صباح الخير (331) الفاشل أكثر سعادة من الناجح!!!!


كلما ارتفعت درجة في سلم النجاح، بعد جهود مضنية، وعمل دؤوب، أغرتك الدرجات التالية في الصعود، مهما كان الجهد متعبا ومرهقا، هذا لو كنت حيا فعلا ولم تتوقف عن الاستمرار..
هي فطرة الناجحين، بل بشرية الأذكياء والحكماء.
وكلما نجحت في الصعود، كلما هممت ببلوغ ماهو أعلى وأعلى، وتترامى الأحجار على رأسك وأنت في خضم الصعودن حتى يشج، أو يجعلك تتراجع من جديد...
النجاح ليس هو السعادة، بقدر همة الاجتهاد وثبات الطموح وجهد الاستمرارية، والصبر على أعدائه...
يقول الدكتور أ.د.محمد طالب عبيدات حول ذلك:
إن المطلوب من أصحاب قصص النجاح الشموخ والتحلي بالصبر وأن يعيشوا حياتهم بالطول والعرض كي يسجّل التاريخ تميزهم، ويبقى أعداءهم في سواد دامس!.[1]
ولقد أعجبتني فكرة الأستاذ ثامر السباعنة عن مواجهة غيرة وحاقد يحاصر الناجح ليحول بينه وبين استمرار نجاحه:
قد يضطر الناجح أحياناً ان يرد على ما يشاع عنه من قصص واتهامات وهذا سيدخله في معركه من الجدل والشك وبالتالي يضيع وقته و يتشتت جهده وتتاثر نفسيته ، وسيخف وهج انجازه ونجاحه وطبعا كل ذلك يصب في مصلحه الحاقد الحسود.
وقد ذكر الغزالي أن ( الأجدر بالحاسدين أن يتضرعوا إلى ربهم يسألوه من فضله ،وأن يجتهدوا حتى ينالوا ما ناله غيرهم ، إذ خزائنه سبحانه ليست حكراً على أحد ،والتطلع الى فضل الله عزوجل مع الأخذ بالأسباب ، وهي العمل الوحيد المشروع عندما يرى فضل الله ينزل بشخص معين ،وشتان مابين الحسد والغبطة أو بين الطموح والحقد )
وقد قال د. محمد الصغير : ( من الأخطاء في التفكير أن تعتقد أن كل نجاح يحققه من حولي ويستحق الثناء عليه، يعني فشلي في بلوغ هذا النجاح أو مثله ، ويعني نقصي في أعين الناس وهذا من أنماط التفكير الخاطئ عندما تشعر بالنقص والدونية تجاه الأقران والأنداد فتستلم للإحباط ويزداد شعورك بالفشل كلما ازداد أقرانك نجاحاً وربما ترتب على هذا عداوات وبغضاء حتى بين الإخوة والذي يولد هذا الخلل في التفكير هو المقارنة الخاطئة التي يمارسها بعض الآباء والأمهات مع أولادهم بين نجاح الآخرين وفشل أولادهم ).[2]
عالج نفسك .. {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } [الحشر : 10] .
*****
وعليه ..فإن أردت أن تستمر في النجاح، فعليك ان تغمض عينيك وتبتعد عن كل من له مصلحة في تحبيدك وتثبيطك وفشلك -دع سعادته بكسله ضريبة يومية من عمره يستيقظ من حملها متأخرا جدا- أن تفتح عينيك جيدا عن كل سلبية تسرق منك اهتمامك بالعملن من شخصيات كسولة متواكلة الخ...
عليك أن تجد دنفسك بكل جديد رافد ومفائل. أن تكن أنت وأنت فقط.
الخميس 29/6/2018



من مقال: ضريبة النجاح للدكتور المذكور. [1]

[2] من مقال ضريبة النجاح للكاتب المذكور.