درجة من الوعي يتابع كل شاردة وواردة في العالم يخص تونس ويقرأ ما خفي منها ويحتاطوا منه
    هناك امور كثيرة مطلوب عملها لنجاح التجربة
    نسأل الله له التوفيق لكل من فيه ذرة خير للأمى
    تحياتي

  3. #3
    سؤال سريع وبريئ أيها الكبار، لمحت أنه لايتقن حتى فن الخطابة، فهل أنا مخطئ، أم هي سطوة فرنسية جديدة؟
    لكم كل الود.
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •