وللحديث بقية:
نشر أحد الأصدقاء الكرام قصة بعض زملاءنا الأطباء الذين ماتوا غرقا مع عائلاتهم في مياه البحر المتوسط و هم يحاولون الفرار من الموت في بلدنا المثخن بالجراح فأثار شجوني. تذكرت قوله تعالى *الم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم* لأحتسبهم عند الله من الشهداء الاحياء. ثم انهالت الأفكار علي تترا من قبل الكارثة ومن بعدها. تذكرت بعض الابدال الدمشقيين الذين تنبؤوا بالكارثة قبل حدوثها (سمعت شخصيا تعبير"ربما زلزال") ولما نصحوا الناس بالتخلي عن البذخ والترف و الكف عن الظلم الاجتماعي وتزوير الدين لتحقيق مصالح ضيقة لا أخلاقية سخروا من بعضهم وقتلوا البعض الٱخر أو هللوا لمقتله، وهنا تذكرت ايضا قوله تعالى *وجعلنا قلوبهم قاسية*. تذكرت بعض ال...... (لا اعلم كيف اصفهم فهم مجموعة غير متجانسة منهم الجاهل ومنهم الساذج البسيط ومنهم الاحمق ومنهم الخسيس و منهم الخائن) الذين شرعنوا التعاون مع أعداء لا هم لهم إلا مصالحهم الاستراتيجية عاش من عاش ومات من مات، الذين هموا بالتهام بلدهم فتذكرت قوله تعالي *لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء*. استفززت أحدهم يوما إذ قلت له لا يحل تحت أي ظرف الاستعانة بعدو فانتفض وقال لي ساخرا "انت خليك باختصاص القلبية ولا تتدخل بالعظمية" كنت اعلم مسبقا أنه مصاب بداء السخرية (sarcasm) ثم دارت الايام ومرت الايام على قول ام كلثوم واكتشف كل واحد حقيقة نفسه. تذكرت ذلك الٱخر النرجسي المظهر البساطة المبطن الغرور عندما رٱني أشتري ملابسي عامدا متعمدا من متجر الخضروات وكيف استفززت هدوئه الوهمي الخارجي عندما بررت له ذلك بأن كثيرا من الماركات أعلم أن أرباحها تذهب لجهات تمارس العنف والقتل وانا لا اشعر بالهناء إذا لبست ماركة يعتقد أن أرباحها ربما تستخدم لقتل بريء فكشر وزمجر و قد كان قبل برهة يفتخر بالتعامل التجاري مع "شايلوك " ولديه "مبرراته الشرعية". قلت له(لا أعتقد أنه فهم) على كل عندما يعود المسيح فسيظهر بأجمل حلة لن يرتديها من تلك الماركات بل ربما (يا حضرة المبرر الشرعي) سيذهب لدكان خياط ماهر فقير كان للتو قد فرغ من دعاء ربه بالرزق. ثم إن نفسي لا تطاوعني لعمل ذلك وأهل بلدي يموتون وإن كنت خارج بلدي فكيف لو كنت داخله!!! تذكرت قوله تعالى *كبر مقتا عن الله أن تقولوا ما لا تفعلون*
وللحديث بقية..
وللحديث بقية:
كل من كان على بصيرة (ولا أسمي على الاطلاق س أو ع من الناس فكلهم ٱتيه يوم القيامة فردا) و شاهد البطر والظلم الاجتماعي والفساد المتزايد خاصة في السنوات العشر قبل الكارثة تنبأ بالزلزال قبل وقوعه.
كثير ممن انتقدوا الوضع السياسي امتهنوا رشوة المسؤولين بفتاوى ليس لإنقاذ بريء أو دفع ظلم بل لبناء ثروة. هناك أطباء قلبية ركبوا شبكات دون استطباب لأجل نفس الغرض. استقدام فتيات بعمر الورود من اندونيسيا وغيرها منهن من تركت أطفالها لأجل بضعة دولارات يدفعها أولئك المتدينون ليس لتمريض عاجز أو خدمته بل لاستكمال مظاهر البطر في دولة عالم ثالث من نوم وسهر وأكل مطاعم وكثيرا ما اغتصبن بفتاوى. ولو كانوا يؤمنون بالله ما فعلوه: لم يرشوا لبناء ثروة بل صبروا على الفقر ومهدوا السبيل لذريتهم بدل أن نعود رشاويهم وبالا على ذريتهم ولم ينحرفوا عن أخلاق المهنة وهم يعلمون أن الخسارة في المحصلة أضعاف الربح ولم يستقدموا نساء صغيرات للبطر بل دفعوا عند الضرورة وبقدرها لنساء ورجال بلدهم الذين تضورت عائلاتهم جوعا واحترقت أفئدتهم على أي عربة بأربع عجلات و هم يرون مشيخات البلد تتعهد السيارات الفارهة. وحسبوا الا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم فعموا وصموا كثير منهم. كل تصرف من هذا القبيل كان يقرب الزلزال من المرحلة الحدية و مرحلة اللاعودة. تذكرت قوله تعالى *ايحب أحدكم أن تكون له جنة....وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت؟
وللحديث بقية..