ذهب سائح إلى المكسيك فامتدح الصيادين المَحليين في جودة أسماكهم ثُمَّ سألهم : كم تحتاجون من الوقت لاصطيادها ؟ فأجابه الصيادون بصوتٍ واحد : ليس وقتا طويلاً فسألهم : لماذا لا تقضون وقتاً أطول وتصطادون أكثر ؟ فجاب الصيّادون أن صيدهم القليل يكفي حاجتهم وحاجة عوائلهم فسألهم : ولكن ماذا تفعلون في بقية أوقاتكم ؟ أجابوا : ننام إلى وقت متأخر.. نصطاد قليلاً.. نلعب مع أطفالنا.. ونأكل مع زوجاتنا.. وفي المَساء نزور أصدقاءنا.. نلهو ونضحك ونمرح قال السائح : لدي ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفرد وبإمكاني مساعدتكم.. عليكم أن تصطادوا لفترات طويلة كل يوم ومن ثم تبيعون السَّمك الإضافي بعائد أكبر وتشترون قارب صيد أكبر.. سألوه : ثم ماذا أجاب : مع القارب الكبير والنقود الإضافية.. تستطيعون شراء قارب ثاني وثالث وهكذا حتّى يصبح لديكم أسطول سفن صيد.. وبدل أن تبيعوا صيدكم لوسيط ستتعاملون مباشرة مع المصانع وربما أيضاً تفتحون مصنعاً خاصاً بكم وسيكون بإمكانكم مغادرة هذه القرية وتنتقلون للعاصمة ومن هناك سيكون بإمكانكم مباشرة مشاريعكم العملاقة.. سأل الصَّيادون السّائح : كم من الوقت سنحتاج لتحقيق هذا أجاب : حوالي عشرين أو خمسة وعشرين سنة.. فسألوه : وماذا بعد ذلك أجاب مُبتسماً : عندما تكبر تجارتكم سوف تعملون بالأسهم وتربحون الملايين.. سألوه في دهشة : الملايين ؟ وماذا سنفعل بعد ذلك ؟ أجاب : بعد ذلك يمكنكم أن تتقاعدوا وتعيشوا بهدوء في قرية على الساحل تنامون إلى وقت متأخر وتلعبون مع أطفالكم وتأكلون مع زوجاتكم وتقضون الليالي في الاستمتاع مع الأصدقاء.. أجاب الصيادين : مع كل الاحترام والتقدير هذا بالضبط ما نفعله الآن ولماذا نضيع خمسة وعشرين سنة نقضيها شقاءً وتعب ؟
===============
كثير منا يستنزف صحته لأجل ترف زائل.. وقد يوافيه الموت قبل أن يستمتع بما اضاع عمره لأجله