ولي طقوسي الخاصة في قراءة الروايات خاصة، فعندما يترهل السرد وينحو للوصف، تسرع قراءتي وكأنها تهرب من الأنا الوصفية، ومازلت أتساءل: لماذا يرهان الروائيين على صبر قراءهم؟؟؟
******************

عن Bahoz Mzry

في تمام الدقائق اï»·ربع من بعد الحادية عشرة من هذه الليلة
لفظت رحلة في أقاصي الليل بين يدي أنفاسها اï»·خيرة
عن صفحات بلغ عددها 656 صفحة
وإلى كتاب آخر أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ...



الرواية تتألف من 656 صفحة من القطع العادي
طبعت بدمشق عام 2007
الترجمة ï»» بأس بها ...
اسمه الحقيقي ديتوش . سيلين اï»»سم اï»·دبي مأخوذ من إحدى قريباته . وقيل جدته .
ولد عام 1894 في ضواحي فرنسا الشمالية ... ومات في عزلته منبوذا عام 1961 بسبب مواقفه السياسية المناصرة للنازية والمعادية للسامية ...
كان عمره 38 عاما حين كتب هذه الرواية التي صدرت عام 1932 ويقال أنها الرواية اï»·ولى لسيلين
منهم من حسبه على الكتاب الفوضويين . ومنهم من قال عنه أنه ذو نزعة عدمية . وكذلك قالوا ذو نزعة بؤسوية . وقيل أنه عبثي ...
موضوع الرواية يبدأ بالحرب العالمية اï»·ولى ... ومن ثمّ اï»»نتقال إلى المستعمرات الفرنسية اï»·فريقية (الكونغو) ... وبعدها إلى أمريكا ... ومن ثم العودة إلى ضواحي باريس لممارسة الطب ...
نوع الرواية : سيرة ذاتية . أو شبه سيرة ذاتية ...
فرديناند الشخصية الرئيسية في الرواية إلى جانب صديقه الحربي (البائس) روبنسون يسرد علينا أحداث الرواية من ذكرياته وبعض مغامراته خï»»ل الحرب اï»·ولى وبعض تجاربه التي أمضاها في المستعمرات اï»·فريقية ، وكذلك في رحلته إلى أمريكا ، وفي ممارسة مهنة الطب في الضواحي الفرنسية ...
يرسم مشاهد ... بل كل المشاهد التي رسمها في روايته ï»» تمت للرحمة بصلة ï»» من قريب وï»» من بعيد ...
بعد سقوط الكنيسة في أوروبا عادت القارة إلى وثنيتها اï»·ولى كما كانت عليه أيام الرومان كما صرح بذلك ايريك فروم
لقد حل محل (ابن الله) بعد سقوط الكنيسة ثï»»ثة أشياء : المال . الخمر . النساء .
هذه اï»·شياء الثï»»ث باتت معبودهم ... وï»·جل الحصول عليها (ï»» يحللون ، وï»» يحرمون) يقضون حياتهم سعياً للحصول عليها إلى أن يتخطفهم الموت وهم على هذه الحالة !!!
كأن ملخص ما قاله فرديناند عن فرنسا وعن المجتمع الفرنسي وعفونته على لسان الممرضة السلوفاكية (صوفي) التي تم تعيينها مؤخراً وباتت من محظيات فرديناند :
نعود إلى صوفيانا ! لقد كان حضورها المجرد يشبه تهورا في مشفانا الكالح والهلع والمريب .
بعد مرور بعض الوقت من الحياة المشتركة ، شعرنا بسعادة غامرة بالتأكيد من أن نعد صوفي من بين ممرضاتنا ... ولكننا لم نستطع أن نمنع أنفسنا من التخوف من أن تبدأ ذات يوم ، في إفساد مجموع احتياطاتنا الï»»متناهية ، أو أن تحيط علماً بنحو مفاجئ ، ذات صباح بكل واقعنا المزري .
كانت صوفي ما تزال تجهل تماماً حالة اﻹهمال العفن التي كنا منغمسين فيها ! مجموعة من المحبطين الفاشلين !
كنا معجبين أشد اﻹعجاب بها ... كانت تفتن عقولنا ...
وبعد كل هذا العفن يأتي فرديناند ليفلسف الحب !!! وأنّا للحب أن يتفلسف وأنتم في هذا العفن !!!؟
الحديث عن الرواية يطول ويطول ... ولكن نكتفي بهذا القدر كي ï»» نثقل عليكم ...
طابت ليلتكم أصدقائي ...

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي