سئمت تكاليف الحياة...
سئمت الحزن و الأحزان...
يبدو أنها كانت فعلا آخر رسوماتي في محطة بغداد ...
لا أدري لماذا يراودني الخوف من عودتي إلى تلك المنطقة !!!!!



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



''وداعا أيها الحزن'' بقلم فادي شعار
هذه الرسمة قد تكون آخر رسومي في هذا المكان الذي أحببته، إنها استعدادتي للرحيل إلى وجهة غير معروفة،،،مودعا محطة بغداد و التي بقيت فيها عامين شاهدا على أحداث و قصص و تطورات...
و من شدة حزني على فراق الصيدلية مقر عملي قررت استنباط توليفة ''وداعا أيها الحزن'' من بقايا الأدوية الكاسدة فقمت بجمع رافعات الضغط مع الخافضات و من مسهلات الأمعاء مع مضاداتها و من منحفات الكروش مع فاتحات الشهية و بمؤازرة أدوية النفخة و انتانات المجاري البولية مع رشة بهار من الأدوية النفسية و المزهزهات و مسلطنات سلطان زماني!! و بعدها قمت بفرط الكبسولات ، و مهك المضغوطات و خلطها في ركوة القهوة مع ثلاث ملاعق بن ،، وما أن تذوقت الخلطة حتى شعرت بشعور ثاني ، و ابتسامات عجيبة ، و تنميل بالأطراف ، و تشنجات في الأضلاع فأغلقت الصيدلية مباشرة بعد تطور مفعول الخلطة و شعوري بالتقزم بل بدأت أصغر ثم أصغر حتى أصبحت و كأني في السادسة من عمري هرولت إلى عيادة الدكتورة ملاك للأطفال و الخدج لمعاينة حالتي النادرة،، فقالوا لي أنها في أمسية شعرية فتذكرت الموعد أي موعد الأمسية للدكتور ملاك مع الأستاذة المهندسة مريانا ...
أسرعت فوصلت إلى المكان المنشود فتفاجأت بانقضاء الأمسية،،، فأغمي علي فورا لتضارب نشوة الامفيتامين مع ارتفاع الادرينالين و لم أستيقظ إلا وقد وجدت نفسي في غرفة الانعاش و فوق رأسي زوجتي و حماتي...
سألتهم : ما حل بالأمسية الشعرية الأدبية و بملاكي حلب الشهباء ونخلتيها الباسقتين ...
فأجابتا : بس قل لنا ماذا تناولت من ورائنا...يطعمك الحج و الناس راجعة.. موعد الأمسية في الحادية عشر و ليس الساعة الواحدة يعني واحدين اثنين جانب بعضهما البعض و ليس واحد و سلامة نظرك!!
فضربت كفي على جبهتي و شعرت في تلك اللحظة إما أن يكون أن بصري قد زاغ ...أو أنني أصبت ببلهارسيا في الدماغ ...
فأسأل الله أن يعجل لي في الشفاء!!
و دمتم منعمين بلا أحزان أو شقاء.


فادي شعار/نقطة ساخرة.
حلب الشهباء.
والرسمة رسمي بالرصاص مع تأثيرات برامج الرسم بالموبايل