الديتو الشعري
الشاعرة فرحناز فاضل
و
ظميان غدير

رغم جراحي

فرحناز

تصفّح على مهلً أقلٍّ جراحي
وقل ما إذا استمتعت، قلها براحِ

تمهّلْ قليلاً؛ أستفيقَ لندبتي
وأعبقَ منديلي بدمعٍ قراحِ

ظميان

تمهل قليلا والتحفْها مواجعي
وخذ أغنياتي من ضياء نواحي

وخذْ رشفة الأوجاع من دفتر الجوى
فإن تصحُ من وجدٍ فلستُ بصاحِ

تصفحْ رويداً تلك آية مهجتي
يحرّفها دهري بعصف رياحِ

فرحناز

يسربني قِطْعاً حنينٌ كليلهِ
فيفتك بي في لهفةٍ من طِماحي

يساورني الشوق العظيم فأقتني
بما نهَضت نيرانه من لقاح

ظميان

ويصلبني في جذعهِ متلذذا
ويرمي لي الحسْرات رمي رماحِ

تمادى فصافحتُ الهلاك وقلت لن
أعيشَ فأحيا الحبَّ منه جماحي

تبارك قلبي منقذي وهْو مهلكي
وفي لونهِ سجني ومنه سراحي

فرحناز

يبرّ لعشقٍ دون وصلٍ لواعجاً
يمسّ لخفقاتي بكلّ ارتياحِ

كأنّ فؤادي مسرحٌ ساق نبضهُ
عرائسُ، إسدالاً لوت في انزياحِ

تهيّأ طيراً منذ أوقعن طهره
جناحاه في وادي العيون الملاح

يرفّ جناحاً دون ريشٍ تأوّهاً
ويندب حبّاً طائلَ الاجتراح

ظميان

مقيم ٌ على ودّي أمارسُ لهفتي
ومنقوش حبّي ليس يمحوهُ ماحِ

وأظفارُ روحي تنحتُ الحزن ربما
أباعد ُ حزنا منه طال افتضاحي

أنا أمنيات الحب من ألف ليلة
أحبّ ولا أصغي مقالة لاحي

فرحناز

أروّجُ دون القصد منّي صبابتي
تفوح كرشّ العطر بين وشاحي

ورونقة الذكرى تميض بدمعةٍ
فثمّة آلام خفت باتّشاحي

أزاولُ كهف العشقِ عمري تقلّباً
بذاتِ حنينٍ ذاتِ شوقٍ مباحِ

ويُحسبُ إجفالي رقودا ويقظتي
تعاطٍ لهيروينٍ بكلّ براحِ

ظميان

تلغّم لي قلبي لينفجرَ الهوى
ويغريكِ في منفى الهموم اطّراحي

ويغريك مني رغم ذاك تجلدي
لتعتاشَ من صبري وطول كفاحي

وتأخذ من صوتي لصدرك وردةً
تصيّرها جيشا يروم اكتساحي

فرحناز
كأنّي قرى مهجورةً من إبادةٍ
جماعيِّ قتلٍ بربريِّ اجتياحِ

كأنك في أمر الهوى متعطّل
ولاهٍ لأوجاعٍ سلتْ بمزاحِ

ظميان

أبى القلب إلا أن يكون مدينةً
سماوية تهدي الهوى بسماحِ

لعلّك ترضى أو تبادلني الهوى
وننهي روايات الأسى بنجاحِ

فرحناز

لعلّيَ أنسى باستحالة قصّةٍ
وددتُ بها استقبال كلّ صباحِ

لعلّك يوماً تستريح وتكتفي
فأجلوَ تعذيبي بوصلٍ فواحِ

فتلك جراحاتي نبتن أمانياً
لأني ارتضيت العشق رغم الجراح

وهاك أحيل الحال مسلوب حيلة
فلا تذدرد قلباً بدون سلاحِ