ينبغي على المربي وعلى الوالدين الشروع بتنفيذه , وهو ( الختان ) الذي هو ضرورة شرعية وضرورة صحية وضرورة نفسية وإنسانية , والختان من الأمور الملزمة للذكور , والمستحبة للإناث , ومعنى الختان هو قطع القُلفة ( الجلدة ) التي على رأس الذكر , لقول رسولنا الكريم ( من الفطرة المضمضة والاستنشاق وقص الشارب والسواك وتقليم الأظافر ونتف الإبط والاستحداد __ قص الشعر الغير مرغوب فيه حول الجهاز التناسلي __, والاختتان ) , ومن العلماء من قال بأن الاختتان سنة , ومنهم من جعله واجب , وأما للإناث فهو مستحب .


والختان شرعها الله على لسان إبراهيم عليه السلام لقوله تعالى ( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا) هذا عدا أنه يميز المسلم من غير المسلم , بل إنه إقرار للعبودية , ويجلب النظافة ويحسن الخلقة ويعدل الشهوة , هذا وإنه تدبير صحي عظيم يقي صاحبه من الأمراض مثل سلس البول الليلي .
ثم انتقل بنا المؤلف إلى الفصل الرابع وبه يشرح لنا الأسباب التي تؤدي إلى انحراف الولد , وهي كثيرة جداً فإن لم يكن المربون على وعي تام بواجباتهم ومسؤولياتهم وأمانتهم وعلى علم بأسباب الانحراف , فإن الولد سيكون عرضة للضياع والشقاء , ومن أهم الأسباب المؤثرة على الولد , هو الفقر والنزاع والشقاق بين الآباء والأمهات , وحالات الطلاق والفراغ الذي يتحكم في الأطفال والمراهقين واختلاط الولد بأولاد السوء ثم معاملة الوالدين بالقسوة بسبب أو بدون سبب , ثم مشاهدة أفلام الجريمة والجنس , ثم انتشار البطالة في المجتمع , ثم تخلي الوالدان عن تربية أولاده , ثم مصيبة اليتيم , كل هذا وذاك مجلبة لآفات الفساد على الولد , والحل يكمن في حسن التربية , بالنصح والإرشاد ومعرفة واجب الزوجين لحدودهما التربوية , والتفاهم بينهما بالمودة وحسن المعاشرة , ومنع الأولاد من الاختلاط بأبناء السوء , وتوفير سبل الراحة والأمان لهم, مع المراقبة والتوجيه السليم , فبه يعتدل الولد ويسير بطريق الصواب .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
غالب الغول