الخطر الصهيوني على القدس تاريخ وهوية
مكانة الأرض المباركة والمسجد الأقصى في القرآن والسنة
للأرض المقدسة والمسجد الأقصى مكان متميز ومكانة رفيعة في قلوب المسلمين، فالقدس والأقصى يسكنان قلب كل مسلم، وقد وصف القرآن الكريم أرض بيت المقدس بصفات البركة والطهر والقدسية في آيات متعددة. والآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتحدث عن أهمية ومكانة الأرض المباركة والمسجد الأقصى في الإسلام كثير جداً، ولكننا سَنُذكِر ببعضها فقط من أجل التذكرة:
المتأمل لذِكرالأرض المباركة في القرآن الكريم؛ يجد أنها ذُكرت في مواطن مع وصفها بالبركة، وفي مواطن وصفت بالأرض المقدسة. وقد جاء أول ذكر لها مرتبطاً بإبراهيم أبي الأنبياء عليهم جميعاً السلام. قال الله تعالى: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾ {الأنبياء: 71}. ورد في تفسير ابن كثير عن أُبي بن كعب قال: "عن الأرض التي بارك الله فيها للعالمين هي بلاد الشام.
هذه الآية الكريمة فيها معانٍ ذات علاقة بحقيقة الصراع الدائر بين الأُمة الإسلامية واليهود على المسجد الأقصى الآن:
فيها إشارة إلى العلاقة بين هذه الأرض وإبراهيم، وعلاقتنا نحن بإبراهيم.
﴿الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَاَ﴾ إن بركة الأرض وقدسيتها سابقة على هجرة إبراهيم إليها، ولِِما لا؟ والله تعالى لم يختر سوى بقعتين من الأرض اختياراً إلهياً؛ هما: مكة "الكعبة المُشرفة"، وبيت المقدس "المسجد الأقصى". كما نفهم من حديث أبي ذر؛ أن الكعبة هي أول بيت وضع للناس في الأرض، وأن المسجد الأقصى هو ثاني بيت، وبينها أربعين سنة.
﴿لِلْعَالَمِينَ﴾ وهذا فيه دلالة على عالمية الصراع، وأن كل أُمة ستدعي أنها أحق من الأُخرى في هذه الأرض، وخاصة بيت المقدس والمسجد الأقصى على وجه الخصوص، وهذا هو جوهر الصراع الدائر اليوم على المسجد الأقصى.
أن الله تعالى لم يُشر في الآية إلى مكان إقامة إبراهيم، ولا إلى أي علاقة بينه وبين بيت المقدس، ولكنه أشارة إلى العلاقة بالأرض المباركة المقدسة بصفة عامة. وهذا فيه دلالة على أن العلاقة بالأرض المقدسة ليست علاقة مادية؛ ولكنها علاقة روحية إيمانية، مرتبطة بوجود الأُمة المؤمنة في أي وقت، التي يقع على عاتقها مسئولية تطهير الأرض المقدسة من أي عبادة غير عبادة الله الواحد الأحد.
... تيبع