د. ريمه الخاني
صرخة في واد...هل فعلا لاأحد يرى لله على الأرض؟.
عندما يهاجمك ذئب في الصحراء، فسوف تشهر مسدسك وتقتله فورا، هذا كل مايحصل في هذا العالم الأعور...لكنها بكل الأحوال ليست جسارة ولاشجاعة أبدا ، لأنك لم تكن رجلا حينها المسدس هو من فعل...حتى لو كنت دقيقا في التصويب....
أنا أريد وأنت تريد والله يفعل مايريد، قول يتفكه به الناس، ويتهمون بعضهم بالصوفية والزهد..
لكن ليس هذا الموضوع محط نقاش بحال ، إن الكلمة الفصل:
لايوجد دخان بلا نار، كل عقاب له أسبابه، وكل فشل كذلك، إن كنت متأملا الكون بصدق، العلماء يجدون حلولا وأفكارا ليجمعوا ماتبقى من مال في جيوب المساكين، ولو كان فيه شفاء، يصلون لغايتهم ، لأنهم يبحثون عن السبب بدقة، ولعل السبب لن يخرج للنور إلا بلا إرادته أبدا، ولعل المنتصر يأكل ضربات بسبب بعذ ذنوبه دون أن يعرف...لأنه اغتصب تجاربه من ضحايا بقيت مسخ لآخر عمرها..
لاأحد يرى الله على الأرض ، حتى عباد الله أنفسهم، فعندما تصيبهم مصيبة يقولون:
-لماذا؟ كنا نصوم ونصلي..كنا نشكر الله كنا وكنا....وينسون أنهم لم يربوا أولادهم بما يرضي الله..فهم ورقة عمل أخفقتم بتقديمها..فكانوا خيبتكم ودليل إخفاقكم تربية وأخلاقا..وطلقة رصاص مصوبة لحياتكم الباقية، بل عبوة تفجير كاملة، تركت حفرة عميقة في الطريق، هي سيرتكم الذاتية الحقيقية، وليست تلك التي في الكتب التي تنور صفحات من حياتكم ..تلونوها بألوان الصفح الكريم!
كما تدين تدان، مثل لم يكن عبثا أبدا، ولايعبأ به أحد.ولم...
إنه لم يكن بارا بوالديه ، لذا سوف لن يرى نتائج ذلك في أولاده، ولتسخروا ماشئتم من القضية، حتى تروه رأي العين، إذا توقفتم قليلا عن الندب والنواح..
امرأة في حديقة عامة تبكي وحدها..اقتربتُ منها سألتها برفق..
-لماذا؟.
-نعم أستحق أن تسافر بناتي للخارج، وينسونني تماما، كما نسيت أمي قديما، أنا جائعة وجدا أيضا أستحق كل هذا ..كم أهملت والديّ...كم نسيت أن التربية الحقيقية، قبل السبع سنوات، وليس بعدها!.
يقولون قتلوا فلانا خطأ، كيف قتل؟ القاتل والمقتول في النار ليس فقط لأنهما أحرص على قتل الآخر ، بل لأن لكل منهما كان له قصصا مخزية أمام الله...لايعلمها سواه..وفلانا لم نر منه إلا الخير ، ويشهد قلبه بفسقه وخروجه عن أحكامه واقعا ...عندما يتجه سهم اتهامك للناس دوما فلتعلم أنك لست بخير أبدا، فهل أنت نبي؟.
لاأحد ير الله على الأرض أبدا... لأنه لايرى سوى القذى في عيون الآخرين، ولأنه لايرى الكون بعيني الله، يراه بعينيه القاصرتين عن فهم الدنيا الحقيقية، يراه بعين الكسب والربح ومنطق الأنا القاهرة....جميلة هي عندما نرى الحد الفاصل مابين الواجب والحق..عندما نصحح نظرنا الضعيف بنظارة الحق.
لاأحد يحب الله أبدا ، لأنك لاتحب نفسك جيدا، فتطعنها بمزيد من أسئلة الأنا...متى ومتى...؟
لاأحد يحب الله أبدا، لأن الإنسان نفسه لايحب أحدا، إلا من خلال مصالحه...لاأحد يرضي الله لأنه يرضي نفسه المريضة أولا ، ...عندما تجد ظل الله في قلبك بشكل واضح، ..سوف تكون كما يريد الله.
لاأحد يحب الله أبدا، لأنها تقليعة قديمة، بالية، دليل تخلف وتقوقع وانغلاق...ولكن..
لماذا تستعير نظارة غيرك؟ إنها له فقط...مالك وماله؟، الآن عرفت لماذا أنت في حول دائم...
عندما يهمك أن يصبح طريقك منيرا بأنوار حقيقية...بأنوار من قلبك لاأنوار الشوارع الغاضبة..ستجده معك...
هل يكفي أن ، أعد دفترا خاصا، اكتب عليه أخطاءك صغيرها وكبيرها، سلوكيا وأخلاقيا، بيني وبين الناس، وبيني وبين الله. كل أعرف ماذا يحدث من حولي؟.
أخشى أنني سوف أكتشف البلوى العظيمة التي لن يفطن إليها سواي..
وإن عدتم عدنا....
عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8) الإسراء
لاأحد يحب كلمة الحق أبدا، فسامحوا كلماتنا ذات الزاوية الحادة، شائكة ناكزة، مزعجة، خاصة أنها ستصيبك بكآبة الحال وسوء المنظر والمنقلب، ومراجعة النفس ، لاأحد يحب كلمة الحق أبدا لذا فامح ماكتب آنفا، وامض في طريقك وحدك، وابحث عن الله وحدك ...وأخبرني من فضلك أين وجدته؟، فقط لنحيا بسلام معا.فهو لنا جميعا.
شخصيا سوف أبحث عنه من جديد...وكل عام وأنتم بخير بمناسبة المولد النبوي الشريف.
20-11-2018