منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 8 من 9 الأولىالأولى ... 6789 الأخيرةالأخيرة
النتائج 71 إلى 80 من 83
  1. #71

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 190 من السيرة النبوية :


    * غزوة حنين *
    ** سببها أن الله عز وجل حينما فتح على رسوله مكة ، ودانت له قريش بعد بغيها وعدوانها ، مشت أشراف هوازن وثقيف بعضها إلى بعض، وقد توغر صدورهم للنصر الذي آتاه الله رسوله والمؤمنين ،، فحشدوا حشودا" كبيرة ، وجمع أمرهم مالك بن عوف سيد هوازن ، فجاؤوا ومعهم أموالهم ونساؤهم وأبناؤهم ، حتى يجد كل منهم مايحبسه عن الفرار ، وهو الدفاع عن الأهل والمال والولد ،، وساروا للقاء المسلمين ..
    * سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبرهم ، فخرج إليهم في اثني عشر ألفا" من المسلمين ، أكثرهم حديثو عهد بالإسلام ،، نظر بعضهم إلى الجيش ، وانغر بكثرة عددهم ، فقال : لن نغلب اليوم من قلة ، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنصر المسلمين ليس بالعدد والعدة ، إنما بقوة الإيمان وتأييد الرحمن ، مع الأخذ بالأسباب ..
    * علم مالك بن عوف بمقدم الرسول صلى الله عليه وسلم ، فعبأ أصحابه في وادي حنين ، وانتشروا يكمنون في أنحائه ، وأوعز إليهم أن يحملوا على محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه حملة واحدة ..
    * في السحر عبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشه ، وعقد الألوية والرايات وفرقها على الناس ، وفي عماية الصبح استقبل المسلمون وادي حنين ، وشرعوا ينحدرون فيه ، وهم لايدرون بوجود كمناء العدو في مضايق هذا الوادي ، فبينما هم ينحطون إذا تمطر عليهم النبال ، وإذا كتائب العدو قد شدت عليهم شدة رجل واحد ، فانشمر المسلمون راجعين ، لايلوي أحد على أحد ، وكانت هزيمة منكرة ..
    * انحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم جهة اليمين وهو يقول : هلموا إلي أيها الناس ، أنا رسول الله ، أنا محمد بن عبد الله ، ولم يبقَ معه في موقفه إلا عدد قليل ..
    * حينئذ ظهرت شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم التي لانظير لها ، فقد طفق يركز بغلته قِبَل الكفار ، وهو يقول : أنا النبي لاكذب ،،، أنا ابن عبد المطلب ..
    * بيد أن أبا سفيان بن الحارث كان آخذا" بلجام بغلته ، والعباس بركابه ، يكفانها أن لاتسرع ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ويستنصر ربه : اللهم أنزل نصرك ..
    * قال عليه الصلاة والسلام للعباس : نادِ أصحاب السمرة (هي الشجرة التي كانت عندها بيعة الرضوان) ، وكان رجلا" صيّتا" : فقلت بأعلى صوتي : ياأصحاب السمرة .. فقالوا : يالبيك يالبيك ... وأقبلوا يقتتلون مع الكفار ، وتجالد الفريقان مجالدة شديدة ، ونظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ساحة القتال ، وقد استحرّ واحتدم ، فقال : الآن حمي الوطيس ، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من تراب الأرض ، فرمى بها في وجوه القوم ، وقال : شاهت الوجوه ، فما خلق الله إنسانا" من العدو ، إلا ملأ عينيه ترابا" من تلك القبضة ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : انهزموا ورب محمد ..
    * وقذف الله في قلوب المشركين الرعب ، فانهزموا لايلوي واحد منهم على أحد ، واتبع المسلمون أقفاءهم يقتلون ويأسرون ، فما رجع الناس إلا والأسرى مجندلة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #72

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 192 من السيرة النبوية :


    ** سياسة توزيع الغنائم لم تُفهم أول الأمر ، فأُطلقت ألسنة شتى بالاعتراض ، وكان الأنصار كلهم قد حُرموا من أعطية حنين ، وهم الذين نودوا وقت الشدة فطاروا يقاتلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى تبدل الفرار انتصارا" ، وأما هم فلم يُمنحوا شيئا" قط ..
    * عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ماأعطى من تلك العطايا في قريش ، وفي قبائل العرب ، ولم يكن في الأنصار منها شيء ، وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم ، حتى كثرت فيهم القالة ، حتى قال قائلهم : لقي والله رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ،، فدخل سعد بن عبادة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يارسول الله ! إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم ، لما صنعت في هذا الفيء ، الذي أصبت ، قسمت في قومك ، وأعطيت عطايا عظاما" في قبائل العرب ، ولم يكُ في هذا الحي من الأنصار منها شيء ، قال : فأين أنت من ذلك ياسعد ؟؟، قال : يارسول الله ماأنا إلا من قومي ، قال : فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة ، فخرج سعد فجمع الأنصار في تلك الحظيرة ، فجاء رجال من المهاجرين ، فتركهم ، فدخلوا ، وجاء آخرون ، فردهم ، فلما اجتمعوا أتاه سعد ، فقال : لقد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار يارسول الله ، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يامعشر الأنصار ! ماقالة بلغتني عنكم ، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم ؟؟، ألم آتكم ضلالا" فهداكم الله ، وعالة فأغناكم الله ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟؟، قالوا : بلى ، الله ورسوله أمنّ وأفضل ..
    * ثم قال : ألا تجيبوني يامعشر الأنصار ؟؟، قالوا : بماذا نجيبك يارسول الله ؟؟، لله ورسوله المنّ والفضل ..
    * قال : أما والله لو شئتم لقلتم ، فلصدَقتم ولصدّقتم ،، أتيتنا مكذَّبا" فصدقناك ، ومخذولا" فنصرناك ، وطريدا" فآويناك ، وعائلا" فآسيناك .. أوجدْتم يامعشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما" ليسلموا ، ووكلتكم إلى إسلامكم ؟؟، ألا ترضون يامعشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم ؟؟، فوالذي نفس محمد بيده ، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار ..
    * فبكى القوم حتى اخضلت لحاهم ، وقالوا : رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم قسما" وحظا" ، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتفرقوا ..


    * قصة البداية *
    ** الحلقة 191 من السيرة النبوية :


    ** مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة ، وقد قتلها خالد بن الوليد ، والناس مجتمعون عليها ، فقال : ماهذا ؟؟ ، قالوا امرأة قتلها خالد بن الوليد ، فقال عليه الصلاة والسلام لبعض من معه : أدرك خالدا" فقل له : إن رسول الله ينهاك أن تقتل وليدا" أو امرأة أو عسيفا" ..
    * فرّ مالك بن عوف ومن معه من رجالات قومه ، حتى وصلوا إلى الطائف ، فامتنعوا بحصنها ، وقد تركوا وراءهم مغانم كثيرة ..
    * أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغنائم كلها فحبست ، واتجه بمن معه إلى الطائف فحاصروها بضعة عشر يوما" ، ثم بدا له أن يرتحل ..
    * لما قفل عائدا" ، قال لأصحابه : قولوا : آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ،، قال له بعض الصحابة : يارسول الله ! ادع الله على ثقيف .. فقال : اللهم اهد ثقيفا" وأتِ بهم ..
    * وقد هدى الله ثقيفا" بعد ذلك بقليل ، فقد جاء وفدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، لإعلان إسلامهم ..
    * مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة بضع عشرة ليلة ، لايقسم الغنائم ، ويتأنى بها ، يبتغي أن يقدم عليه وفد هوازن تائبين ، فيحرزوا مافقدوا ، ولكنه لم يجئه أحد ،، فبدأ بقسمة المال ، ليسكت المتطلعين من رؤساء القبائل وأشراف مكة ، فكان المؤلفة قلوبهم أول من أعطي وحظي بالأنصبة الجزلة ..
    * خَص النبي صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم ، وهم أهل مكة ، بمزيد من الغنائم والأعطيات ، يتألف قلوبهم على الإسلام ، فوجد بعض الأنصار من ذلك ..
    * أعطى وأعطى ، حتى شاع في الناس أن محمدا" يعطي عطاء من لايخاف الفقر ، فازدحمت عليه الأعراب يطلبون المال ، حتى اضطروه إلى شجرة ، فانتزعت رداءه ، فقال : أيها الناس ردوا علي ردائي ، فوالذي نفسي بيده لو كان عندي شجر تهامة نعما" لقسمته عليكم ، ثم ماألفيتموني بخيلا" ولاجبانا" ولاكذابا" ..
    * ثم قام إلى جنب بعيره ، فأخذ من سنامه وبرة ، فجعلها بين أصبعيه ، ثم رفعها ، فقال : أيها الناس ، والله مالي من فيئكم ولا وبرة إلا الخمس ، والخمس مردود عليكم ..
    * بعد إعطاء المؤلفة قلوبهم وزع باقي الغنائم على المقاتلين ،، كانت هذه القسمة مبنية على سياسة حكيمة ، فإن في الدنيا أقواما" كثيرين يقادون إلى الحق من بطونهم لا من عقولهم ..

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 193 من السيرة النبوية :


    ** تعتبر غزوة حنين درسا" في العقيدة الإسلامية وقانون الأسباب والمسببات من نحو ذلك الدرس الذي أوحت به غزوة بدر ، بل متمما" له ..
    * فإذا كانت وقعة بدر قررت للمسلمين أن القلة لاتضرهم شيئا" في جنب كثرة أعدائهم ، إذا كانوا صابرين متقين ، فإن غزوة حنين قد قررت للمسلمين أن الكثرة أيضا" لاتفيدهم إذا لم يكونوا صابرين متقين ، وكما نزلت آيات من كتاب الله تعالى في تقرير عبرة بدر ، فقد نزلت آيات منه أيضا" في تقرير العبرة التي ينبغي أن تؤخذ من حنين ..
    * كان المسلمون في بدر أقل عددا" منهم في أي موقعة أخرى ، ومع ذلك فلم تضرهم القلة شيئاً ، بسبب صدق إسلامهم ، ونضج إيمانهم ، وشدة ولائهم لله ورسوله ..
    * وكان المسلمون في حنين أكثر عدداً منهم في أي موقعة خاضوها من قبل ، ومع ذلك فلم تنفعهم الكثرة شيئا" ، بسبب تلك الجماهير التي لم يتمكن الإيمان بعد في نفوسها ، ولم يتغلغل معنى الإسلام بعد في أعماق أفئدتها .. " ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا" ، وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ، ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ، وأنزل جنودا" لم تروها ، وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين "..
    * غزوة فتح مكة كانت غزوة فاصلة بين الحق والباطل ، لم يبقَ بعدها مجال للريبة والظن في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عند العرب ، ولذلك انقلب المجرى تماما" ، ودخل الناس في دين الله أفواجا" ، وانتهت المتاعب الداخلية واستراح المسلمون لتعليم شرائع الله وبث دعوة الإسلام ..
    * إلا أنها كانت هناك قوة تعرضت للمسلمين من غير مبرر ، هي قوة الرومان ،، أكبر قوة عسكرية ظهرت على وجه الأرض في ذلك الزمان ، (وقد كان بداية هذا التعرض قتل سفير رسول الله -الحارث بن عمير الأزدي- على يدي شرحبيل بن عمرو الغساني ، حينما كان السفير يحمل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى عظيم بصرى ..
    * لم يكن قيصر ليصرف نظره عما كان لمعركة مؤته من الأثر الكبير لصالح المسلمين ، وعما كان يطمح إليه بعد ذلك كثير من قبائل العرب من استقلالهم عن قيصر ، ومواطأتهم للمسلمين ، إن هذا كان خطرا" يتقدم ويخطو إلى حدوده خطوة بعد خطوة ، ويهدد الثغور الشامية التي تجاور العرب ، فكان يرى أنه يجب القضاء على قوة المسلمين ، قبل أن تتجسد في صورة خطر عظيم ، لايمكن القضاء عليها ، وقبل أن تثير القلاقل والثورات في المناطق العربية المحاورة للرومان ..
    * ونظرا" إلى هذه المصالح لم يقضِ قيصر بعد معركة مؤته سنة كاملة ، حتى أخذ يهيىء الجيش من الرومان والعرب التابعة لهم من آل غسان وغيرهم ، وبدأ يجهز لمعركة دامية فاصلة ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #73

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    هناك نقص في الحلقة 194
    ملحق:


    * قصة البداية *
    ** الحلقة 195 من السيرة النبوية :


    ** أقبل المؤمنون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل صوب ، وكان قد حض عليه الصلاة والسلام أهل الغنى على النفقة ، وتقديم مايتوفر لديهم من الدواب للركوب ، فجاء الكثيرون منهم بكل ماأمكنهم من المال والعدة ، وجاء عثمان رضي الله عنه بثلاثمئة بعير بأحلاسها وأقتابها ، وبألف دينار نثرها في حجره الشريف ، حتى قال عليه الصلاة والسلام : لايضر عثمان مافعل بعدها ..
    * وجاء أبو بكر رضي الله عنه بكل ماله ، وجاء عمر بنصف ماله ..
    * روى الترمذي عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ، ووافق ذلك عندي مالا" ، فقلت اليوم أسبق أبا بكر ، إن سبقته يوما" ، قال : فجئت بنصف مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماأبقيت لأهلك ؟؟، قال : مثله ،، وأتى أبو بكر بكل ماعنده ، فقال : ياأبا بكر ماأبقيت لأهلك؟؟، فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ، قلت : لاأسبقه إلى شيء أبدا" ..
    * أقبل رجال من المسلمين أطلق عليهم البكاؤون ، يطلبون من رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهورا" يركبونها للخروج إلى الجهاد معه ، فقال لهم : لاأجد ماأحملكم عليه .. تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا" ألا يجدوا لديهم ماينفقونه في أسباب خروجهم للغزو ..
    * وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يقارب ثلاثين ألفا" من المسلمين ، وتخلف عنه نفر من المسلمين عن غير شك ولاارتياب ، منهم كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية وأبو خيثمة ، وكانوا نفر صدق لايُتهم في إسلامهم ،، غير أن أبا خيثمة لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم في تبوك ..
    * سار الركب ، وكان الرجلين والثلاثة يتعاقبون على بعير واحد ، وأصابهم عطش شديد ، ومجاعة ، فدعا عليه الصلاة السلام بنطع فبسطه ، ثم دعاهم بفضل أزوادهم ، فجعل الرجل يجيء بكف الذرة ، والآخر بكف التمر ، والآخر بالكسرة ، حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير ، دعا عليه بالبركة ، ثم قال لهم : خذوا في أوعيتكم ، فأخذوا في أوعيتهم ، حتى ماتركوا في المعسكر وعاء إلا ملؤوه وأكلوا حتى شبعوا ، وفضلت منه فضلة ،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أشهد أن لاإله إلا الله وأني رسول الله ،، لايلقى الله بهما عبد غير شاك فتحجب عنه الجنة ..
    * ولما انتهوا إلى تبوك ، لم يجدوا هناك كيدا" ولا قتالا" ، فقد اختفى وتفرق أولئك الذين كانوا قد تجمعوا للقتال ،، ثم أتاه يوحنه حاكم أيلة ، فصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجزية ، وأتاه أهل جرباء وأذرح فأعطوه أيضا" الجزية ، وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك كتابا" ..
    * ومر الجيش بالحجر (منازل ثمود) ، فقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه : لاتدخلوا منازل الذين ظلموا أنفسهم (أن يصيبكم ماأصابهم) إلا أن تكونوا باكين ، ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي ..
    * ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قفل راجعا" إلى المدينة ، فلما أشرفوا على المدينة قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه : هذه طابة ، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه ، وقال لأصحابه : إن بالمدينة أقواما" ماسرتم مسيرا" ولاقطعتم واديا" إلا كانوا معكم ، قالوا : يارسول الله ، وهم بالمدينة ؟؟، قال : وهم بالمدينة ، حبسهم العذر ..
    ******


    * قصة البداية *
    ** الحلقة 196 من السيرة النبوية :


    ** رجع الجيش الإسلامي من تبوك مظفرين منصورين ، لم ينالوا كيداً ، وكفى الله المؤمنين القتال ..
    * في طريق العودة حاول اثنا عشر رجلاً من المنافقين الفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم ،، ذلك أنه حينما كان يسير ، كان معه عمار يقود زمام ناقته ، وحذيفة بن اليمان يسوقها ، وأخذ الناس ببطن الوادي ، ورسول الله وصاحباه وصلا عند عقبة ، فانتهز المنافقون هذه الفرصة ، وغشوه وهم متلثمون ، فضرب حُذيفة وجوه رواحلهم بمحجن كان معه ، فأرعبهم الله ، فأسرعوا في الفرار ، حتى لحقوا بالقوم ، وأخبر رسول الله بأسمائهم ، وبما هموا بِه ، فلذلك كان حُذيفة يسمى بصاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،، وفي ذلك قوله تعالى :"وهموا بما لم ينالوا"..
    * لما لاحت للنبي صلى الله عليه وسلم معالم المدينة من بعيد قال : هذه طابة ، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه ، وتسامع الناس بمقدمه عليه الصلاة والسلام مع الجيش ، فخرج النساء والصبيان والولائد يقابلنهم بحفاوة بالغة ، وينشدن : طلع البدر علينا ،،، من ثنيات الوداع ..
    وجب الشكر علينا ،،، مادعا لله داعٍ ..
    * كان خروجهم إلى تبوك في رجب ، وعودتهم في رمضان ، استغرقت هذه الغزوة خمسين يوماً ،، عشرين يوماً في تبوك ، والبواقي طريق جيئة وذهاباً ..
    * كانت هذه الغزوة آخر غزواته صلى الله عليه وسلم ..
    * كانت هذه الغزوة لظروفها الخاصة بها اختباراً شديداً من الله تعالى ، امتاز به المؤمنون عن غيرهم :"ماكان الله ليذر المؤمنين على ماأنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب".. فقد خرج في هذه الغزوة كل من كان مؤمناً صادقاً ، حتى صار التخلف أمارة على نفاق الرجل ، فكان الرجل إذا تخلف وذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال لهم : دعوه ، فإن يكن فيه خير سيلحقه الله بكم ، وإن يكن غير ذلك فقد أراحكم الله منه ، فلم يتخلف إلا من حبسهم العذر ، أو الذين كذبوا الله ورسوله من المنافقين ،، وهم الذين قعدوا بعد أن استأذنوا للقعود كذباً ، أو قعدوا ولم يستأذنوه أصلاً ، "عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى تعلم الذين صدقوا وتعلم الكاذبين".. نعم كان هناك ثلاثة نَفَر من المؤمنين الصادقين تخلفوا من غير مبرر ، وهم الذين أبلاهم الله ، ثم تاب عليهم ..
    * لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بدأ بالمسجد ، فصلى فيه ركعتين ، ثم جلس للناس ، فأما المنافقون وهم بضعة وثمانون رجلاً ، فجاؤوا يعتذرون بأنواع شتى من الأعذار ، وطفقوا يحلفون له ، فقبل منهم علانيتهم ، وبايعهم ، واستغفر لهم ، ووكل سرائرهم إلى الله عز وجل ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #74

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 194 من السيرة النبوية :


    ** بلغ المسلمين أن هرقل قد هيأ جيشا" عرمرما" قوامه أربعون ألف مقاتل ، وأعطى قيادته لعظيم من عظماء الروم ، وأنه أجلب معهم قبائل لخم وجذام وغيرهما ،، وهكذا تمثل أمام المسلمين خطر كبير ..
    * والذي كان يزيد خطورة الموقف أن الزمان كان فصل القيظ الشديد ، وقد بلغ الحر أقصاه ، وكان الناس في عسرة وجدب من البلاء ، وقلة من الظهر ، وكانت الثمار قد طابت ، فكانوا يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم ، ومع هذا كله كانت المسافة بعيدة ، والطريق وعرة وصعبة ..
    * أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحابة أن يتجهزوا للقتال ، وبعث إلى القبائل من العرب وإلى أهل مكة يستنفرهم ..
    * لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورّى بغيرها ، لكنه ونظرا" إلى خطورة الموقف ، وإلى شدة العسرة أعلن أنه يريد لقاء الرومان ، وجلّى للناس أمرهم ، ليتأهبوا أهبة كاملة ، وحضهم على الجهاد ، ونزلت آيات من سورة التوبة تثيرهم على الجهاد ، وتحثهم على القتال ، ورغبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بذل الصدقات ، وإنفاق كرائم الأموال في سبيل الله ..
    * وهكذا ،، فقد كانت الرحلة في هذه الغزوة ثقيلة على النفس ، فيها أقسى مظاهر الابتلاء والامتحان ، فأخذ نفاق المنافقين يعلن عن نفسه هنا وهناك ، على حين أخذ الإيمان الصادق يعلن عن نفسه في صدور أصحابه ..
    * أخذ أقوام من المنافقين يقولون لبعضهم : لاتنفروا في الحر .. وجاء آخر يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ائذن لي ولاتفتنّي ، فوالله لقد عرف قومي أنه مامن رجل بأشد عجبا" بالنساء مني ، وإني لأخشى إن رأيت نساء بني الأصفر ، أن لاأصبر ،، "ومنهم من يقول ائذن لي ولاتفتنّي ، ألا في الفتنة سقطوا ، وإن جهنم لمحيطة بالكافرين".. فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذن له فيما أراد ، وعسكر عبد الله بن أبي بن سلول في ضاحية بالمدينة مع فئات من أصحابه وحلفائه ، فلما سار النبي صلى الله عليه وسلم ، تخلف بكل من معه ..
    * "فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لاتنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا" لو كانوا يفقهون " ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #75

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 197 من السيرة النبوية :


    ** اختار النفر الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، وهم من المؤمنين الصادقين -كعب بن مالك ، ومرارة بن الربيع ، وهلال بن أمية- الصدق ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة ألا يكلموا هؤلاء الثلاثة ، وجرت ضدهم مقاطعة شديدة ، وتنكر لهم الناس ، حتى الأرض تنكرت لهم ، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، وضاقت عليهم أنفسهم ، وبلغت بهم الشدة أنهم بعد أن قضوا أربعين ليلة من بداية المقاطعة ، أُمروا أن يعتزلوا حتى نساءهم ، حتى تمت على مقاطعتهم خمسون ليلة ، ثم أنزل الله توبتهم :"وعلى الثلاثة الذين خلفوا ، حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، وضاقت عليهم أنفسهم ، وظنوا أن لاملجأ من الله إلا إليه ، ثم تاب عليهم ليتوبوا ، إن الله هو التواب الرحيم"..
    ** روى كعب رضي الله عنه قال :"كان من خبري أني لم أكن قط أقوى ولاأيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزاة ، وطفقت أغدو لكي أتجهز مع المسلمين ، فأرجع ولم أقض شيئاً ، فأقول في نفسي : أنا قادر عليه (أي لن يعوقني شيء عن سرعة التجهز ) فلم يزل يتمادى بي حتى حتى اشتد بالناس الجد. ولم أقضِ من جهازي شيئاً ، ولم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو (أي خرجوا وفاتوا) ، وهممت أن أرتحل فأدركهم - وليتني فعلت- فلم يقدّر لي ذلك ،، فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفت فيهم ، أحزنني أني لاأرى إلا رجلاً مغموساً بنفاق أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاء .. ولما بلغني أنه صلى الله عليه وسلم توجه قافلاً حضرني همي ، فطفقت أتذكر الكذب ، وأقول بماذا سأخرج من سخطه غداً ؟؟، واستعنت على ذلك بكل ذي رأي من أهلي ، ولما قيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقبل ، زاح عني الباطل وأجمعت أن أصدقه ، فجئته ، فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ، ثم قال : تعال ، فجئت أمشي حتى جلست بين يديه ، فقال لي : ماخلّفك ؟. ألم تكن قد ابتعت ظهرك ؟. فقلت : بلى ، إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر ، ولقد أعطيت جدلاً ، ولكني والله لقد علمت ، لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكنّ الله أن يسخطك علي ، ولئن حدثتك بحديث صدق تجد علي فيه ، إني لأرجو فيه عفو الله ، والله ماكان لي من عذر ، والله ماكنت أقوى ولاأيسر مني حين تخلفت عنك ،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما هذا فقد صدق ، فقم حتى يقضي الله فيك
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #76

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    سلام عليكم 💕💕


    *قصة البداية*
    ** الحلقة 198 من السيرة النبوية :


    ** يقول كعب في قصة مقاطعته لتخلفه عن غزوة تبوك : قلت : هل لقي هذا معي أحد ؟؟، قالوا : نعم ، رجلان قالا مثل ماقلت ، فقيل لهما مثل ماقيل لك ، فقلت : من هما ؟؟، فقالوا : مرارة بن الربيع وهلال بن أمية ، فذكروا لي رجلين صالحين شهدا بدراً ، لي فيهما أسوة .. ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا ، أي الثلاثة من بين من تخلف عنه ، فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت لي الأرض ، فما هي بالتي أعرفها ، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة ، فأما صاحباي فاستكانا وقَعَدا في بيوتهما يبكيان ، وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم ، فكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين ، وأطوف في الأسواق ولايكلمني أحد ، وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة ، فأقول في نفسي : هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا ؟، ثم أصلي قريباً منه أسارقه النظر ، فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إلي ، وإذا التفت نحوه أعرض عني ، وبينما أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة ، يقول : من يدلني على كعب بن مالك ؟؟، فطفق الناس يشيرون له ، حتى إذا جاءني دفع إلي كتاباً من ملك غسان ، فإذا فيه : أما بعد فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك ، ولم يجعلك الله في دار هوان ولا مضيعة ، فالحق بِنَا نواسك ،، فقلت لما قرأتها : وهذا أيضاً من البلاء ، فتيممت بها التنور فسجرته بها ،، حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين ، إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني .. فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك ، فقلت : أطلقها أم ماذا أفعل ؟، قال : لا. بل اعتزلها ولاتقربها ،، وأرسل إلى صاحبيّ بمثل ذلك ،، فقلت لامرأتي : الحقي بأهلك فكوني عندهم ، حتى يقضي الله في هذا الأمر ،، فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا ،، فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة وأنا على ظهر بيت من بيوتنا ، فبينا أنا جالس على الحال الذي ذكر الله (قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت) ، سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع بأعلى صوته : ياكعب بن مالك أبشر ،، فخررت ساجداً ، وعرفت أنه قد جاء فرج ، وآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر ، فذهب الناس يبشروننا ، وذهب قبل صاحبيّ مبشرون ،، ولما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني ، نزعت ثوبيّ فكسوته إياهما ببشراه ، والله ماأملك غيرهما يومئذ ، واستعرت ثوبين فلبستهما ، وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتلقاني الناس فوجاً فوجاً ، يهنئونني بالتوبة ، ودخلت المسجد ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس ، فقام إلي طلحة بن عبيد الله يهرول ، حتى صافحني وهنأني ، قال كعب : فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يبرق وجهه من السرور : أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك ، قال : قلت : أمن عندك يارسول الله أم من عند الله ؟، قال : لا بل من عند الله ،، فقلت : يارسول الله ! إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله ،، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك ،، فقلت : يارسول الله إنما نجاني الصدق ، وإن من توبتي أن لاأحدث إلا صدقاً مابقيت ،، وأنزل الله تعالى على رسوله : لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار ،، إلى قوله تعالى : وكونوا مع الصادقين .. من سورة التوبة ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #77

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 199 من السيرة النبوية :


    ** في نفس العام الذي وقعت فيه غزوة تبوك ، وقعت عدة وقائع لها أهمية في التاريخ :


    ** وقع اللعان بين عويمر العجلاني وامرأته ،، كما في سورة النور ..
    ** رجمت المرأة الغامدية التي جاءت فاعترفت على نفسها بالفاحشة ، رجمت بعد ما فطمت ابنها ..
    ** توفي النجاشي أصحمة ملك الحبشة ، وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب ..
    ** توفيت أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، فحزن عليها حزنا" شديدا" ، وقال لعثمان : لوكانت عندي ثالثة لزوجتكها ..
    ** مات رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول بعد مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك ، فاستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلى عليه بعد أن حاول عمر منعه من الصلاة عليه ، وقد نزل القرآن بعد ذلك بموافقة عمر رضي الله عنه ..
    ** رأينا كيف أن عثمان رضي الله عنه قد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثمئة بعير ، بكل ماتحتاجه من الأقتاب والأحلاس وبمئتي أوقية من الفضة ، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماضر عثمان مافعل بعد اليوم ،، وفي هذا بيان لفضل عثمان رضي الله عنه ، بل وإن في هذه الكلمة التي قالها عنه عليه الصلاة والسلام : ماضر عثمان مافعل بعد اليوم ،، زجرا" وتأديبا" لكل من أراد أن يطيل لسانه على عثمان من أمثال أولئك الذين يتشدقون بالنقد على سياسته أيام خلافته .. بل وينبغي دراسة شيء من مناقب هذا الخليفة العظيم والاهتداء بسيرته وسلوكه ..
    * حين جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه بماله كله مشاركة في تجهيز جيش المسلمين لغزوة تبوك ، سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماأبقيت لأهلك ؟، قأجابه : أبقيت لهم الله ورسوله ،، اختلق البعض زيادة على الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ياأبا بكر ! إن الله راض عنك ، فهل أنت راض عنه ؟، فاستفزه رضي الله عنه السرور والوجد ، وقام يرقص أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا" : كيف لاأرضى عن الله ؟، ثم ذهبوا يجعلون من هذه الزيادة المختلقة دليلا" على مشروعية الرقص والدوران في حلق الذكر ،، مستندين في ذلك على دليل مختلق لاأصل له ..
    * ذهب الجمهور إلى أن الرقص محرم إن كان مع التثني ، واتفقوا على أنه مكروه إن كان بدون ذلك ،، فإدخال الرقص مهما كانت كيفيته في ذكر الله تعالى ، إقحام لما هو مكروه أو محرم في عبادة مشروعة ، وهي الذكر ، وتحويل له بذلك إلى عبادة يتقرب بها إلى الله دون دليل عليها ..
    * الجزية ضريبة مالية تقوم بالنسبة لأهل الكتاب مقام الزكاة بالنسبة للمسلمين ..
    * الجزية لأهل الكتاب فقط ، حيث أن الكتابيين يمكنهم أن ينسجموا مع المجتمع الإسلامي ونظامه ، أما غيرهم من الملاحدة والوثنيين فلا يمكنهم الانسجام مع المجتمع الإسلامي ونظامه العام ، فلا يمكن لفكرة الإلحاد والوثنية أن تلتقي مع الحكم والنظام الإسلامي في أي فرع من الفروع ، لقيام التناكر والتخالف بينهم في أعمق الأسس والجذور ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #78

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    💕


    * قصة البداية *
    ** الحلقة 200 من السيرة النبوية :


    ** لو تأملنا الفرق بين سياسته صلى الله عليه وسلم مع المنافقين ، وسياسته مع أصحابه المؤمنين الصادقين ، نجد فرقاً كبيراً ..
    ** فقد تخلف كثير من المنافقين عن غزوة تبوك ، وجاؤوا يعتذرون له صلى الله عليه وسلم بشتى الأعذار المختلفة ، ومع ذلك فقد صفح عنهم وقبل علانيتهم ووكل سرائرهم إلى الله عز وجل .. وتخلف عدد يسير من المؤمنين من غير ريبة ولانفاق ، ثم جاؤوا إليه صلى الله عليه وسلم لايصطنعون عذرا" ولاكذبا" ، يسألونه العفو والصفح ، ومع ذلك فقد عاقبهم ولم يصفح عنهم .. وقد رأينا مدى قسوة العقوبة التي أنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم ، بأمر من الله عز وجل ..
    * لماذا اختار مع المنافقين الصفح واللين ، واختار للمسلمين الصادقين الشدة والعقوبة ،، لأن الشدة والقسوة في هذا المقام مظهر للإكرام والتشريف ، وهو مالايستأهله المنافقون ، وكيف يستأهل المنافقون أن تنزل آيات في توبتهم وعفو الله عنهم ..
    * قال ابن القيم : وهكذا يفعل الرب سبحانه بعباده في عقوبات جرائمهم ، فيؤدب عبده المؤمن الذي يحبه وهو كريم عنده ، بأدنى زلة وهفوة ، فلا يزال مستيقظا" حذرا" ، وأما من سقط ، فقد هان على الله فإنه يخلي بينه وبين معاصيه ، وكلما أحدث ذنبا" أحدث له نعمة ..
    * سجود الشكر لله تعالى عبادة مشروعة ، دل عليها سجود كعب رضي الله عنه ، حينما سمع صوت المبشر بتوبة الله عليه ، وقد سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما بشره جبريل عليه السلام أنه من صلى عليه مرة صلى الله عليه بها عشرا" ..
    * لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم عائدا" من تبوك ، أراد الحج ، ثم قال : إنما يحضر المشركون فيطوفون عراة فلاأحب أن أحج حتى لايكون ذلك .. فأرسل أبا بكر رضي الله عنه ، وأردفه بعلي رضي الله عنه ، ينهيان المشركين عن الحج بعد ذلك العام ، ويعطيانهم مهلة للدخول في الإسلام أربعة أشهر ، ثم ليس بينهم وبين المسلمين إلا القتال ..
    * الحج إلى بيت الله الحرام كان مما ورثه العرب عن ابراهيم عليه الصلاة والسلام ، فكان من بقايا الحنيفية التي مازالوا محافظين عليها ، إلا أن كثيرا" من أدران الجاهلية وأباطيل الشرك قد تسلل إليه ، حتى غدا مظهرا" من مظاهر الشرك أكثر من أن يكون عبادة قائمة على عقيدة التوحيد ..
    * فقد كان المشركون يحجون مع المسلمين ، ويعارضهم المشركون بإعلاء أصواتهم ليغلطوهم بذلك ، فيقولون : لاشريك لك إلا شريكا" هو لك تملكه وماملك .. وكان رجال منهم يطوفون عراة ، ليس على رجل منهم ثوب ، يرون ذلك تعظيما" للبيت ، يقول أحدهم : أطوف بالبيت كما ولدتني أمي ، ليس علي شيء من الدنيا خالطه الظلم ..
    * ظلت هذه الأرجاس إلى نهاية العام التاسع من الهجرة ،، حيث كان حج أبي بكر رضي الله عنه والإنذار الذي أبلغه كل من أبي بكر وعلي رضي الله عنهما لسائر المشركين ، إيذانا" بطهارة المسجد الحرام عن تلك الأرجاس ، وزوالها إلى غير رجعة ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  9. #79

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 201 من السيرة النبوية :


    ** من المنافقين جماعة بالغوا في الإجرام ، حتى ابتنوا مجمعا" يدبرون فيه الشر ، وسموه مسجدا" مضارة للمؤمنين ، وقد اشتهر باسم مسجد الضرار :"والذين اتخذوا مسجدا" ضرارا" وكفرا" وتفريقا" بين المؤمنين وإرصادا" لمن حارب الله ورسوله من قبل".. أي أن هذا المسجد بني نصرة للكفر الذي يخفونه ، ليفرقوا بواسطته جماعة المؤمنين ، ويصرفونهم عن مسجد قباء ، وترقبا" وانتظارا" لقدوم أبي عامر الفاسق قائدهم وزعيمهم ، وقد قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً : لاأجد قوما" يقاتلونك إلا قاتلتك معهم ، وهو الذي أمرهم ببناء المسجد ليكون معقلا" له ..
    * فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك المسجد من هدمه قبل مقدمه صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ..
    * تعتبر قصة هذا المسجد قمة الكيد الذي وصل إليه المنافقون بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فهو مؤامرة وكيد يدبر ضد المسلمين ..
    * طبيعة النفاق واحدة في كل زمان ومكان ، وسيلة المنافقين لاتتبدل ولاتختلف ، وأنهم هم دائما" في جبنهم الذليل وكيدهم الحقير وفي ابتعادهم عن النور وتعلقهم بالظلام ..
    * جاءت وفود كثيرة من كافة الأنحاء ، يعلنون إسلامهم ،، ومن بين الوفود : وفد بني حنيفة ، وكانوا سبعة عشر رجلا" ، فيهم مسيلمة الكذاب ، نزل هذا الوفد في بيت رجل من الأنصار ، ثم جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا ، وصدر من مسيلمة الاستنكاف والاستكبار والأنفة والطموح إلى الإمارة ، فلم يحضر مع سائر الوفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنّ النبي أراد استئلافه بالإحسان بالقول والفعل ، فلما رأى أن ذلك لايجدي فيه نفعا" ، تفرّس فيه الشر ..
    * قصة البداية *
    ** الحلقة 202 من السيرة النبوية :


    ** كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أري في المنام أنه أتي بخزائن الأرض ، فوقع في يديه سواران من ذهب ، فكبرا عليه وأهماه ، فأوحي إليه أن انفخهما ، فنفخهما ، فذهبا ، فأولهما كذابين يخرجان من بعده ، فلما صدر من مسيلمة ماصدر من الاستنكاف ، وقد كان يقول : إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته ..
    ** جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده قطعة من جريد ، ومعه ثابت بن قيس خطيبه صلى الله عليه وسلم ،، حتى وقف على مسيلمة في أصحابه ، فكلمه ، فقال له مسيلمة : إن شئت خلينا بينك وبين الأمر ، ثم جعلته لنا بعدك ، فقال : لو سألتني هذه القطعة ماأعطيتكها ، ولن تعدو أمر الله فيك ، ولئن أدبرت ليعقرنك الله ، والله إني لأراك الذي أريت فيه مارأيت (يقصد المنام) ، وهذا ثابت يجيبك عني ، ثم انصرف ..
    ** ووقع ماتفرس فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن مسيلمة لما رجع إلى اليمامة بقي يفكر في أمره ، حتى ادعى أنه أشرك في الأمر مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فادعى النبوة ، وجعل يسجع السجعات ، :"الفيل ما الفيل وماأدراك ما الفيل ، خرطومه طويل وذيله قصير"،، وأحل لقومه الخمر والزنا ، وهو مع ذلك يشهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نبي ، وافتتن به قومه فتبعوه ، وأصفقوا معه ، حتى تفاقم أمره ، فكان يقال له رحمان اليمامة ، لعظم قدره فيهم ، وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا" قال فيه : إني أشركت في الأمر معك ، وإن لنا نصف الأمر ، ولقريش نصف الأمر ،، فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب ، قال فيه : "إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، والعاقبة للمتقين"..
    * كان ادعاء مسيلمة النبوة سنة عشر ، وقتل في حرب اليمامة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه في ربيع الأول سنة 12 هجرية ، قتله وحشي قاتل حمزة ،، وأما المتنبىء الثاني ، وهو الأسود العنسي الذي كان باليمن ، قتله فيروز ، قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بيوم وليلة ، فأتاه الوحي فأخبر به أصحابه ، ثم جاء الخبر بعد ذلك من اليمن ، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ..
    * هدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأوثان والتماثيل التي في داخل الكعبة وخارجها ، يدل ذلك على وجوب هدم الأوثان والتماثيل ، وليس من شرط وجوب ذلك أن يكون هناك من يعبدها أو يقدسها ، بل الحكم في ذلك عام وشامل لكل حالة ، لعموم الدليل هنا ، ولدليل أمره صلى الله عليه وسلم بتحطيم تلك التماثيل التي استخرجت من جوف الكعبة ، مع أنها لم تكن تعبد كتلك الأصنام الأخرى ، وهذا يدل على حرمة صنع التماثيل على اختلاف أنواعها وأشكالها ، وعلى حرمة اقتنائها مهما كانت أسباب ذلك ..
    * دكتور محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله *

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 203 من السيرة النبوية :


    ** تتابعت الوفود إلى المدينة سنتي تسع وعشر ، وهذا يدل على مانالت الدعوة الإسلامية من القبول التام ..
    * كان عدي بن حاتم الطائي نصرانيا" ، وهو ابن حاتم الجواد المشهور ، وكان امرءا" شريفا" في قومه ، وكان يأخذ من قومه المرباع ،، وهو ربع مايصلهم من غنائم الحرب ،، كان العرب يجعلون ذلك للرئيس منهم ،، فلما سمع برسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته ، كره دعوته ، وترك قومه ولحق بنصارى الشام ..
    * قال عدي : فكرهت مكاني هناك أشد من كراهتي له (أي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ) ، فقلت : لو أتيته فإن كان ملكا" أو كاذبا" لم يخف علي ، وإن كان صادقا" اتبعته ..
    * فخرجت حتى أقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فدخلت عليه وهو في مسجده ، فسلمت عليه ، فقال : من الرجل ؟، فقلت : عدي بن حاتم ..
    * فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بي إلى بيته ، فوالله إنه لعامد بي إليه (أي قاصد بي إلى الدار) ، إذ لقيته امرأة ضعيفة كبيرة فاستوقفته ، فوقف لها طويلا" ، تكلمه في حاجتها ، فقلت في نفسي : والله ماهذا بملك !!..
    * ثم مضى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دخل بي بيته ، تناول وسادة من أدم محشوة ليفا" فقذفها إلي ، فقال : اجلس على هذه ، قلت : بل أنت فاجلس عليها ، فقال : بل أنت .. فجلست عليها .. وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأرض ..
    * فقلت في نفسي : والله ماهذا بأمر ملك ، ثم قال : إيه ياعدي بن حاتم ، هل تعلم من إله سوى الله ؟، قلت : لا .. ثم قال : هل تعلم شيئا" أكبر من الله ؟، قلت : لا .. قال : ألم تكن ركوسيا" ؟، (قوم لهم دين بين النصارى والصابئة )، قلت : بلى .. قال : أولم تكن تسير في قومك بالمرباع ؟، قلت : بلى .. قال : فإن ذلك لم يكن يحل في دينك .. قلت : أجل والله ..
    * ثم قال : لعلك ياعدي إنما يمنعك من دخول في هذا الدين ماترى من حاجة أهله ، فوالله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لايوجد من يأخذه ، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه ماترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم ، فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت ، لاتخاف ، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه أنك ترى أن الملك والسلطان في غيرهم ، وأيم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم !!، قال : فأسلمت ..
    * قال عدي : فرأيت اثنتين : الظعينة ، وكنت في أول خيل أغارت على كنوز كسرى ، وأحلف بالله لتجيئن الثالثة ..
    * ماأروع خلقك يارسول الله !!،، توقفه امرأة ضعيفة كبيرة ، تسأله حاجتها ، فيقف معها طويلا" دون تململ أو تأفف ،، ماأبعد الطامع بالملك أو المؤمل في الزعامة والمجد الدنيوي ، عن الصبر على مثل هذه الوقفة ، ولئن صابر المرء نفسه ، فتصنع لذلك وقسرها على ماتكره ، فما أسرع ماتظهر دلائل المصانعة من ضحر وتأفف ، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كانت هذه سجيته وطبيعته ، في كل حال .. فما كان يتميز على أصحابه في مجلس ، وما كان يعلو في معيشته وحياته من مستوى الفقراء والمساكين ..
    * وقد وجد عدي سمات النبوة الصادقة في مظهر معيشته وحياته ، ووجد هذه السمات أيضا" في لون حديثه وكلامه ، ووجد مصداق ذلك فيما بعد ، في وقائع الزمن والتاريخ ، فكان ذلك سبب إسلامه ، وانخلاعه عن مظاهر الأبهة والترف التي كان قد أسبغها على نفسه ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  10. #80

    رد: مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3 الجزء الثاني

    * قصة البداية *
    ** الحلقة 204 من السيرة النبوية :


    ** تمت أعمال الدعوة ، وإبلاغ الرسالة ، وبناء مجتمع جديد على أساس إثبات الألوهية لله ، ونفيها عن غيره تعالى ، وعلى أساس رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ،، وكأن هاتفا" خفيا" انبعث في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشعره أن مقامه في الدنيا قد أوشك على النهاية ، حتى إنه حين بعث معاذا" على اليمن سنة عشر للهجرة ، قال له فيما قال : يامعاذ ، إنك عسى أن لاتلقاني بعد عامي هذا ، ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري ، فبكى معاذ خوفا" من فراق رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
    * وشاء الله أن يري رسوله صلى الله عليه وسلم ثمار دعوته ، التي عانى في سبيلها ألوانا" من المتاعب بضعا" وعشرين عاما" ، فيجتمع في أطراف مكة بالكثير من أفراد قبائل العرب وممثليهم ، فيأخذوا منه شرائع الدين وأحكامه ، ويأخذ منهم الشهادة على أنه أدى الأمانة ، وبلّغ الرسالة ، ونصح الأمة .
    * مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة تسع سنين لم يحجّ ، ثم أذّن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجّ ..
    * أعلن النبي صلى الله عليه وسلم بقصده لحجة الوداع سنة عشر للهجرة ، هذه الحجة المبرورة المشهودة ، فقدم المدينة بشر كثير ، كلهم يلتمس أن يأتمّ برسول الله صلى الله عليه وسلم ،، وفي يوم السبت لأربع بقين من ذي القعدة ، تهيأ النبي صلى الله عليه وسلم للرحيل ، فترجل وادهن ولبس إزاره ورداءه ، وقلد بدنه ، وانطلق بعد الظهر ، حتى بلغ ذا الحليفة قبل أن يصلي العصر ، فصلاها ركعتين ، وبات هناك حتى أصبح ، فلما أصبح قال لأصحابه : أتاني الليلة آت من ربي فقال : صل في هذا الوادي المبارك ، وقل : عمرة في حجة ..
    * وقبل أن يصلي الظهر اغتسل لإحرامه ، ثم طيبته السيدة عائشة بيدها بدريرة وطيب فيه مسك ، في بدنه ورأسه ، حتى كان وبيص الطيب يرى في مفارقه ولحيته ، ثم استدامه ولم يغسله ، ثم لبس إزاره ورداءه ، ثم صلى الظهر ركعتين ، ثم أهلّ بالحج والعمرة في مصلاه ، وقرن بينهما ، ثم خرج ، فركب القصواء ..
    * ثم واصل سيره حتى قرب من مكة ، فبات بذي طوى ، ثم دخل مكة بعد أن صلى الفجر واغتسل من صباح يوم الأحد لأربع ليال خلون من ذي الحجة سنة 10 هجرية ، وقد قضى في الطريق ثمان ليال ، فلما دخل المسجد الحرام طاف في البيت ، وسعى بين الصفا والمروة ، ولم يحل ، لأنه كان قارنا" قد ساق معه الهدي ، فنزل بأعلى مكة عند الحجون ، وأقام هناك ، ولم يعد إلى الطواف غير طواف الحج ..
    * وأمر من لم يكن معه هدي من أصحابه أن يجعلوا إحرامهم عمرة ، فيطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة ، ثم يحلوا حلالا" تاما" ، فترددوا ، فقال : لو استقبلت من أمري مااستدبرت ما أهديت ، ولولا أن معي الهدي لأحللت ، فحل من لم يكن معه هدي ، وسمعوا وأطاعوا ..
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

صفحة 8 من 9 الأولىالأولى ... 6789 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات الجزء الثالث
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 08-10-2018, 03:19 AM
  2. مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات3
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 112
    آخر مشاركة: 11-26-2017, 03:14 AM
  3. يا ريمه الخاني مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات2
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 45
    آخر مشاركة: 07-30-2017, 11:47 AM
  4. يا غير مسجل مختصر قصة البداية والنهاية لابن كثير في حلقات
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 114
    آخر مشاركة: 06-05-2017, 10:40 AM
  5. البداية والنهاية في ربيع
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان المناسبات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-16-2011, 04:41 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •