منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل فكرت في علي

العرض المتطور

  1. #1

    هل فكرت في علي

    هل فكرت في عليحيدر محمد الوائلي



    أحببت في عليٍ حبه للإنسان ويحب لأخيه ما يحب لنفسه ويحب الفقراء ويحبونه، ويتصرف كأبسط الناس وهو في أعلى هرم السلطة لأن السلطة عنده وظيفة وتكليف ينزهها الشخص ويعظمّها وليست السلطة من جعلته عظيماً.أحببت في عليٍ عدم رضاه بمنصبه وعدم قناعته فيه إلا أن يحقق للناس عدل ورفاهية وعيش كريم، فقيل أن دخل عليه ابن عباس في ذي قار جنوب العراق لدى توجهه لصد الخارجين عليه من الحجاز لمّا حاربوه لعدالته، وكان عليٌ يخصف بنعل له بالية، فقال الأمام علي لصاحبه ابن عباس: (ما قيمة هذا النعل)؟!فرد ابن عباس: (انه نعل بالية) –لا تساوي شيئا-!فرد عليه الأمام علي: (هي –النعل- خيرٌ لي مما يحاربونني عليه –السلطة- إلا أن أُقيم حقاً أو أدفع باطلاً).هذه السلطة اليوم قتلوا الناس للظفر بها وسرقوا وباعوا واشتروا بثروات الوطن ليغنموها وضيعوا حقوق الشعب من أجل نيلها. جميعها كذلك. من السلطات الصغيرة في دوائر الدولة التي يغنمها غانموها بواساطات ورشوات ومحاصصات وحتى أعلى هرم السلطة ينالها بذات الالية الفاسدة.ولا أعرف كيف يرتجى أن تكون النتيجة خيراً والطريق لها فساد في فساد.أحببت في عليٍ حرصه على الناس عموماً وجميعاً (لا تفريقاً ولا تمييزاً) ففي أحد المرات بينما كان يتفقد أحوال الرعية بنفسه (لا أعضاء حزبه يفعلون ما يحلوا لهم وبمزاجهم، ولا تشكيل لجنة لتمييع وتضييع الحقوق) فوجد شحاذاً فأمتعض وغضب لرؤيته وثار قائلاً (ما هذا)؟! وأخذه وصرف له استحقاقه من بيت مال المسلمين.يتفقد أحوال الناس بنفسه ولا يستكف من خدمهتم فعلي لم يكترث لبهارج السلطة الدينية والسياسية والأجتماعية ليس كالغالبية العظمى من قيادات اليوم من سياسيين ورموز مجتمع ورجال دين ممن يستنكفون من كل شيء، حتى من تنفيذ واجباتهم الوظيفية التي يتقاضون عليها رواتب تترواح بين الكبيرة والخيالية.والمُلاحَظ أن علياً لم يقل (من هذا) فهو لم يقبل وجود شحاذاً وهو حاكم، وقيل أن هذا الشحاذ كان على غير دين الإسلام.أراك في يوم من أيام الكوفة تتفقد الرعية كعادتك، فترى شحاذاً فترتعد فرائصك وتهتز، وأنت الذي لم تهتز عند مواجهة أبطال الحروب وأرديتهم صرعى أمامك.أراك تهتز يا علي لأنك رأيت شحاذاً يشحذ وعلي حاكم!تأمر له بالعطاء الفوري ولم تسأل من هو، لتعلم لاحقاً أن الشحاذ كان على غير دين الإسلام (مسيحياً ربما أو يهودياً) سكن بـ(سلام تام) بجوار مسلمي الكوفة فلم يغير ذلك بالأمر شيئاً ولم يعر له علي أدنى اهتمام، فعلي يعامل الإنسان على أنه إنسان كرمه الله أولاً وأخيراً، وهو القائل: (الناس صنفان: أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).مر شيخ كبير أعمى يسأل طالباً، فقال أمير المؤمنين: ما هذا؟! –لاحظ – مرة ثانية (ما هذا!).قالوا: يا أمير المؤمنين نصراني!فقال لهم: استعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه! أنفقوا عليه من بيت المال.تعال ها هنا في يومنا يا علي لترى الفقر والتمييز بالعطاء والمناصب، وعائلات وأحزاب تحكم وتبطش وتظلم وتسرق بالناس على قفا من يشيل بأسم مغانم السلطة.تعال لترى الناس تحقد ويصيب قلوبهم شيء لدى معرفتهم أن فلاناً من طائفة ليس كطائفتهم في الدين الواحد، فأصبح الدين مدعاة للكراهية والأهانة أكثر من الحب والأحترام.دين طائفة اليوم لا دين الله.يعبدون الطائفة لا يعبدون الله. ولك أن تقيس ببقية الأديان.أصبح شبه المنقرض دين الفكر والتفكر، فالسائد اليوم دينٌ يورّث وراثة عن الآباء والأجداد كما يورّث الشكل والدار والعقار طوائفاً وطُرقاً ألفوا أبائهم عليها عاكفين أو توجيهات يتم تلقينهم أياها ويحسبوها الدين.دخل عقيل بن أبي طالب على أخيه علي (ع) أيام خلافته، وكان عقيل أعمى ويطمع بزيادة في راتبه ومستحقاته من بيت مال المسلمين والذي هو اليوم في أرقى الأنظمة يُسمى (الضمان الاجتماعي).فقال الأمام علي لأخيه عقيل: لو كنت تحتاج لِلباس فسأعطيك من استحقاقي الخاص ولا أزيدك درهماً ليس بحقٍ لك.فقال عقيل لأخيه: يا علي إني بحاجة.فقال له الأمام علي مؤدباً: خذ بيدي وأذهب بي إلى سوق الصرافين لأسرق لك!فقال له عقيل: لم أقل لك ذلك!فقال له علي: وما فرق أن أسرق من بيت المال (الميزانية، عوائد النفط وخيرات الدولة، مميزات حكومية لموظفين كبار على حساب بقية الموظفين، مقاولات ونسب أرباح مشروطة لتمرير العقود، مخصصات كبيرة لمسؤولين وسياسيين على حساب بقية الشعب، مميزات لأحزاب سياسية على حساب الشعب، نفقات لسفرات ومصاريف وولائم المسؤولين من أموال الشعب، موظف يتقاضى راتباً ولا يؤدي وظيفته بالشكل الصحيح) أو أسرق من سوق الصرافين؟!لم يقتنع عقيل وألح على الأمام علي (ع)، فأراد الأمام علي أن يهذبه بأكثر مما تهذب العامة من الناس، فأحمى حديدة وطلب من عقيل الأعمى أن يمد يده، فمدها، فوضع الأمام علي الحديدة الحامية بيده فأن لها عقيل وصرخ متألماً، فقال له الأمام علي: (يا عقيل أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه، وتجرني الى نار سجرها جبارها لغضبه، أتئن من أذى ولا أئن من لظى)!هذا هو الأمام علي من ألهم كاتب مسيحي معاصر هو (جورج جرداق) أن يكتب فيه سِفراً رائعاً بكتاب طبعوه بمجلد كبير ومن ثم بخمسة أجزاء عنوانه (الأمام علي صوت العدالة الإنسانية) يقع جميع أجزاءه الخمسة في (1379) صفحة في طبعته الأولى كأجزاء لسنة 2003. وكتب فيه مسيحي معاصر آخر هو (راجي أنور هيفا) كتاباً عنوانه (الأمام علي في الفكر المسيحي المعاصر) حيث يقع في (750) صفحة في طبعته الأولى لسنة 2007.


  2. #2

    رد: هل فكرت في علي

    علي والأنتهازيين

    حيدر محمد الوائلي


    كان الأمام علي (ع) في أيام حكومته يراقب مسؤوليه على المدن ويبعث لهم بالنصائح والتوجيهات، وهذا ليس بمعجزة ولا مستحيل لكي يتذرع ويحتج من رفع إسم علي بكلامه وإدعى حبه والاقتداء به وفور تسنم مسؤولية أو إدارة تراه يلقي تلك الحكم والمواعظ في الدرج قرب مبالغ الرشوة وملفات المحاصصة والمحسوبية والفساد والتقاعس والأهمال واللامسؤولية في الحكم.
    يقول الأمام علي (ع) في إحدى رسالاته لأبن حنيف وهو عامله على البصرة حيث تمت دعوته من قبل أغنياء من البصرة مجاملة له، فلما وصل خبر تلك الدعوة لم يقبلها الأمام علي حيث فهم منها دعوة تزلف وقربى، فلماذا يدعى الحاكم دون بقية الناس، ولو لم يكن حاكماً هل تتم دعوته؟!
    فهذه مقتطفات من تلك الرسالة الخالدة الواردة في (شرح نهج البلاغة للشيخ الأمام محمد عبده خطبة رقم 283):
    (أما بعد يبن حنيف... فقد بَلَغَني -تصوروا أن الأمام من كثرة سؤاله ومراقبته يقول بَلَغَني- أن رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك الى مأدبة فأسرعت اليها، تستطاب لك الألوان وتُنقَل إليك الجفان وما ظننت أنك تُجيب إلى طعام قومٍ عائلهم-أي فقيرهم- مَجفوّ-أي مطرود- وغَنيهم مَدعوِّ، فأنظر الى ما تقضمه من هذا المَقظم-أي الفكين- فما إشتبه عليك عِلمه فإلفظه-أي إتركه- وما أيقنت منه فنل منه... أأقنع من نفسي أن يُقال: "هذا أمير المؤمنين" ولا أشاركهم في مكارة الدهر أو أكون أُسوة لهم في جُشوبة-أي خشونة- العيش، فما خُلِقتُ ليشغلني أكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همها عَلَفها، أو المُرسلة-أي الغير مربوطة- شُغلُها تقممها-أي أكلها للقمامة- تكترش-أي تملأ كرشها- من أعلافها وتلهو عمَّا يُراد بها...).

    الملاحظ أن الأمام علي (ع) يقول: (أأقنع من نفسي أن يُقال "هذا أمير المؤمنين" ولا أشاركهم في مكارة الدهر أو أكون أُسوة لهم في جُشوبة العيش...الخ)، فهو يصرح أنه لا يقنع بأن يقال له أمير المؤمنين (رئيس، رئيس وزارء، وزير، محافظ، مدير عام، مدير دائرة، موظف مسؤول) بوجود أناس جياع أو يعيشون حياة صعبة وقاسية ولا يساعدهم عليها، أو مواطنين يعانون من المراجعات في دوائر الدولة أو عدم قضاء حقوق الشعب وتوفير الخدمات له أو التمييز بالمعاملة بين المراجعين في دوائر الدولة أو تصرف بعض الموظفين المهين للمراجعين في مؤسسات الدولة، فالأمام علي يقول على الأقل أنه يشاركهم بمكاره العيش وصعوبته فيصبرون لدى رؤيتهم إياه يفعل ذلك.

    لم يذكر الأمام (أأقنع أن يقال "هذا أمير المؤمنين") بوجود مفاسد أخلاقية مثلاً فهو أمير المؤمنين حتى بوجو تلك المفاسد، لأن الأمام علي (ع) يؤمن بأن مداراة الناس وقضاء حوائجهم ومتابعة أحوالهم هي الغاية الكبرى للحاكم العادل وللمسؤولين العادلين جميعاً.
    لم يقل الأمام علي (ع) (أأقنع أن من نفسي أن يقال "هذا أمير المؤمنين"...الخ) رغم حروبه الثلاث التي خاضها ضد عشرات الآلاف أيام حكومته، حرب الناكثين (في الجمل) الذي نكثوا البيعة وخرجوا عليه، وحرب القاسطين (في صفين) الذي ظلموا الناس وسرقوا حقوقهم، وحرب المارقين (في النهروان) وهم المنافقين الذين يمرقون من الدين كمرق السهم.
    هؤلاء جميعاً خرجوا ضد حكومة الأمام علي (ع) وبقي هو أمير المؤمنين رغم كثرة الأعداء، ولكنه لا يقبل أن يقال له أمير المؤمنين ولعل في –وعلى نص قوله– (بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص-أي لصعوبة حصوله على قرص الخبز فأنه لا يطمع بأكثر منه- ولا عهد له بالشبع أو أبيت مبطاناً-أي شبعاناً- وحولي بطونٌ غرى-أي جائعة- وأكباد حرّى-أي عطشانة-.
    قال ذاك وكانت عاصمة حكمه مدينة الكوفة وسط العراق.

    يا علي مالي أراك وحيداً صابراً (وصبرك يلهمنا الصبر) لم يترك لك الحق لا صاحباً ولا صديق، وتمشي بطريق الحق وحيداً حتى إستوحشته لقلة سالكيه.
    أراك يحاربك الأصحاب ويشنوا عليك الهجوم فلم تتردد في محاربتهم رغم حزنك على حالهم والى ما صاروا إليه.
    هم مع الحق مادام الحق يدر عليه ربحاً وشهوة ومناصب، ولما طردهم ذات الحق من مناصبهم وحرمهم من أرباحهم وهيبتهم الظاهرية وشهواتهم فأصبح الحق باطلاً، والمعروف منكراً، وكم من أمثالهم اليوم يحكمون ويديرون مؤسسات الدولة ومعهم سياسيون ورجال دين وجموع غفيرة من الناس مغفلين وهمج رعاع ينعقون مع كل ناعق.

    في الأمام علي صفات كثيرة جداً، ألفوا فيها المؤلفات وكتبوا فيها الكتابات وهي صفات بشرية أخلاقية وليست إعجازية ويمكننا الاقتداء بها نحن معاشر من نقول إننا نحبه، فليس من المستحيل أن نبقى على الحق وأن نكون صادقين، أوفياء، مدافعين عن حقوق الناس والمظلومين، نقضي حوائج الناس، متسامحين، كاتمي الغيظ، صابرين، ثائرين ضد الظالمين، كل ذاك يتحقق إن أردنا وناضلنا وصبرنا وأصررنا.
    نقتدي برسول الله وأهل بيته الكرام وأصحابه المنتجبين فهم قدوة للعالم أجمع، والقدوة إنما صارت قدوة فلكي يتم الأقتداء بها من قبل الأتباع لا أن يقولوا من نحن لنكون مثلهم!
    فهم ليسوا مثلنا في النبوة والإمامة والصحبة والمقام والكرامة وغيرها من المقامات التاريخية ولكن هنالك أخلاق تواكب الزمن هم تمسكوا بها ومن الممكن جداً لنا التمسك بها أيضاً.

    يقول الله مخاطباً الناس من على لسان الرسول الأكرم (ص): (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا). (آية 110/سورة الكهف).
    ولقد تعجب بعض جهلة المتدينين (وما أكثرهم اليوم) ممن يريد نبياً خارقاً لا نبياً كالناس ومن الناس وللناس، حيث يصف الله سبحانه تعجبهم وجهلهم بكتابه العزيز: (وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا * أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا * انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا). (آية 7-9/سورة الفرقان).

المواضيع المتشابهه

  1. فكرة طبخية
    بواسطة هيثم طلال هاشم في المنتدى فرسان المطبخ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 04-25-2014, 06:48 PM
  2. فكرة!!
    بواسطة راما في المنتدى فرسان الديكور والاكسسوارات.
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-31-2013, 01:11 AM
  3. فكرت وحسبت...
    بواسطة رنوة في المنتدى فرسان الحديث
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-19-2013, 03:49 PM
  4. فكرة
    بواسطة رمزت ابراهيم عليا في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-28-2011, 03:25 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •