السيرة النبوية . . الحلقة (27)


٥٩٧- في رجب من السنة ٩ هـ وقعت آخر غزوة من غزوات النبي ﷺ ، وهي غزوة تبوك ، وتبوك تبعد عن المدينة ٧٠٠ كيلو تقريبا .

٥٩٨- وكانت هذه الغزوة مع أعظم دولة في العالم في ذلك الوقت ، وهي الروم ، وأمر النبي ﷺ أصحابه بالتَّهيُّؤ لغزو الروم .

٥٩٩- وجاء وقت غزوة تبوك في ظروف قاسية – الحر شديد ، والمسافة بعيدة جدا – ولذلك تُسمى أيضا غزوة العُسْرَة .

٦٠٠- ولم يكن الخروج لغزوة تبوك على التَّخيير ، وإنما كان على الوجوب ، يجب على كل مسلم الخروج ، إلا لمن له عذر كمرض ونحوه .

٦٠١- ثم حَثَّ النبي ﷺ الصحابة على الإنفاق لتجهيز جيش العُسْرة ، فتسابق الصحابة رضي الله عنهم إلى التنافس في الإنفاق.

٦٠٢- فجاء أبوبكر الصديق بكُلِّ ماله ، فأنفقه على جيش العُسْرة ، وجاء عمر رضي الله عنه بنصف ماله ، وأنفقه على جيش العُسْرة.

٦٠٣- وأنفق عثمان بن عفان رضي الله عنه نفقة عظيمة على جيش العُسْرة ، ماسُمِعَ بمثلها .

٦٠٤- فلما رأى النبي ﷺ هذه النفقة العظيمة من عثمان سُرّ سروراً عظيماً ، وقال : ” ما ضَرَّ عثمان ما عَمِلَ بعد اليوم “.

٦٠٥- وجاء عبدالرحمن بن عوف بثمانية آلاف درهم ، وتتابع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين في الإنفاق لتجهيز جيش العُسْرة .

٦٠٦- فلما رأى المنافقون هذا الإنفاق من الصحابة رضي الله عنهم أخذوا يستهزئون بهم ، فإذا أنفق الغني ، قالوا عنه : مُرائي .

٦٠٧- وإذا أنفق صاحب المال القليل ، ولو بصاع قال المنافقون : إن الله غني عن صاع هذا ، فهكذا كان موقف المنافقين المتخاذل .

٦٠٨- فأنزل الله في المنافقين : ” الذين يَلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم ..”.

٦٠٩- تَخلَّف عدد من الصحابة الصادقين عن غزوة تبوك بغير عذر ، وكانوا نَفَرَ صدق ، لا يُتَّهمون في إسلامهم .

٦١٠- مِن الذين تَخلَّفوا بغير عذر :
١- كعب بن مالك
٢- هلال بن أمية
٣- مُرارة بن الربيع
٤- أبو لُبابة بن عبدالمنذر ،
وغيرهم.: السيرة النبوية
الحلقة (30)

647- قال السائب بن يزيد : أذكر أنَّي خرجت مع الصبيان نَتلقَّى النبي ﷺ إلى ثَنيَّة الوداع مقدمه من غزوة تبوك .رواه البخاري.

648- انقسم الناس في غزوة تبوك إلى 4 أقسام : 1- مأمورين مأجورين كعلي بن أبي طالب ، ومحمد بن مسلمة ، وابن أم مكتوم .

649- 2- معذورين : وهم الضُّعفاء والمرضى .3- عُصاة مُذنبين : كالثلاثة الذين خلِّفوا وقد تاب الله عليهم .4- مذمومين : وهم المنافقون .

650- فأمرالنبي ﷺ بمقاطعة الثلاثة ( هلال ومرارة وكعب ) أربعين يوما لا يكلمهم أحد من المسلمين ، ثم أمر زوجاتهم بمقاطعتهم حتى تاب الله عليهم بتمام الخمسين يوما...

651- جاء منافقوا الأعراب إلى النبي ﷺ يعتذرون بأعذار واهية عن تخلفهم عن غزوة تبوك ، فعذرهم النبي ﷺ ، وَوَكِلَ سرائرهم إلى الله .

652- وأرجأ النبي ﷺ أمر 3 من الصحابة الصادقين ، وهم :كعب بن مالك – هلال بن أمية – مرارة بن الربيع .رضي الله عنهم أجمعين .

653- هؤلاء الصحابة الثلاثة رضي الله عنهم اعترفوا للنبي ﷺ أن ليس لهم عذر بتخلفهم عن غزوة تبوك .

654- قال الله عن الثلاثة الذين تخلفوا عن تبوك : ” وآخرون مُرجون لأمر الله إما يُعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم “.

655- ثم إن الله تاب على هؤلاء الثلاثة لصدقهم ، رضي الله عنهم ، فنزل قوله تعالى: " وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليه ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم" 118سورة التوبة .

656- لما استقر النبي ﷺ في المدينة بعد عودته من آخر غزوة غزاها – وهي تبوك – سارعت القبائل إليه في المدينة لِتُعلن إسلامها.

657- في أواخر العام التاسع الهجري تُوفيت أم كلثوم بنت النبي ﷺ .وتُوفي رأس المنافقين عبدالله بن أبي بن سلول قَبّحه الله .

658- في أواخر شهر ذي القعدة سنة 9 هـ ، بعث النبي ﷺ أبا بكر الصديق أميرا على الحج ، لِيُؤدي للمسلمين حجهم .
659- وأمر النبي ﷺ أبا بكر بأمور يُعلنها بالحج :لا يَحجنَّ بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عُريان ولا يدخل الجنة إلا مؤمن.

660- في ربيع الأول سنة 10 هـ تُوفي إبراهيم بن النبي ﷺ وعُمُره سنة وأربعة أشهر ، ودخل عليه النبي ﷺ ، وعيناه تدمعان .

661- قال النبي ﷺ : ” إن إبراهيم ابني ، وإنه مات في الثدي – أي في فترة الرضاع – وإن له لَظِئْرَين تُكملان رضاعه في الجنة “.

662- ودُفِنَ إبراهيم في مقبرة البقيع ، وانكسفت الشمس يوم مات إبراهيم بن النبي ﷺ ، فقال الناس : إنما انكسفت لموت إبراهيم .
663- فقال النبي ﷺ : ” إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتموها فادعوا وصلوا" .

نلتقي بإذن الله