* قصة البداية *
** الحلقة 190 من السيرة النبوية :


* غزوة حنين *
** سببها أن الله عز وجل حينما فتح على رسوله مكة ، ودانت له قريش بعد بغيها وعدوانها ، مشت أشراف هوازن وثقيف بعضها إلى بعض، وقد توغر صدورهم للنصر الذي آتاه الله رسوله والمؤمنين ،، فحشدوا حشودا" كبيرة ، وجمع أمرهم مالك بن عوف سيد هوازن ، فجاؤوا ومعهم أموالهم ونساؤهم وأبناؤهم ، حتى يجد كل منهم مايحبسه عن الفرار ، وهو الدفاع عن الأهل والمال والولد ،، وساروا للقاء المسلمين ..
* سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبرهم ، فخرج إليهم في اثني عشر ألفا" من المسلمين ، أكثرهم حديثو عهد بالإسلام ،، نظر بعضهم إلى الجيش ، وانغر بكثرة عددهم ، فقال : لن نغلب اليوم من قلة ، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنصر المسلمين ليس بالعدد والعدة ، إنما بقوة الإيمان وتأييد الرحمن ، مع الأخذ بالأسباب ..
* علم مالك بن عوف بمقدم الرسول صلى الله عليه وسلم ، فعبأ أصحابه في وادي حنين ، وانتشروا يكمنون في أنحائه ، وأوعز إليهم أن يحملوا على محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه حملة واحدة ..
* في السحر عبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشه ، وعقد الألوية والرايات وفرقها على الناس ، وفي عماية الصبح استقبل المسلمون وادي حنين ، وشرعوا ينحدرون فيه ، وهم لايدرون بوجود كمناء العدو في مضايق هذا الوادي ، فبينما هم ينحطون إذا تمطر عليهم النبال ، وإذا كتائب العدو قد شدت عليهم شدة رجل واحد ، فانشمر المسلمون راجعين ، لايلوي أحد على أحد ، وكانت هزيمة منكرة ..
* انحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم جهة اليمين وهو يقول : هلموا إلي أيها الناس ، أنا رسول الله ، أنا محمد بن عبد الله ، ولم يبقَ معه في موقفه إلا عدد قليل ..
* حينئذ ظهرت شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم التي لانظير لها ، فقد طفق يركز بغلته قِبَل الكفار ، وهو يقول : أنا النبي لاكذب ،،، أنا ابن عبد المطلب ..
* بيد أن أبا سفيان بن الحارث كان آخذا" بلجام بغلته ، والعباس بركابه ، يكفانها أن لاتسرع ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ويستنصر ربه : اللهم أنزل نصرك ..
* قال عليه الصلاة والسلام للعباس : نادِ أصحاب السمرة (هي الشجرة التي كانت عندها بيعة الرضوان) ، وكان رجلا" صيّتا" : فقلت بأعلى صوتي : ياأصحاب السمرة .. فقالوا : يالبيك يالبيك ... وأقبلوا يقتتلون مع الكفار ، وتجالد الفريقان مجالدة شديدة ، ونظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ساحة القتال ، وقد استحرّ واحتدم ، فقال : الآن حمي الوطيس ، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من تراب الأرض ، فرمى بها في وجوه القوم ، وقال : شاهت الوجوه ، فما خلق الله إنسانا" من العدو ، إلا ملأ عينيه ترابا" من تلك القبضة ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : انهزموا ورب محمد ..
* وقذف الله في قلوب المشركين الرعب ، فانهزموا لايلوي واحد منهم على أحد ، واتبع المسلمون أقفاءهم يقتلون ويأسرون ، فما رجع الناس إلا والأسرى مجندلة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ..