باب التسوية
http://mogasaqr.com/?p=19116
====================================


أمس (19/10/1440=22/6/2019)، اصطففنا لصلاة المغرب في أحد المساجد المقتطعة من مداخل بعض العمارات القاهرية، ومن فوقنا بواطن سلالمها البارزة المائلة، نوشك -إن لم تقع على رؤوسنا- أن نصطدم بها!
ثم أدركَنا مِن عن يساري رجُلٌ قصير القامة صغير الجسم أشيب الشعر، خاف الاصطدام وأنا أولى منه بالخوف مرتين، فجذبني إلى طرف السجادة من خلف خط الصف المخطوط وكنت أنا يسار الصف بعيدا من قَلبه، فلم أنجذب، ثم جذبني، فلم أنجذب، ثم جذبني وتركني إلى مَن عن يميني، يجذبهم واحدا واحدا، حتى انجذبنا جميعا!
سلّمنا من الصلاة، واشتغلتُ بختامها، فأقبل عليّ يلومني؛ فكأنما أرسله إليّ الحق -سبحانه، وتعالي!- لأبوح بما أخذته من قبل على المصلين، فأستريح:
-كان ينبغي لك أن تذهب إلى قلب الصف خلف الإمام، فتجذبه هو أولا، فننجذب بانجذابه من عن يمينه ويساره!
-قد فعلت!
-لم تفعل إلا بعدما أبيت أن أنجذب لك!
-تقبل الله منا ومنكم!
ماسحًا على ركبتِي المثنية، قائما عني، مستغفرا!
خرجت من المسجد، فلقيني القيّم عليه، فسألني خبر تلك المُسارّة الغريبة التي رآها ولم يسمعها، فأخبرته، فابتسم ابتسام من جرّب مثلها حتى لم يعد يأبه له!