حكايا الزمان والأوان -



أسطورة

ويتجملون فيضعون ريشة (د.) الأعجمية على عماماتهم!!




من إيحاء الرجال للمخيّلة الأدبيّة: فيصل الملوحي



أوحى الرجال أبناء الرجال!إلى المخيّلة بهذه الحكاية وهم يزاوجون بين الحضارات، فيدّعون أنّ الإنسانيّة في سلوكها وتصرّفاتها واحدة، وقد أعجبني هذا القول، لكنّي كرهت الأحكام القاطعة في قضايا متقاربة يقولون عنها: إنّها متطابقة!!



ذهب أبو حنيفة إلى الموضّأ استعداداً لصلاة الظهر تاركا عمامته وجبّته (اسمحوا لي أن أستخدم تعبيرات حديثة، موافَقةً لروح الحداثة!) في مشهده الذي يلقي فيه دروسه-كما يفعل مشايخ العصر.

وفي مكان آخر من الكرة الأرضيّة في زمن أحدث- مع استخدام آلة الزمن– دخل جان بول سارتر- إلى الحانة يبحث عن كأس ينشّط بها ذهنه، ولباقةً (أ‰tiquette ) منه - وهو الرجل المهذّب ( gentilman) - خلع قبّعته ( chapeau )، ووضعها على مشجب ( علاقة ) عند مدخل الحانة، فسارع واحد من أبناء الإنسانيّة المعذّبة إلى قبّعته (chapeau son)، فلطشها، وركب آلة الزمن ، فأوصلته إلى عمامة أبي حنيفة ، فلطشها، ووضع مكانها قبّعة سارتر، ولكي يكمل الأمانة، و لا يبوء بإثم السرقة، عاد بمركبة الزمن إلى سارتر، ووضع مكان قبّعة سارتر عمامة أبي حنيفة.

ما أجمله من إنسان يعلّق سمّاعة الطبيب برقبته، ويعلّق لسانه على الأحكام الشرعيّة! وآخر علّق على رأسه عمامة يجسّ بطن الحبلى ليتأكّد من شهر الحمل وسلامة الجنين!

لا تتهموني بالتخيّل، انظروا في كثير من الصحف، ومواقع الشبكة الدولية، أليس فيها فتاوى شرعيّة وبحوث دينيّة يقوم بها أطبّاء ومهندسون؟!

وأمّا المتمشيخ المزاول لشؤون الطبّ فهو حيٌّ يرزق– ولن أذكر لكم اسمه كيلا توفّر الحامل أجرة الطبيب، وتذهب إلى الفحص بالمجّان!!-.
ثمّ ألم يُنشأ مركز طبي -لا أدري ربّما مراكز – للاستشفاء يقو م على أمره أئمّة دين– لا أدري!! هكذا يدّعون-.



ويتجملون فيضعون ريشة (د.) الأعجمية على عماماتهم!!