لعقل والحقيقة ( المعرفة الذاتية و المعرقة الموضوعية ) ا

سعد عطية الساعدي

منشور في عدة مواقع عربية

إن علاقة العقل بالحقيقة هي علاقة تكوينية ارتباطية تجمع بين الذاتية الحقائقية والموضوعية التصورية في أصل تلك العلاقة وعلى ضوء ما يفهمه العقل الإنساني ويعيشه فكرا وتطبيقا بلا أدنى شك 0

وبما أن العقل هو جزء مجعول بهيئته في الحقيقة الخلقية للإنسان وهو متعلقا بالحقيقة الكلية توافقا تكوينيا وجعليا محاولا معرفة ما يشغله من مفرداتها وما ينبثق منها من متعلقات جزئيات حقائقية غبر منتهية ارتكازا من خلال أساسياتها بلا توقًف أو تعطًل - وخلقة العقل هو أساس خلقة الإنسان من كونه خليفة مستخلفا على الأرض في فضاءات الحقيقة - ومنه لا تعارض بين العقل السليم ألدارك أصلا والحقيقة -

ولكن المطلوب فهمه هو ماهية الحصول عقلا معرفة تلك الجزئيات الحقائقية بما يعني كيفية توفيق العقل في استخلاص الحقائق الذاتية لتلك الجزئيات وما يتمخض منها من مسائل وقضايا ونتائج ذاتية وبين ما يعتقده العقل من خلال إدراكاته لها موضوعيا - وهذه القضية هي الأهم في هذا الموضوع
حيث ما مدى صحة الموضوعية التصورية حيال الحقيقة الذاتية لتلك الجزئيات وما يتعلق بها من ترابطات حقائقية وعليه نقول اعتقادا

أولا :

أن الحقيقة الجزئية الذاتية هي الأصل في حصول المعرفة وبالناتج هي الأصح من الموضوعية التصورية التي تبحث في معرفة الذاتية الحقائقية للمفردات ومتعلقاتها

ثانيا :
إن الذاتية الحقائقية هذه هي خارج ذاتية اليقينيات والبديهيات التي يسلم بها العقل ولا موضوعية تصورية مناقضة لها في العقل السليم كونها إقرار فطري أولي في حاكمية العقل في العقل ولا تختل يوما وهي أساس كل نماء عقلي مراحلي ومنها تكسب الذاتيات ومن خلالها تؤلف الموضوعيات كركيزة إدراكية لا غنى للعقل عنها مهما نظًر النسبيون والتجريبيون فأن تعميم تنظيرهم محض وهم



ثالثا :

من الواجب تنقية التصوًر الموضوعي حبال الذاتية الحقائقية من الأوهام والتصوًر غير المحكوم بالموضوعية بغض النظر عن كلية الصواب أو الخطأ طالما لا إحاطة للعقل بكل الحقائق بل هو ساعي مكتشف لها وباحثا عنها يخطئ ويصيب

رابعا :

طالما لا محاباة في الحقيقة كذلك لا محاباة في الوهم وقبوله بل التصحيح والتصويب من أهم أعمال العقل في كسب معرفة الذاتية الحقائقية لكي يجني العقل إتمام الفوائد الحقائقية التي خلق وجعل بهذا الكيف من أجلها وبالنتاج كسب معرفي حقيقي العقل بأمس الحاجة له
[/color][/size]