سألتني إحدى بنات العم الخجولات : أستاذ كيف تتمكن في محاضراتك من النظر إلى الجمهور وهم جميعا ينظرون إليك ، فقلت لها إن الأمرَ صعبٌ جداً وهو يحتاج إلى تدريب .
ولم أخبرْها أني في حقيقتي أضعف من الضعيف ؛ وأن تلك الأحداق التي أنظر إليها ، وتلك العيون البراقة التي أتأملها وأنا أتحدث هي التي تُكسيني ثقة كبرى وتمدُّ كلامي البسيط الضئيل بمعانٍ عميقة .
وهم حين يصفقون فإنما يصفقون لأنفسهم لأنهم هم صنَّاع الكلام وأهل البلاغة .
لذلك فإني أتقدم لكل من سمع مني كلمة بالشكر الجزيل .