ألا إن شيخكم قد أفسده الرِّقّ.

لم يسئ إلى منهج السلف أحد كما أساء إليه كثيرون من المنتسبين إليه زورا، وأشدهم إساءة إليه اليوم: المتحالفون في بلاد الإسلام والمسلمين مع أعداء الإسلام والمسلمين مجاهرين مكابرين متأولين لاستنكافهم المبين تأول الجاهلين، معرضين عن حجة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في مثل حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الصحيح: 《أوثق عُرى الإيمان: المولاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله》.(صحيح الجامع 2539).

وأقرب هؤلاء إلينا قوم صاروا أشد على الدعوة إلى الكتاب والسنة من أصلاء المبتدعة، الذين حالفوا قبل أيام - محالفةَ العشير الحميم - حزبَ المحادين لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ضد حزب العدالة والتنمية في انتخابات المغرب البرلمانية الأخيرة.

ويبدو أن الحملة التي قادها بهم (الشيخ) زعيمُهم لم تكتمل، أو زادتها خيبةُ أهل الجرار حدة واحتقانا، أو ضاقت بها فضاءات الأحياء، .. فلجأ إلى فضاءات الموتى خلال موعظة جنازة: يجدد ولاءه لأعداء الديانة الخائبين، ويؤكد عناده للحق المبين.
وجرى خلال ذلك ما جرى من هدر الوقت في اللغو والتضييع لحق الميت رحمه الله، مخالفة للسنة، واستخفافا بهدي الكتاب والسنة.

وما فتئ كثيرون يتساءلون مستغربين هذا الصنيع الشنيع، والحق أن مثلَه لا يستغرب ممن ركب أصلَه، لأن ركوب الوزر الأصغر أهون على راكب الوزر الأكبر.
و(الشيخ) إنما يجاري مَهَبّ أشكالِه ممن استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، فأزرَوا بمنهج السلف إزراء المارقين أمثال الرضواني ورسلان وغيرهما.

إن أهل الجرار المنكوس ما فتئوا اليوم يجاهرون بسب النبي صلى الله عليه وسلم جهارا نهارا، أفليس من منهج السلف الذب عن محله الأنظف غيرة على مقام نبوته الأقدس الأشرف ؟؟ .. أوليس هؤلاء أحرى باللعن والتبري والمعاداة إقامة للتوحيد ربوبية وألوهية واتباعا لأعلام مسيرته المسطورة المشهودة من سير النبيين وأتباعهم من الصحابة والتابعين ؟؟ ..

اللهم بلى .. ولو كانت العبرة في حب النبي صلى الله عليه وسلم والغيرة عليه بمجرد قول القائل (بأبي هو وأمي ..) لدخل في أهل محبته كل منافق، ولجرت سيما استحقاقها على كل كذاب مارق.