أخي الأب الكريم ...
إن قيادة أسرتك في الوطن وهو في أمنٍ وأمانٍ يشبه قيادة فريقٍ من الكشّافة يتنقلون بجهدٍ ممتعٍ ما بين سهولٍ خضراءٍ ووديانٍ عذراء مجهولة ...

أما قيادة أسرتك في الوطن وهو في حالة حربٍ تشبه إلى حدٍ بعيدٍ قيادة سيارة في منحدرٍ زلقٍ خطير ...

أما في الغربة ووطنك كحال سورية فقيادة أسرتك هو كقيادة طائرةٍ شراعيةٍ ...
بكل ما في هذه التجربة من خطورة و إثارة وشجاعة وحزم مع من تقود.
الاحتمالات كلها مفتوحة أمام هذه التجربة من أسوأ الكوارث إلى أرقى النتائج ...

فلنعذر هذا الأب الراعي في كل تصرفاته مع من يرعاهم ..
مثلما نعذر كابتن الطائرة في كل ما يطلبه منا بحزمٍ ونحن على متن طائرته ...
همُّه هو إيصالنا بأمان وسلام لأهدافنا من حياتنا من وسط أخطار عظيمة محدقةٍ بنا وبه...

د. ملهم الحراكي