السلام عليكم

--------------------------------------------------------------------------------



سد يأجوج ومأجوج في الدماغ

الحاجز الدماغي (BBB =Brain Blood Barrier)

بقلم خالص جلبي

عندما يصل الدم إلى الدماغ هل انتهت القصة؟ إنها لم تنتهِ بعد، فلقد وجد أن هناك حاجزاً بين الدم والمخ، هذا الحاجز هو الخلايا الدبقية أو النسيج الذي يتوزع بين الخلايا العصبية بمثابة الدعم....

إن هذا النسيج هو بمثابة الخادم الذي يقدم الطعام الجاهز إلى الخلايا العصبية والحلوى الفاخرة التي هي الغلوكوز، كما أن هذا النسيج هو بمثابة الجمارك التي تحتجز المواد التي لا ترغب بها. وهي أيضاً المقبرة للخلايا العصبية التي تموت، كما أنها الغربال الفني لكل المواد التي تمر من الدم إلى الخلايا العصبية النبيلة.

إن حقن بعض الأصبغة التي تقتل الجراثيم تجعل جميع الجسم يتلون بها إلا الدماغ، وإن حقن محلول الصود في الوريد يجعل جميع البدن يغرق فيه خلال 10 دقائق بينما لا يجتاز الحاجز الدماغي إلا بعد ستين ساعة!!

إن أي سكر غير سكر الغلوكوز مرفوض ولو كان يختلف عنه بذرة لا أكثر ولا أقل؛ فقشر الدماغ لا يستطيب إلا هذا النوع من الحلوى، وإن السكر الموجود في الدماغ لا يكفيه أكثر من دقيقة واحدة، ولذا يقوم الكبد وسائر الأنسجة بتقديم الضرائب إلى الدماغ في صورة هذا السكر. وإذا صدف إن كان الجسم يعاني أزمة ومجاعة؛ فإن جميع النسيج تتنازل عن سكر الغلوكوز للدماغ فقط حفاظاً على سلامته، وإذا دخل السكر الخلية العصبية شكل مع الأكسجين ما يشبه المولد الكهربائي الذي يشحن ويستعد للإفراغ، وإذا أفرغ عاد وامتلأ مرة أخرى خلال واحد من الألف من الثانية.

وإذا نقص الأكسجين ماذا يحدث؟

يغضب السكر ويتملص من الاحتراق، فتركض خلفه الخمائر ترجوه وتستعطفه فلا يرضى بالرجوع إلا بعد أن تتوسط (12) خميرة!!

وهكذا يمر السكر في (14) مرحلة يتداخل فيها اثنا عشر خميرة لتحلل السكر، والخميرة تشبه المسرع للتفاعل، حيث أن قطعة اللحم تحتاج لكي تتفتت إلى حمض كلور الماء المركز ولعدة أيام، وإذا غليت بحمض كلور الماء المركز لمدة 24 ساعة تتفتت، بينما هي مع خميرة الببسين حطاماً في مدى ساعات، بدون حمض مركز ولا غليان مستمر.

وتتداخل عدة هورمونات في عملية تحلل السكر مثل هورمونات غدة المعثكلة التي تحرق الوقود السكري، فإذا خرج الدم بعد كل هذه التفاعلات كانت حرارته أزود بدرجة واحدة، مما دخل نتيجة الاحتراقات في التفاعل.

إن أي خلل في استخدام الوقود السكري في الخلية يعطه نتائج مذهلة؛ واستنشاق غاز أول أكسد الآزوت يحدث هذا الخلل فإذا بالرجل يضحك ويضحك (سمي الغاز المضحك)،أما الباربيتوريات فهي منومة، والسيانور مادة سامة، والمسكالين تحدث ما يشبه مرض الذهان، والسبب في كل هذا يعود إلى خلل الاستقلاب في الغلوكوز والسكر، وهكذا يتبين لنا مدى الدقة في الخلق، والأحكام في الصنعة، والروعة في البناء!!..

(وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون؟؟).

وقديماً قال المثل رب صديق في الأمس عدو في المستقبل، وهكذا يحدث مع الخلايا الدبقية التي تمثل الصديق الحميم الذي يخالط الجملة العصبية، حيث وجد أن تسرطن الدماغ يتم في هذه الخلايا الدبقية، وهكذا تسلم هذه الخلايا الدماغ إلى مقصلة الإعدام، وأما خلايا القشر الدماغي بالذات فلا تتسرطن وهو أمر يدعو إلى التأمل أيضاً.



منقول عن رابطة الواحه الثقافيه