منقول عن داليا ابو غزالة
أكتب اليوم بلغتي العربية لأنني أخاف في غربتي أن أبتعد عنها فأفقد الشّدة التي تشدني إليها وأذهب باحثة عن السكون في لغة لا تحتويها. أكتب بلغتي العربية لأقول لكل عربي في زمن أصبح العربي ضائع وضال أن حرف الضاد أجمل ما قد تفتخر به. أكتب إلى كل أب عربي يربّي ابنته على لغة غير العربيّة وإلى كل أم عربيّة تخاطب ابنها بلغة الاستعمار... أنا فتاة عربيّة وأجيد التحدث باللغة العربية واللغة الإنجليزية. إن سألتوني بأية لغة أفضل دراسة الأحياء والكيمياء فسأجيب: "أكيد إنجليزي" ولكن إن سألتوني شعر من تحبين فجوابي سيكون: "كلمات نزار قباني ولحن مروان خوري وصوت كاظم السّاهر." طباعتي على الحاسوب باللغة الإنجليزيّة أسرع من تلك باللغة العربيّة ولكنني أحب أن أرى قلمي يجري على الورق من اليمين إلى اليسار. إن أعجبتم بكلماتي وكتاباتي في اللغة الإنجليزية فكونوا على يقين أن إحساسي عربي. وإن أردتم أن تعرفوا إلى صوت من أضحك إلى مستقبلي فاسمعوا جوليا بطرس وهي تغني: "بكرا شي نهار بحكيلك هالخبرية." عادة ما أقرأ الآيات باللغة الإنجليزية ولكنني في خوفي أقول: "يا رب" ففي داخلي فتاة صغيرة جاهلة تطن أن الله عربي. أنا استخدم "I miss you" مع العديد من النّاس ولكن يصعب على لساني قول "اشتقتلك" إلا لمن يحن له قلبي حقًا. أمي تقول لي "I love you" كل يوم ولكن عندما ودعتتي قبل سفري وقالت لي: "أنا بحبك كتير" دمعت عيناي فكنت على يقين أنني أغلى ما تملك. أنا أمرح باللغة الإنجليزيّة ولكنني أمزح باللغة العربيّة فبين المرح والمزح نقطة... دمعة ضحكتي. أنا أبكي بالعربي وأضحك بالعربي وأفرح بالعربي وأحزن بالعربي وأرقص وأغني وأحلم... عربي. وإلى كل عربي ما زال يحاول أن يتخلّى عن لغته وإلى كل عربي يبعد أبنائه عن حروفها... بأية لغة سنغني؟ وبأية لغة سنحب؟
-بقلمي