هذا منشور منذ ثلاث سنوات أحببت أن أعيد نشره .
طلابُ الجامعةِ السورية يتقدمون لأحد الامتحانات عام / 1930 / . . .
أناقةٌ واحترامٌ والتزام . . . ووضعَ كلٌّ منهم أمامَهُ الطربوش والقلم . . .
الكراسي الوثيرة والطاولات الفخمة . . .
تسلسلٌ في الصفوف وتناسق ، وكأنما قيست المسافاتُ بالسنتيمتر . . .
المراقبون موزعون على الزوايا . . . لا أحاديثَ بينهم تشوِّش على الطلاب . . .
الطلابُ كلهم ينظرون إلى الأمام . . . لا أحد يخاطبُ أحداً . . . لا كتابةَ على الطاولات ، ولا محاولات للغش . . .
رحم الله تلك الأيام . . .
رحم الله المربين العظماء .
ورحم الله الطلابَ النُجباء .
ورحم الله أياماً كان فيها العلمُ يبني بيوتا لا عماد لها ، وكان فيها الجهلُ يهدم بيوت العز والكرم .
لقد تبدلت الأحوال . . .
كانوا يقولون إن المعلمَ والممثلَ يعيشون نصفَ عمر . . . لأنهم يبذلون جهداً شديداً في حياتهم . . . أما اليوم فإن الذي له ( واسطة ) يذهبُ إلى سلك التعليم ( عطلة انتصافية وعطلة صيفية وطلاب ضائعون . . . وكلٌّ يرمي بالحِمل على غيره ) . . . حتى يصلَ بعضُ الطلابِ إلى الجامعة فيتساءل دكاترة الجامعة هل من المعقول أن الطالب قد أمضى ثلاث عشرة سنة في المدارس ولم يتعلم بعد قاعدة كتابة الهمزة . . .
أين المعلمون . . . أبن المربون . . . أين الأهل . . . أين المدرسة .
أين من كانوا يقولون ( اللحم لك والعظم لنا ) .
ضاع العمر يا ولدي .
مع الإبقاء على الاحترام والتبجيل للبقية الباقية من مغلمي المدارس وأساتذة ا لجامعات والطلاب الذين ما زالوا يسيرون على النهج الصحيح .
ثلاثةُ أمور واجبة لإصلاح عملية التعليم :
1 ــ تحقيق الانضباط للمعلمين والطلاب معا .
2 ــ تقليل عدد الطلاب في الصف .
3 ــ إعادة ما كان يسمى بــ ( الضمير المهني ) . . . ذاك الذي يعمل ويعمل ويعمل بغض النظر عن كل العقبات الأخرى المادية والمعنوية . . . تلك هي أخلاق مهنة التعليم .
وأحيي مرة أخرى العشرات من العاملين في سلك التعليم الذين مازالوا يحملون هذا ( الضمير ) ، وأدعو للآخرين بمحاولة الحصول عليه .