الأصل وعلم الاصول

سعد عطية الساعدي
منشور في عدة مواقع عربية

الأصل والأصول هي أساس حقيقة الفروع والتفرع ولا يمكن لفروع حقيقية بلا أصل ولا يمكن لأصل حقيقي بلا فروع دالة عليه مرتبطة به هذه معادلة حقيقية ومنطقية ثابتة لا يمكن التلاعب بها أو تصور تغيرها برأي أو ظن أبدا وأن قيمة الفروع بمدى تأصلها وقربها من الأصل لأن الفروع تفرعت وتتفرع ضمن ارتباطها ومرتكزها الأصولي إلا الأصول تتفرع منها الفروع وترجع إليها ولن تتفرع الأصول إلى أصول متفرعة أقل أهمية من الأصل الأول المتفرع لأصبحث عندها الأصول غير ثابتة ولامستقرة ولتوزعت وتشتت و لتداخلت وضعفت قيمها بالتشتيت المتفرع دون الحصر المركز لتحتفظ بحكمها القيمي الأصولي ولضعفت وضاعت الأسس والمباني القواعدية الأصولية كون أي تفرع يجزء الأصل يعني فقدان حزمة الخصائص بتشعب الواحد الجامع لها وهو مفهوم بين ولهذا لا يمكن لأنها ثابتة لا تقبل الأضافات وهي متأصلة بثوابتها في الحقيقة وكل مضاف عليها بالرأي هو هجين لا يحتسب ضمنها ولهذا ترفضه الحقيقة لحفظ قيمة الأصل
الأصول هي مرتكزحقائقي أساسي مهم ينبني عليها أهم جوانب العلم والمعرفة وثوابت تأكيدات الحقيقة بما خصت به المسائل الأصولية وأحكامها الحقائقية على الفروع بدلائل ميزات وصفات النوع والماهية والقيمة وعلى ضوء مرتكز هذه الأسس الأصولية الحقائقية قام علم الأصول بأمانة قواعده ودقة معالجة مسائله وأدلته الأستنباطية الدقيقة حيال دقة ومستجدات تلك المسائل والتي تريد حلا عاجلا أو حكما أمينا قاطعا يوصل للأطمنان واليقين وأن علم الأصول أو المنطق الأصولي هو أثمن ما أسس العقل البشري من منطق وقعده بقواعد متينة مستقرة بالأسس الأصولية لثبوت حقيقتها وحكمها المنطقي ولذا لم تكون عليه ملاحظات كما هي على المنطق الارسطي وما نسج على منواله رغم أهميته وقيمته المعرفية الكبيرة وتعددت كتب منطقه بدعوى سد النقص أو تصحيح الاختلاف المثار عليه ولكن لانجد مثل هذه الملاحظات على منطق علم الأصول والفرق هو فيما بين البناء على أسس حقائقية أصولية ثابتة لا تتلاعب بها الاراء في منطق علم الأصول وبين منطق بنيه على الآراء العقلية الظنية والتصورية القابلة للضعف والنقص والقصور في المنطق الآخر

قام العلم بكل حقائقه ومصاديق أدلته وبراهينه التي منها تعرف حقائق المسائل والأحكام بكل تفرعاتها بفرض قيمة وأحقية حاكمية الأصول على المسائل المتفرعة ولهذا لن يتوقف العلم ولا حاجة العقول له مهما تقدم الإنسان في دراساته وبحوثه وتحقيقاته العلمية ما دام هناك أصول وتشعب فروع ودقة مسائل لن تنتهي

والأصل هو النواة في الأنواع والأجناس في جوانب وقاعدة في جوانب أخرى وهي في التعقيد العلمي الأصولي وكلها غير متعارضة بل كل منها حقيقة تدل على أساس وأهمية وقيمة الأصل الذي منه احتفظت المكونات والمخلوقات والكائنات بخصائصها وجيناتها وأنواعها وأجناسها وماهياتها الأصولية الجامعة وقيمها ولهذا نجد علم الأصول بمتانة قواعده ينظم مسار بحث وتدقيق وتحقيق العقل حفاظا على مساره العلمي من كيفيات الظنون والآراء غير المقعدة علميا

والأصل هو ثبات ودوام التنوع في الحقيقة بما جعل الله سبحانه في حكمة الخلق للحقائق أصولها كي لا تتفكك الفروع ولا يتفرط وسع تنوع مفردات الحقيقة ولا تتغاير أو تتناقض المفاهيم والدلالات والعناوين والعلامات مع مضامينها المميزة لكل منها لمفردات وخصائص كثرة تنوع الخلق و
الأصول هي الحافظة الدالة على كل ذلك والتي لها ترجع التعرفة والتميز والتحديد ضمن نظام الكثرة الكثيرة في الجمع المميز للآحاد الفرعية والمفردات الحقائقية بلا خلط بل بفرز حقائقي منظم على وفق حدود النوع وخصائص الجنس من خلال نواة وجوهر الأصول وصفاتها وميزاتها في الجمع الكلي المتفرع