أنا لا يحبني شعبي لأنني أحب شعبي !!!:

--------------------------------------------------------------------------------





بسم الله
عبد الحميد رميته , الجزائر
" Si je suis impopulaire c’est pour mon pays"

الجزائر بلد من أعظم بلدان العالم العربي والإسلامي ,وهي بلد المعجزات (أو الخوارق) كما يُقال .هذا صحيح وثورة المليون ونصف المليون شهيد ضد المستعمر الفرنسي الصليبي الحاقد أحسنُ دليل على ذلك. لكن للأسف الشديد هذا الذي يقال عن جزائر ما قبل الاستقلال يمكن أن يُقال مثلُه عن جزائر ما بعد الاستقلال لكن بمعنى معاكس . وإلا فماذا نقول عن أنفسنا :
- نادينا عام 91 م أمام الدنيا كلها بأننا ديموقراطيون ثم ألغينا-بعد شهور- نتيجة من نتائج الديموقراطية: وهي الانتخابات.هذه ليست ممارسات ديموقراطية بل هي قمة الدكتاتورية. أما إذا كانت هذه هي "الديموقراطية" فلعنة الله عليها من ديموقراطية , وصدق عندئذ من قال عنها بأنها " كفرٌ ".
- ثم قلنا بعد إلغاء الانتخابات مباشرة :"ألغينا المسار الانتخابي لكننا لم نلغ المسار الديموقراطي" , وهذا كلام لا يمت إلى السياسة بصلة ولا إلى العقل والمنطق بصلة ,إذْ ماذا يبقى من الديموقراطية إذا أُلغيَ المسارُ الانتخابي؟!,
وإذا أسمينا هذا سياسة فقد فهِمنا عندئذ لماذا كان "محمد عبده" رحمه الله يقول :" لعن الله ساسَ يسوسُ سياسةً ".
-نادينا عام 91 م أمام الدنيا كلها وقلنا بأننا نقبل باختيار الشعب مهما كان الفائز , فلما فاز مَن نخاف من محاسبته لنا أدخلناه السجونَ , وزعمنا بأن الشعب لم يعرفْ من يختارُ ليمثلَه وقلنا للشعب: " نحن نحبُّ لك الخير يا شعب أكثر مما تحبه أنتَ لنفسك.نحن الأب والأم وأنت ولدُنا المدلل , أو نحن الملكُ وأنت شعبنا العزيزْ ". ألم أقل لكم بأنه صدق من قال بأن الجزائر "بلد المعجزات" ؟!. ومن النكت ( الحقيقية والواقعية ) المضحكة والمبكية التي يمكن أن أذكرَها هنا والتي لها صلة بموضوعنا أن رئيس حكومة سابقة في الجزائر علل كراهيةَ قطاع كبير من الشعب له بأن السبب هو أن رئيس الحكومة يحب الشعب !!!.
وصدقوا أو لا تصدقوا لقد قال بالفعل في يوم من الأيام " Si je suis impopulaire c’est pour mon pays " , أي "إذا كان الشعب لا يحبني فإن ذلك لأنني أحبه"!!!. وشر البلية ما يُضحكُ كما يُقال .
نسأل الله أن يحفظنا أحياء وميتين ومبعوثين بعد ذلك , كما نسأله تعالى أن يهدينا جميعا حكاما ومحكومين آمين.