سرير بروكست ( او فرض القوالب)
تقول الأسطورة اليونانية أن هناك شخصاً كان يعمل حددا خارجاً عن الدولة و القانون إسمه بروكست (Procuste) عمد إلى صنع سرير حديدي على مقاسه ، و كان بروكست يرحب بأي مسافر يصادفه في طريقه، ليستضيفه في بيته، ويدعوه إلى النوم في السرير و كان بروكست مهووساً بقضية طول الضيف.. فإن كان الضيف أطول من السرير، قام بروكست بقطع رأسه و قص اطرافه بالمنشار ليتناسب مع السرير ويتركه جانب الطريق وقد فارق الحياة ،وإذا كان أقصر من السرير، قام بمطّ جسم الرجل مطاً لا مثيل له اي حتى تطول قامته فيفارق الحياة ...و بالتالي اصبح الناس يموتون على يديه اما بالمط او بقطع الرأس و قص الأطراف...
هذه الأسطورة التي ابتدعها الإغريق قبل ثلاثة آلاف عام تتكرر في ايامنا هذه ،
فكل من بسعى مثلا الى فرض رأيه بالقوة و فرض القوالب على الجميع و تطويع الواقع لينطبق على مفهومه و ينادي بعبارة ان لم تكن معي فأنت ضدي نقول عنه كمن يستعمل سرير بروكست...
لكن حق الاختلاف في الرأي والفكر والدين والمعتقد ، وحرية الضمير وحق المواطنة المتساوية ، يبقى أقوى من أي بروكست لأن بالنهاية كما جاء في الاسطورة و ردا على صلف وعنجهية وتعالي بروكست ، قام “ثيسيوس” Thêseús بإلقاء القبض عليه ووضعه على سريره بالطريقة نفسها وقطع رأسه..

فعاجلا او آجلا لا بد ان يظهر في كل مجتمع مضطهد هذا الـ ” ثيسيوس” ؟