كانت الأرواح تحتاجُ ميلاد النبي ï·؛
كي تَعشب الأُمنيات بصلاته ï·؛
"صَلِّ عليهم إنّ صَلاتك سكنٌ لهم "
كانت القَناديل بلا زيتٍ .. والليل في امتداد
وجِراح الجاهلية تنزف أذى
وكانت الأوجاع تنتظرُ مَولد الرحمة
تنتظرُ بَسمتك التي لا تَغيب
تنتظر انتصارك للضُعفاء
تنتظركَ في الخَمسين .. وفي الستين .. تعلّـمنا :
( أن لا شحوب في الأَعمار )
تنتظرك الجبال
كيْ تمشي في مَناكبها ناثراً قمحَ الهداية
تنتظرُك المَشارق والمَغارب في مواعيد الصَلاة


وننـتظرُك نحن اليـوم
ننتظرُ دمعة دُعائك لنا في السُجود .. ونحتاج أنْ نكون
نحن سُـؤلك وسُؤالك
إذا سَجدْتَ على عتَبات العَرش في المقـام المحمـود
نحتاجُ أسماءنا مِلء فَمـك في طلب الشفاعة
كيْ تُقفل عنَا أبواب الجَحيم


يا فَرطَـنا على الحَوض
ويا مُنتهى الـشَوق
ننتظرُ يدكَ فيها أباريق الكَوثر تغسِل عنَا دمُوع المَحشر
نتعثّر بخطايانا تتساقطُ الصُحف على ظُهورنا أوزاراً
نمشي الهُوَينا
نكادُ نتلاشى
فيا وجَع الخُطى بدون شَفاعتك يوم القيامة
ويا انفراط الرُوح في هَول الحشر دون ظِلالك
ويا شَهقة الصَحائف إذ تنشر وأنتَ لست لها شَفيع
ويا خِفّة الموازين دون هَدْيِك واتِّباعـك


أنتَ مفتاح العبـور
و كَفِّي إنْ لم تَمدّ لها يـدا ، فأُمّـها هـاوية
تضجّ الأنبياء : نَفْسي نَفْسي !
ونحنُ نَفسك يا حبَيب الله ؛ إذ تقول : أُمّتي أُمّــتي
والأُمم تبقى دُونك على رُكَـبها جـاثية


ننتظركُ في حَرائـق الـشَام
وأحزان العِراق ووجع اليَمن
ننتظركُ في قُـيود الأقصى
ننتظركُ في فَوضى الرُؤى
وتبَعـثُر القُبور من حولــنا
ننتظركَ ميلاداً لـنا
ننتظركَ هُـنا
لأنّا نعلم أنَ البدايات تضيء النِهايات
وأنَ مَن يجتمع بهديك وسُنَتك هُنا يجتمعُ بك على رَحيق الكَوثـر
لقد عادت يارسول الله ضفافـنـا مُجدبـة
وكل خطواتنـا فارغة من صَدى خطواتك
صفحةُ تاريخنا اليوم ليس فيها تاريخ ميلادك
تاريخٌ تغيّر فيه الزمن من عام الفيل ؛ إلى عام الفَتح
ومن الهُروب الى الجبال خوفـاً
إلى المعراج في السَماوات علـوّاً
أكان صُدفة .. أن تولَد في عام الفيل ؟!
أكان صُدفة ؟!
أم كان ميلادك معنى : أنّ الفيل قدَر الضُعفاء !
وأنَ جُندَ مُحمدï·؛ سيفيضون في الأرض شُـهـبـاً
سيفيضونُ طيراً للحـقِّ أبابيـل
وما بين عام الفيل ؛ وبينَ أن نكون قدَر الله في الأرض
أنْ يولَـد في عُمرك نبيّك
أن يولَـد فيكَ محُمّد
أن يظل حيـاً في أيـامك .. في بيتـك
في اتبـاعه في التفاصيل


ميــــلاد محمَّــــدï·؛
ليس حكايـةً تُحكى .. بل هو ميثـاق التغيـير