لماذا لا يعمل ذوي الاعاقة في الاعلام المرئي؟


تقرير : أسماء تايه
هل يتلقى أصحاب الهمم الاهتمام الذي يستحقونه باعتبارهم جزء لا يتجزأ من المجتمع؟ وهل كفل لهم القانون حقهم في حياة كريمة والمشاركة في سوق العمل؟ أم أن القوانين لم تأخذ بعين الاعتبار كونهم أشخاص قادرين على الإنتاج والإبداع؟


بما أن الإنسان هو الخليفة في الأرض وكان خلقهُ من أجل الإصلاح فيها، وبما أن الإنسانية جمعاء تسعى منذ الأزل من أجل تحقيق المساواة بين البشر كافة بما يخص كل ما تعطي الأرض من خيرات، فلا بد أن نصل معاُ إلى توزيع منصف لكل ما تجود به الأرض وينتجه الإنسان. ومن هنا نرى بأن الطاقات البشرية هي أحد مصادر الأرض التي يجب أن نعمل جميعاُ من أجل توزيعها على البشر بكافة اختلافاتهم العرقية والدينية والسياسية والاجتماعية أيضاُ.
بناءً على ما سبق، بادرت الحكومة الفلسطينية بأجهزتها التشريعية بنص قوانين خاصة بالعمل بحيث تضمن لأصحاب الهمم ( ذوي الإعاقة ) فرص متكافئة مع بقية أفراد المجتمع باعتبارهم جزء لا يتجزأ من المنظومة الاجتماعية. في الحقيقة، تم سن قانون يعطي أصحاب الهمم فرص عمل في كل منشأة في الدولة بنسبة 5% وذلك انطلاقاً من السعي لتحقيق المساواة بينهم وبين بقية الأفراد وبالتالي إعطائهم الحق بالتأهيل المجتمعي ومساعدتهم على ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي كغيرهم ليتمكنوا من الإنتاج والمشاركة في كافة المجالات.
ويأتي نداؤنا في وقت يطالب فيه أصحاب الهمم في فلسطين بتطبيق قانون حقوق المعاقين رقم 4 لسنة 1999 والذي أقره المجلس التشريعي وصادق عليه رئيس السلطة الفلسطينية بعد حملة طويلة قادها الاتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين. حيث نصت المادة 2 من القانون على أن :
للمعوق حق التمتع بالحياة الحرة والعيش الكريم والخدمات المختلفة شأنه شأن غيره من المواطنين له نفس الحقوق وعليه واجبات في حدود ما تسمح به قدراته وامكاناته، ولا يجوز أن تكون الإعاقة سبباً يحول دون تمكن المعوق من الحصول على تلك الحقوق.
جدير بالذكر أنه زالت كثير من أحكام القانون الجوهرية غير مطبقة بسبب غياب النظم واللوائح التنفيذية والرقابة.


وجل اهتمامنا في الوقت الحالي هو دمجهم في الاعلام المرئي بحيث يتم ،على سبيل المثال، إعطاء أفراد من أصحاب الهمم فرص للمشاركة في جزء من البرامج الهادفة على المرئيات لأننا نرى بأن أفضل الطرق لإظهار قدرات أصحاب الهمم هي الانخراط في عالم الاعلام لتوجهه الى الفئة الأكبر بأسلوب من الممكن أن يصل الى كل الاعمار، بالإضافة إلى أنه من أبرز الطرق لأبراز هذه الفئة المبدعة التي تثبت جدارتها رغمآ عن ظروفها التي نضالت لأجتيازها.
انطلاقا من شعورنا العالي بالمسؤولية الانسانية والاجتماعية، نحن كفريق Yalla Change أخذنا زمام المبادرة بإطلاقنا لحملة بعنوان ( همم إعلامية ) والتي تهدف بشكل أساسي إلى تسليط الضوء على قضية حرمان أصحاب الهمم من حقهم الشرعي في المشاركة في سوق العمل حسب ما نص عليه القانون الفلسطيني، لاسيما في مجال الإعلام المرئي.
ومن اجل تحقيق ذلك، نسعى لحشد أكبر عدد من المؤيدين والداعمين لحقوق أصحاب الهمم والعمل معاً على تحقيق هدفنا من هذه الحملة بتعزيز موقف هذه الفئة عبر رفع صوتهم إلى صناع القرار والضغط من أجل تطبيق القانون الذي تم تشريعه بخصوص دمج 5% منهم في كل مؤسسة خصوصا الإعلامية منها.
وأولى خطواتنا هي الوصول إلى المسؤولين عبر إطلاق حملة الكترونية والتغريد على هاشتاج #همم_اعلامية اليوم الخميس في تمام الساعة 12 ظهراً على جميع منصات الإعلام الاجتماعي. لنرفع صوتنا جميعا من أجل مناصرة هذه الفئة وتقديم دعمنا لهم باعتبار ذلك أقل ما يمكننا الجود به من أجل تحقيق المساواة الإنسانية والاجتماعية



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي