داء القيم الزائفة
سعد عطية الساعدي
منشور في عدة مواقع عربية


كثيرا ما نسمع على ألسنة الناس كل الناس مدح قيم وصفات الخير والإيمان أو الأدعاء بها كونها هي المعيار الفاصل بين صفات الخير الإنسانية والإيمانية وبين صفات الذم الشيطانية أللا إيمانية وكل منهم يمدح الأولى ويذم الثانية وبما أن الجميع ظاهرهم في نفس التشخيص والموقف وكل يدعي ظاهرا أو ضمنا ويحسسك به اما بالتصريح أو بالتضمين أنه من الصنف الأول الحسن الخير أذن فمن هم الصنف الثاني القبيح السيء.؟!
بمعني الكل يمدح والكل يقدح ! .. ولكن المشكلة ليست بالصفات إطلاقا المشكلة بالكل الناعت المدعي الواصف !.. المشكلة في الزيف والتزييف والنفاق ! ...
المشكلة كلهم يميزون ويعرفون ويحددون الصحيح ولكن كلهم يخلطون عمدا إلا من رحمه الله ونقاه من التوهيم والكذب والنفاق.
فالحق لا باطل فيه .. والإيمان لا ضلال أو كفر فيه.. والصدق لا كذب فيه .. والحقيقة لا وهم فيها .. هذه هي أسس ثوابت اليقين ومعايير كل الصفات والسلوكيات والأقوال والأفعال ولكل الأشياء بلا استثناء ..
من.. من الناس غير المجانين منهم لا يعرف ويميز أساسيات الخير من الشر والحق من الباطل والحسن من القبيح والصدق من الكذب والأمانة من الخيانة والحلال من الحرام ومن منهم لا يعرف الصفات الخيرة الممدوحة والصفات السيئة المذمومة الكل كونه إقرار فطري بديهي قطعا يعرف ويدعي أنهم يعرفون ويتجنبون ولا يقبلون أو يفعلون الباطل القبيح المذموم و منهم هم يكذبون وينافقون ويزيفون بل العكس البعض من هؤلاء باطنهم بالقول والعمل والسلوك يذم الحسن ويمدح القبيح يرفض الحق والعدل ويقبل ويعمل بالظلم والباطل ،، يدعي الإيمان ولا إيمان عنده ... يدعي الأمانة ويخون ويسرق .. ويدعي الصدق ويكذب .. ويدعي ويدعي .. ويكذب ويكذب .. كله كذب على كذب وزيف وتزييف عنوانه مزيف أقواله مزيفة أفعاله مزيفة صفاته مزيفة ويعلم بكل ذلك ولكنه يتظاهر عكس ذلك لأنه كله زيف وتزييف ....
بمثل هؤلاء تهدم الأديان أن أستفحلت ظاهرتهم وكثر أشباههم وتشوه المعاني والقيم الإنسانية إن أستفحل هؤلاء ونشروا الزيف والتزييف ونشأ على صفاتهم وسلوكهم جيل عندها نقرأ على المجتمع السلام لأنه سيقتل إنسانيا وسيقتل أخلاقيا مع سبق الأصرار والترصد وبأيدي المزيفين دعاة الزيف والتزيف الذين يتكاثرون كالعدوى فيكثر الأشرار ويقل الأخيار ويكثر المزيفون ويقل الحقيقيون وهنا مكمن الداء مع فقدان الدواء والمشتكى إلى الله وحده جل جلاله