وفاة فنان سوري بدار لرعاية المسنّين تضمّ وجوهاً شهيرة تقيم فيها مذيعة أقدم برنامج تلفزيوني عن الأطفال ومخرِجان بارزان وأستاذ في علم النفس رحل منذ مدّة..


أدى الإعلان عن وفاة فنان تشكيلي سوري، في دار لرعاية المسنين بدمشق، إلى تسليط الضوء على آخرين يقيمون بدار رعاية المسنين ذاتها، بعد كل سنيّ الشهرة والإنجازات الفنية التي حققوها في التلفزيون أو السينما أو الإعلام.


فتلك الدار تضم مذيعة هي صاحبة أقدم برنامج تلفزيوني عن الأطفال في سوريا، هي المذيعة والمخرجة هيام الطباع، وتقيم في دار المسنين منذ سبع سنوات، وصرّحت لوسائل إعلام محلية بشكواها من الإهمال والنسيان والتجاهل الذي تتعرض له.


وكذلك تضم الدار المخرج السوري الشهير علاء الدين كوكش، وتضم المخرج المعروف رياض ديار بكرلي.


وأعلن في دمشق، الاثنين، عن وفاة الفنان التشكيلي ممتاز البحرة عن عمر ناهز الثمانين عاماً، وهو الفنان الذي رافق أطفال سوريا في كتبهم المدرسية منذ أكثر من أربعين عاماً، من خلال رسوماته الخاصة بالأطفال، وعرف بشخصيات "باسم" و"ميسون" و"مازن" التي كانت تطبع مع الدروس في الكتب.


وترقد المذيعة والمخرجة السورية هيام الطباع في دار للمسنين بدمشق، منذ حوالي سبع سنوات، وهي تعاني من الإهمال والحزن وعدم السؤال عن حالها، وهي صاحبة أقدم برنامج تلفزيوني سوري عن الأطفال باسم "نادي الأطفال" الذي بدأ عرضه مع تأسيس التلفزيون السوري عام 1960 ثم استمر عرضة لسنوات لاحقة وحقق شهرة كبيرة وقتذاك.


وكانت الطباع من مؤسسي التلفزيون السوري الذي بدأ بثه مساء 23 يوليو 1960 حيث كان البث لمدة ساعة ونصف فقط، ويبدأ العرض بالعاصمة السورية دمشق، ثم تسجّل المواد التي تم عرضها لتبث لاحقاً في اليوم التالي إلى محافظتي حمص وحلب. إلى أن أصبح البث سبع ساعات يوميا عام 1970.


وتتحدث الطباع بألم عن مصيرها الحالي، راقدة في دار للمسنين ولا يسأل عنها أحد، علماً أنها كانت قد تبرعت ببيتها الذي تملكه في دمشق لجمعيات خيرية، وكانت في الأصل أول "أم للأطفال" في الإعلام السوري، حيث كانت تصطحبهم معها إلى الاستديو، وتقدم معهم برنامجاً كان الأول على الأسرة السورية منذ قرابة ستة عقود.


أما المقيم الآخر في دار المسنين، فهو المخرج الدمشقي الشهير علاء الدين كوكش، والذي يعتبره النقاد مطلق البيئة الشامية في الدراما السورية، وهو مخرج المسلسل الذي حقق شهرة في وقت سابق "أسعد الوراق" ثم مسلسل "أبو كامل" الذي اشتهر على صعيد محلي وعربي. وأخرج للسينما "المخدوعون" و"القلب يحكم أحياناً" فضلا من مسرحيات مختلفة. ويقيم في دار السعادة لرعاية المسنين، هو الآخر، منذ ثلاث سنين.


أمّا المخرج رياض ديار بكرلي، والذي يعتبر من مؤسسي التلفزيون السوري، والذي عرفه الجمهور بـ"ورود في تربة مالحة" و"الخطوات الصعبة" و"تلك الأيام" و"شخصيات على ورق" وسواها، فهو يعتبر إقامته في دار المسنين التي يعيش فيها منذ مدة، أمرا اختيارياً ويرفض أن يعتبرها داراً للمرضى أو للمهملين اجتماعياً، كما قال في تصريحات صحافية.


ويذكر أن من نزلاء دار السعادة لرعاية المسنّين، في حي "المزة" بدمشق، كان الراحل الدكتور فاخر عاقل، أحد أهم الأكاديميين العرب في علم النفس.
........
منقول