رساله مفتوحه الى فخامه الرئيس السيسي حول مطالبته الشعب الفلسطيني التعايش مع الشعب الاسرائيلي في خطبته المشؤومة امام الامم المتحدة
د. غازي حسين
آمن المؤسسون الصهاينة وعلى رأسهم تيودور هرتزل باستخدام القوه لتحقيقالأكاذيب والأطماع والخرافات اليهودية ، وتخلوا عن مبادئ الحق والعدالة والقانون الدولي، ووضعوا القوه فوق الحق أي فوق حقوق الشعب العربيالفلسطيني والأمة العربية، وانطلقوا من أنّ القوّة هي التي تخلق الحق، وكرروا أكاذيبهم بشكل دائم.
وظهر بجلاء خلال سبعين عاماً من عمر اسرائيل أنها قامت وعاشت وتطورت ووصلت إلى ما وصلت اليه باستغلال الأكاذيب وباستخدام القوة وارتكاب الحروب والمجازر والإبادة الجماعيةوالترحيل والتطهير العرقي ومصادرة الأراضي الفلسطينية وإنكار حقوق الشعب الفلسطينيلإقامةأكبر غيتو يهودي استعماري وعنصري في قلب الوطن العربي والمنطقةالعربيةوالإسلاميةللسيطرة على بلدان الشرق الأوسط، وخدمة مصالح ومخططات اليهودية العالمية والدول الغربيةالمعادية لحقوقومصالح شعوب المنطقة وجميع الشعوب في العالم .
واستولى العدو الاسرائيلي على فلسطين العربيةبالقوة وخطوة خطوة ،وهو لا يفهم إلا لغة القوة، وما أُخذ بالقوة لا يُسترد الا بالقوة كما قال الزعيم جمال عبد الناصر.
أسس اليهود الخزر العلمانيون الذين قدموا من أوروبا اسرائيل بمساعده ودعم الدول الاستعمارية والحركات اللاسامية وألمانيا النازية، لتنظيف ألمانيا و بقيه الدول الأوروبية منهم ومن دسائسهم واستغلالهم، ولحل المسألةاليهودية في أوروبا بتسخير الأكاذيب اليهودية والقوةودعم بريطانيا وفرنسا وأمريكاواتباعهم من الأمراء والملوكالعرب لقاء حماية عروشهم لتحقيق المخططات الصهيونيةوالاستعمارية وتهويد فلسطين.
وصل المفاوضان الفلسطيني والاسرائيلي في عشية مئوية وعد بلفور المشؤوم إلى الطريق المسدود.
وجاء الرئيس المتصهيّن والمهووس بحب اسرائيل واليهودية والمعادي للعرب والمسلمين ترامب ليصمم على إنجاح صفقة القرن بتمرير الحل الصهيوني لقضية فلسطين باستغلال نائب ولي العهد المتأمرك والمتصهيّن ومجرم الحرب محمد بن سلمان وبقيةأمراء وملوك الخليج لتصفية قضية فلسطين، وإنجاح المشروع الصهيوني في الوطن العربي وقيادة البلدان العربية والإسلامية وإقامة التحالف بين السعودية واسرائيلوتوجيهه ضد حركات المقاومة وسورية وإيران.
وصل الطرفان باستحالة التوصّل إلى حل عادل للقضيةالفلسطينية طبقاً لمبادئ القانون الدولي والقرارات الدولية.
وظهر بجلاء استحالة التعايش مع اسرائيل ككيان استعمار استيطاني يهودي وعنصري وإرهابيوكغدة سرطانية خبيثةفي جسد الأمةالعربيةوالإسلاميةوالبشرية جمعاء يتوجّب اجتثاثها.
وتأكّدت الشعوب العربيةوالإسلاميةأنّه لا يمكن الاعتراف بالأكاذيب والأطماعاليهودية التي بموجبها تأسست اسرائيل وتوسعت، والتعايش معها والتوصّل إلى حل يقوم على أساس مبادئ القانون الدولي العام والقانون الدولي الإنساني والعهود والمواثيق الدولية بما فيها العهد الدولي لتحريم العنصرية والتمييز العنصري وحتى على أساس رؤيه الدولتين التي أخذها مجرم الحرب بوش من مشروع شارون للتسوية ووضعها في خارطة الطريق.
وأصبح من المستحيل الخروج من الطريق المسدود والمأزق الذي وصلت إليه المفاوضات برعاية الولايات المتحدةالفاقدةللحكمة وللبصر والبصيرة والعقلانية ولأبسط المفاهيم الأخلاقيةوالحضارية والمنحازة انحيازاً مطلقا للأكاذيب والحروب والمجازر والإبادةالجماعية والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني المظلوم من العدو والأشقّاء العرب.
ويبرز حالياً حكام الدول العربية الذين وقّعوا اتفاقات الإذعان مع العدو الاسرائيلي في كامب ديفيد ووادي عربهلممارسةالمزيد من الضغط والابتزاز على قيادتي فتح وحماس ومنظمة التحرير الفلسطينية، وعلى رأسهم الرئيس السيسي لتمرير المبادرة التي يطبخها ترامب مع الفاشي الحقير نتنياهو الذي قضى على رؤية الدولتين.
ويطرح نتنياهو السلام مقابل السلام و سلام القوة والسلام الاقتصادي، واستغلال هزيمة الدول العربية في حرب عام 1948 وحرب عام 1967، وتهويد القدس بشطريها المحتلين لفرض أكاذيبه وأطماعه الاستعمارية على القيادة الفلسطينية بمساعده العديد من الأمراء والملوك ورؤساء العرب وعلى رأسهم محمد بن سلمان وأنتم يا سيادة الرئيس.
إنّ إصرار العدو الاسرائيلي على التمسّك بالأكاذيب والأطماع والأساطير التي رسّخها كتبة التوراة والتلمود والمؤسسون الصهاينة، واللوبيات اليهودية، ويهود الإدارات الأمريكية،والمسيحيةالصهيونية، واليمين السياسي الأمريكي، باعتبار فلسطين العربيةأراضي يهودية محررة، وليست محتلّة، وهدم المسجد الاقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم علىأنقاضه، وشطب حق عودة اللاجئين إلى ديارهم واستعادةأرضهم وممتلكاتهم،يجعل من سابع المستحيلات اعتراف الشعوب العربية والإسلاميةبإسرائيل والتعايش معها.
اعتبر المؤسسون الصهاينة وحزب مابايونتنياهو أنّ فلسطين هي أرض التوراة وأرض الميعاد من النيل إلى الفرات، وأنّ للفلسطينيين فيها حق السكن فقط، ويفقدونهلمجرد مغادرتهم لها، وأنّ فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.
فكيف ولماذا تطالب يا فخامة الرئيس السيسي في 20 أيلول 2017 من على منبر الأمم المتحدة الشعب الفلسطيني التعايش مع الشعب الاسرائيلي؟ اسرائيل يا أيها الرئيس دوله غريبة عن المنطقة ودخيلة عليها جاءت من وراء البحار للتخلص من اليهود في أوروبا، وحل المسألة اليهودية فيها على حساب الشعب الفلسطيني، وتعاونت الصهيونيةمع الدول الاستعمارية والحركات اللاساميّة، ولمعلوماتك يا صاحب الفخامة تعاونت مع ألمانيا النازية ووقّعت اتفاقية هافارا لترحيل اليهود فقط إلى فلسطين وإقامة اسرائيل، وذلك لالتقاء الهدفين الصهيوني والنازي بتنظيف ألمانيا وبقية الدول الأوروبية منهم، وأدّت هزيمة الجيوش العربية في حرب عام 1948 و 1967 إلى النكبة المستمرة، والترحيل والتطهير العرقي واحتلال اسرائيل لفلسطين العربية، وقتلت مئات الأسرى المصريينالأبطال بجنازير دباباتها وهم أحياء،وشرّدت وطردتولا تزال تُرحّل وتطرد الفلسطينيين، وتحتل فلسطين التاريخية وتستقدم المستعمرين اليهود وتزرعهم في القدس وفي بقية الضفة الغربية وفي الجولان السوري المحتل؟
فبأي منطق أو بأي حق تُطالبيا فخامة الرئيس صاحب الأرض والحقوق والضحيّة بالتعايش مع المغتصب اليهودي الذي جاء من وراء البحار والغريب عن المنطقة والدخيل عليها وعدو لشعوبها؟.
اعترف مؤسسو اسرائيل يا فخامه الرئيس الذي يُطالب من الضحية الاعتراف بجلّاده، والتنازل عن حقوقه في وطنه، وطن آبائه وأجداده في العقد الاول من تأسيس اسرائيل بأن الفلسطينيين معذورون لكراهيتهم لليهود الذين استولوا على أرضهم وعقاراتهم وممتلكاتهم ودمّروا مجتمعهم في نكبه عام 1948، واعترفوا أيضاً أنّ لا شأن للعرب باضطهاد النازية لليهود في أوروبا، والذي قاد لاستغلال معزوفة الهولوكوست والمبالغة فيها لإقامة اسرائيل في وطنهم، لذلكأعلن بن غوريون مؤسس اسرائيل بعد عدة سنوات من إقامتها قائلا: " لو أنني كنت زعيماً عربياً لما قبلت وجود اسرائيل، وهذا أمر طبيعي لأننا أخذنا أرضهم، لقد كان هناك عداءً للسامية وكان هناك النازيون وهتلر ومعسكر أوشفيتس، ولكن هل كان ذلك ذنبهم؟ أنهم يرون شيئاً وحداً، لقد أتينا وأخذناً أرضهم" .
فما هو رأيك يا فخامة الرئيس بهذه الحقيقة التي اعترف بها بن غوريون، فقضية فلسطين أعدل قضية في تاريخ البشرية ؟
وأدلى أيضا مجرم الحرب موشي ديان بعدّة تصريحات منها قوله : "هل يحق لنا أن نحتجعلى كراهيتهم الشديدة لنا؟ إنهم يقيمون منذ ثماني سنواتفي مخيمات اللاجئين ويرونناونحن نحرثأراضيهم وقراهم التي عاشوا فيها هم وآبائهم".
وهكذا أقرّ المؤسسون الاسرائيليون بحقائق كان يعرفها الجميع آنذاك، وفي الوقت نفسه اختلق قادة اسرائيل مقولة الأمن الاسرائيلي كأهم العوامل للمحافظة على احتلال كل فلسطين وتهويدها، ولا تزال اسرائيل تفرض مسألة تقديس الأمن الاسرائيلي حتى اليوم وتضعه فوق مبادئ الحق والعدالة والإنصافومبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية لتبرير الحروب والإبادة والمجازر الجماعية والتطهير العرقي والاستعمار الاستيطاني وتهويد المقدسات العربية وكل فلسطين المحتلة.
كنت اتمنى من فخامتكم أن تطالبوامن على منصة الأمم المتحدة بصفتكم رئيس أكبر دولة عربية ورئيس الشعب المصري الغالي والعزيز بوجوباقتلاع الاحتلال الاسرائيلي من القدس وبقية الضفة الغربية والجولان العربي السوري المحتل وتلال كفر شوبا ومزارع شبعا ومياه الليطاني في جنوب لبنان، وتطالب بعودةاللاجئين الفلسطينيين الي ديارهم.
وسؤالي الأخير لفخامتكم : ما هي الدوافع التي حدت بكملإطلاق تصريحكم المشؤوم؟ هل جهلكم بعدالة القضية أم المساعدات الأمريكية؟ .
لقد حقق السادات حلم مؤسس اسرائيل بن غوريون بأخراج مصر من الصف العربي والصراع العربي الصهويني واعترافها بأن حدود مصر الدولية مع فلسطين هي الحدود المصرية الاسرائيلية
وعقد صلحا منفردا على حساب حقوق الشعب الفلسطيني والقدس والجولان السوري المحتل وتلال كفر شوبا ومزارع شبعا بضغط وابتزاز من الولايات المتحدة الأمريكية
وجاء الطاغية المخلوع مبارك وكاك كنزا استراتيجيا لاسرائيل على حد قول الاستعماري والفاشي نتنياهو
وجئتم انتم يافخامة الرئيس وحولتم السلام البارد مع العدو التاريخي للأمة الى سلاما دافئ.ورسختم التعاون الأمني معه وأدليتم بتصريحكم المشئوم امام الأمم المتحدة وتعملون على تسويق صفقة القرن التي وضعها نتنياهو وتبناها دميته ترامب
ان القدس والمسجد الأقصى وعروبة فلسطين عزيزة وغالية على الشعب المصري الشقيق ونخبه الدينية والفكرية والسياسية وعلى الأمة العربية والاسلامية والاحرار في العالم ان الشعوب تمهل ولاتهمل وان مئوية وعد بلفور ومرور اكثر من سبعين عاما على قيام الكيان الصهويني ككيان استعمار استيئاني وعنصري وارهابي وكغدة سرطانية خبيثة في جسد الأمة فترة زمنية قصيرة من حياة الشعوب والأمم.
واؤكد لفخامتكم بصفتي من لاجئي قرية سلمة الباسلة حاليا حي سلمة في تل ابيب ان مصير الكيان الصهويني كمصير النازية في المانيا والفاشية في ايطاليا واسبانيا والاستعمار الاستيطاني الفرنسي في الجزائر (130 سنة) والعنصرية في رودسيا والبرتغال والابارتايد في جنوب افريقيا ستزول إسرائيل كأكبر غيتو يهودي استعماري وعنصري وارهابي من فلسطين قلب الوطن العربي ان الحذر مطلوب من ترامب واداراته اليهودية لان ترامب دمية في يدي نتنياهو