أثار المنشور الذي كتبته حول ويكيبيديا حواراً عميقاً حول سؤال قديم وهو: هل الأصل في الإنسان الخير أم الشر....
قناعتي وإيماني أن كل مولود يولد على الفطرة فطرة الله التي فطر الناس عليها وهي الخير بكل تأكيد، وأن الشر طارئ وعارض...
إيماني واعتقادي هو براءة الإنسان وطهر الإنسان ورشد الإنسان، وأن العالم مؤهل أن يكون أسرة واحدة قائمة على القيم العليا.
وأعتقد ان هذا هو جوهر فكرة الويكبيديا حيث يتم التعامل مع البشر جميعاً على افتراض أنهم أمناء وخيرون ويريدون المعرفة، ويتاح لهم أن يكتبوا في الموسوعة العالمية الأكبر ما يشاؤون، وأن منح الناس هذه الحرية سيؤدي إلى ازدهار المعرفة وموثوقيتها.
إنه لا ينكر وجود أشرار مسيئين، ولكنه يراهن على أن الأخيار وهم الكثرة الغالبة سيمنعون الأشرار من الإساءة، وأن الأوفياء وهم الأغلبية الساحقة سيواجهون الغادرين، وستنتصر الحكمة والمعرفة.
أنا مقتنع تماماً بما فعله جيمي ويلز، وأعتبره أكبر برهان على ما أقول....
وقناعتي أن الويكبيديا باتت أكبر تجمع معرفي في العالم الأخضر، وأن مستوى الثقة بها يتزايد كل يوم، مع أن المؤسسات الأكاديمية لا تقبل الاستدلال بها كمصدر في المعرفة ، ومع ذلك فالجميع يستأنس بها لتنظيم التفكير، ولا اشك أنها ستغدو مع الأيام وفق الناموس الديمقراطي المتبع فيها واحدة من أوثق مناهل المعرفة.
كثير من الأصدقاء اعترض على الفكرة برمتها واعتبر أن الأصل في الإنسان الشر وأن الخير طارئ، وأن الأمانة والصدق والنزاهة هي أشياء نتعلمها في المدارس بعكس طبيعة الإنسان القائمة على الغدر والاحتيال والشر.
أفتح الأمر للحوار مجدداً ، وأتمنى أن أنجح في إقناع قرائي أن العالم جميل، وان الله خلق العالم من أجل نهاية سعيدة.