ردا على الكاتب السوداني عثمان ميرغني في موقع يمنات الإخباري، ومواجع جمهور عريض شعبي:
عرض عضو بارز في فرسان الثقافة عبر الواتس مقال الكاتب، مقدما للنقاش، وهو ليس لسان حال الكاتب بقدر لسان حال الجمهور العريض، وقد سبق وقدم رأيا مهما المهندس ظـ ح قائلا:
تلك الجماعات الدينية، محكومة من قبل سلطات عليا، وجيد أنهم مازالوا أحياء حتى الآن_ وهذا بحد ذاته إنجاز_ يقومون بمهماتهم التربوية المهمة
لكنني أرد من جانب مختلف تماما على الموضوع:
وبحسب فقرة أخرى مرت فيه:
وجهة النظر هذه تشترط وجود خلفية دينية متينة..وبدون ضوابط فهي تثير فتنة بغيضة...
فليس الشيوعي مؤهل ولا الليبرالي.. الخ، لأنه منبر ديني أصلا (لتوضيح الفكرة).
إن خطاب الجماهير يحتاج حذقا ودراية، لايعني هذا أن يثير ريبة عامة، بقدر خدمة الواقع وسعة الاطلاع الحديث وتجديد الكلمة والخطاب بأمان.
فالشعراوي رحمه الله. درس اللغة العربية.. و كان أساسه ديني متين.. فأخرج لنا تفسيرا مهما.. وهكذا..
الموضوع من الصعب نقاشه بجلسة مقتضبة ، وجلسات المساجد كلها تكرر نفسها من عشرات السنين،و خاصة أن زمام الأمر ليس بأيدينا، السؤال : كيف؟.
*********
المقالنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي :
(لانؤيد جميع أفكار الكاتب الخاصة عموما خارج المقال،الرأي مقيد بما ورد هنا( نناقش المقال منطقيا )
كل أسبوع تمزقني الحسرة عندما أهم بدخول المسجد لصلاة الجمعة.. خطيب يعتلي المنبر ليعيد علينا دروس سنة أولى ابتدائي.. ومصلون يظنون أن الحكمة من صلاة الجمعة هي (البحلقة) في الخطيب إلى أن يصل (ولذكر الله أكبر) فيقومون بتثاؤب ليركعوا ركعتين.. ثم يتزاحمون في باب الخروج كل يريد أن يسبق الآخرين في الخروج من المسجد.
نحن نظلم الإسلام بمثل هذه الطقوس التي تفرغ العبادة من حكمتها، وتحولها إلى مجرد عادات وتقاليد تؤدى بمنتهى العفوية والـ (لا) تفكير.
سؤال يحيرني؛ من قال إن خطيب الجمعة لا بد أن يكون خريج كلية الشريعة أو ما جاورها؟، لماذا لا يصعد المنبر طبيب ليحدث الناس عن الكوليرا، وكيف يتجنبوها؟، أو ضابط بلباس الجيش يكلم الناس عن التضحية من أجل الوطن، والدفاع عن الأرض والعرض والشرف الوطني.. ويقول للمصلين إن العسكرية تبدأ من هنا.. من المسجد.. فما الحركات الجماعية التي تؤدي بها الشعائر إلا ضرب من (التربية العسكرية)، التي تربي الناس على الانضباط، وترقية الإحساس بالفعل الجماعي المنظم.. أو عامل ميكانيكي يلبس (الأوبرول)، ويحدث الناس عن (أن الله يحب إذا عمل أحكم عملاً أن يتقنه..).. أو معلم في مدرسة ليشرح للناس كيف يستذكرون الدروس مع أطفالهم.
لماذا لا يصعد المنبر إلا صاحب لحية يلبس جلباباً أبيض؟، أليس ذلك (تنميط) للدين؟، وتضييق لمفاهيمه.. من قال إن منابر المساجد حكر لخريجي كليات الشريعة؟.
الإسلام دين يرفع من شأن العمل مهما كان، ويعده عبادة، وإتقانه تقربا إلى الله، ولرب جندي شرطي يساهر الليل كله في سيارة (النجدة) يحفظ أمن الناس أفضل عند الله من عابد يتلو ويصلي الليل حتى الفجر.
لكن مثل هذه المعاني لن يدركها الناس ما دام أن خطباء الجمعة يصرّون أن الدين هو في (كتاب الدين) المدرسي.. الذي يكررون قصصه بمنتهى الـ (لا) وعي.
الإسلام دين (عالمي) و(علمي) و(عملي).. يحضّ على التنافس في اعمار الدنيا.. ويرفع من قيم الإحسان في العمل، وحسن التعامل مع الآخر (الدين المعاملة).. لكن تخلفنا في فهم مقاصد الإسلام هو الذي يجعلنا نظن أن الدين طلاق للدنيا.. فتكون النتيجة أن يكتشف ويصنع لنا الآخرون الدواء والملابس والطعام، بل حتى أدوات الصلاة (المايكرفون والإضاءة وغيرها).. ونظل نحن أمة متخلفة تتسقط فتات الأمم.
***

الكاتب السوداني عثمان ميرغني


https://www.facebook.com/yemenat/posts/1568399513192380