سارة الطليانية، ومستر كيفن، وأشياء أخرى صغيرة ��
أستطيع أن أجزم أن الحكاية التي سأسردها عليكم وقعت أحداثها قبل الغزو اï»·مريكي البريطاني للعراق�� إï»» أنني لست متأكداً إن كانت الواقعة علىظ° عهد اï»·ب القائد الخالد (أظن ï»» حاجة أن أنبه القراء بأن الخلود لله وحده)، وليس لل.....، أم في عهد اï»»بن القائد��
وقبل أن أسرد عليكم الواقعة، علي أن أعرفكم علىظ° المستر كيفن، وعلى الطليانية سارة، قبل أن يقفز أحد القراء ويقول: ونحنا شو مدرينا بهاد المستر يللي عم تحكي عنو����
هذا المستر كيفن الذي سأحدثكم عنه، ليس شخصية أسطورية، وï»» خيالية، وإنما شخصية واقعية حقيقية، كما أنا وأنتم حقيقيين��
مستر كيفن طالب دكتوراة أمريكي، كانت أطروحته تتعلق بالتاريخ السوري المعاصر، من بعد اï»»ستقï»»ل إلى ما قبل الوحدة (المشؤومة)، هذا رقم واحد
أما رقم اثنين فقد كان مستر كيفن ألطف اï»·مريكيين الذين تعرفت عليهم، كان يفوقني طوï»» بحوالي عشرة سنتيمترا (أعلمُ أن أحد القراء سيقول: ما بدنا نعرف طولك باï»·ول؟)، صدقوني ï»» أعرف كم هو طولي، وï»» كم هو وزني، إï»» أنني ï»» بالطويل، وï»» بالقصير، وإنما من معتدلي القامة، كما أنني لست بالبدين وï»» بالنحيل، وإنما ما بينهما��
المستر كيفن هذا كان ذو رأس صغير حليق يلمع، وما كنت أعلمُ إن كان من الصلعان، أم أنه يحلق شعره بالموسى كقوات المارينز��
كان هناك مشكلة في حنكه، في الفك الأيمن، وكان نتوء الجرح ظاهراً، إï»» أنني وï»» مرة سألته عن فكه، أو عن الجرح (مالنا ومال الناس)��
وصاحبكم مستر كيفن مثله مثل أي أمريكي، أو سائح، لم يكن يعتني بمï»»بسه، تستطيعون أن تقولوا أنه كان مثلي، يرتدي ما في متناول يده دون أن يدقق إن كان هذا يليق بذاك أم ï»»، المهم كان يرتدي بنطاï»»، ليس بالضرورة جينز، وقميصا ï»» علىظ° التعيين...
سأحدثكم اﻵن عن بعض سلوكياته، وخï»»ل حديثنا إن تذكرت بعض صفاته اï»·خرى سأحدثكم عنها، صحيح نسيت أن أخبركم أنه كان يملك عينين صغيرين زرقاوين ��
كان يطلب مني الجرائد التي كانت تصدر خï»»ل تلك الفترة، وحينما كنت أحضرها له، كان يضمها إلى صدره، ويشمها، ويقول: أحب رائحة الكتب��
يا لسوء ذاكرتي، بدأت أتذكر مواصفاته بعد أن انتقلت إلى سرد سلوكياته، اعذروني أصدقائي��
صاحبكم مستر كيفن مقارنةً بالطليانية سارة لم يكن جميï»»، وهذا ï»» يعني أنه كان قبيحا أبداً، بل كان يدخل القلب دون عناءâ‌¤
بينما كنا نحتسي الشاي، ونشرب لفافات الدخان اï»·جنبية معا (كنت يومها ما زلت أدخن، وإنما تركت التدخين علىظ° ما أذكر أواخر عام 2005) قال لي: كان في بيتنا كتب، ويومها كنت صغيرا، وكانوا بعلموننا في المدارس عن الفاشية والنازية، وبينما في أحد الأيام أقلب صفحات أحد الكتب في بيتنا، فإذا بصورة لهتلر، فقمت بتمزيقها علىظ° الفور، وما كان من أبي يومها، إï»» أن صفعني (كفا مثل فراق الوالدين) طبعاً هذا التعبير الشامي للصفعة مني وليس من صاحبكم المستر كيفن، (كان يا دوب يخلص حالو باللغة العربية الفصحى)، وقال لي من يومها صفعة الوالد جعلتني أحترم الكتاب أكثر، وأنا من يومها، أخذت درسا من صاحبكم المستر كيفن، تعلمت كيف أحترم الكتب والمجلات التي فيها صورة الأب القائد الخالد، ومن بعده اï»»بن القائد، ليس خوفاً من صفعة أبي، ï»·ني يتيم اï»·ب، وإنما خوفاً ممن يضعون علىظ° أعينهم نظارات سوداء����
الحديث عن صاحبكم مستر كيفن ï»» ينتهي، وï»» أنا لدي الوقت الكافي لسرد كل شيء عنه، وï»» أنتم لديكم الوقت الكافي لقراءة المطوï»»ت����
سننتقل للحديث عن الطليانية سارة، صحيح كانت طويلة، إï»» أنها ï»» تجاري طول صاحبكم، بل حتى ï»» تجاريني أنا، ولن أكون مخطئاً إذا قلت لكم أنها تقصرني بحوالي عشرة سنتيمترا، وكانت بدينة بعض الشيء، ولذلك كانت تمارس رياضة المشي الصباحية، ثمّ تأتي إلى مكتبتي بصحبة صاحبكم المستر كيفن، وتشرب الشاي المحلى مع الكعك لتستعيض ما أحرقته من سعرات حرارية��
كانت سارة ذات وجه مستدير أبيض شفاف كماء الجدول، كانت فائقة الجمال، لها عينان نجï»»وان، ولها شعر أسود حالك كالفحم، ï»» أعلم إن كانت تصبغه أم ï»»؟، وï»» أظن أنها كانت بحاجة إلى أي نوع من انواع التجميل، فهي كانت في غاية الجمال دون أن تشوه وجهها الجميل بتلك الأصبغة��
كان صاحبكم مجنونا بها يمشي خلفها كظلها حيثما ذهبت، قال لي صاحبكم المستر إنه يموت حبا بها، والدبة سارة لم يظهر عليها أي أثر للحب، أما قلبها فï»» يعلم به إلا من بين إصبعيه قلوب عباده...
والحديث عن الدبة المحبوبة سارة أيضًا يطول، ومن الأفضل أن أختصر عليكم الكï»»م ï»·قول لكم أن صاحبكم مستر كيفن دخل علي في مكتبتي ذات يوم قائظ، حانقا، وبعد أن انتزع حقيبته من علىظ° كتفه، وجلس على كرسيه كالمعتاد، قال: رئيسي غبي رئيسي أغبى رئيس في العالم!!!����
قلت: اخفض من صوتك يا مستر فإن للحيطان أذان... قال: أنا أتكلم عن رئيسي، أما رئيسكم فهو أفضل رئيس في العالم��
قلت له:ما شاء الله عليك مستر كيفن حافظ درسك����
أخفض رأسه، وضحك، هكذا كانت طريقة صاحبكم المستر إذا أراد أن يضحك ضحكة خبيثة��
المهم، يومها سألت المستر كيفن: لماذا رئيسك غبي؟!، قال وهو يضحك ضحكته الخبيثة: تصور رئيسي الغبي ظهر علىظ° إحدى القنوات التلفزيونية في حوار مع أحد الصحفيين، وسأله عن اسم رئيس وزراء الهند، فقال: ï»» أعرف!!! قال له الصحفي: كيف ï»» تعرف إسم رئيس وزراء الهند وانت رئيس أعظم دولة في العالم، فقال: ï»·نني رئيس أقوى دولة في العالم، يجب عليهم هم أن يعرفوني، وليس بالضرورة أن أعرفهم��
أليس رئيسي غبي��
من يومها يا أصدقائي وأنا حزين����
ليس ï»·ن صاحبكم المستر قال عن رئيسه غبي، فليذهب رئيسه إلى الجحيم،
وإنما أنا حزين يا أصدقائي ï»·ني ï»» أستطيع أجهر حانقا مثل صاحبكم������
نسيت أن أخبركم أن صاحبكم المستر كيف وشوش في أذني فقط مرتين ï»» ثالث لهما، المرة الأولى قال فيها: سارة تتكلم سبع لغات��
وفي المرة الثانية قال وهو يضحك ضحكته الخبيثة: والد سارة عنده مزرعة جميلة جداً في إيطاليا����