مشعل السديري

مفارقات الحياة تيارات لا تنتهي، ففيها العجيب وفيها المضحك وفيها المبكي، وتكون المفارقات قاتلة أحياناً إذا تعلقت «بالمؤسسة الزوجية»، التي إذا لم يكن فيها توافق تصبح كارثة على صاحبيها، لهذا جاء في القرآن الكريم: «... فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان»، وما عدا ذلك فهو ضرب من الجنون.

وليس كل الأزواج مثل العجوزين البريطانيين هاري (92 سنة) ولوكاس (91 سنة)، اللذين دام زواجهما (70 سنة). العجيب أنهما عزوا استمرار زواجهما إلى «الشجار اليومي» وقالا إنهما تشاجرا ما لا يقل عن 25.550 مرّة، لكنهما أكدا أنهما دائماً يتصالحان ويقبّل بعضهما بعضاً قبل الخلود إلى النوم، وأكدت الزوجة قائلة: «نحن نحب بعضنا بعضاً؛ لكننا نتشاجر دائماً، أقلّه مرّة واحدة باليوم».
وهذان الزوجان حالة نادرة وليسا بمقياس، فهناك زوجة مصرية من «الدقهلية» مثلاً لم تطق الحياة مع زوجها وطلبت منه الطلاق، وعندما رفض أشعلت بنفسها النار وتوفيت.
وبالمقابل هناك زوج في القاهرة، عندما تقدمت زوجته للقضاء تطلب «الخُلع»، ما كان منه إلا أن يشنق نفسه «واتكل على الله».
التي قطعت قلبي حقاً، هي فتاة فرنسية أصيب خطيبها بنوبة قلبية قبل زفافهما بشهر واحد، فطلبت من السلطات أن يتم زفافها على خطيبها المتوفى، وهذا هو ما حصل عندما وقفت أمام «الأسقف»، وهي حاملة صورة خطيبها، قائلة وهي تذرف دموعها: «سوف أكون وفية له، وأحمل اسمه رغم رحيله».
أما التي أعجبتني لأنها متصالحة مع نفسها، فهي فتاة مصرية عزباء، عمرها 27 سنة، عندما قامت «بزف نفسها لنفسها»، مرتدية ملابس الفرح البيضاء، وسارت في أحد شوارع المنصورة، على وقع أغنية «اتمخطري يا حلوة يا زينة»، وقالت للصحافيين: «دي حاجة متغضبش ربنا، ولا تؤذي أحداً، وأنا حرّة، مالكم ومالي»؟!
وآفة أي زواج هي «الخيانة»، وهذا هو ما فعله بنفسه وزير الخدمة المالية الياباني، عندما خان زوجته وأنبه ضميره، فما كان منه إلا أن يشنق نفسه ويترك لزوجته رسالة اعتذار.
وذلك الوزير هو لا شك أرجل من رجل هندي، عندما خانته زوجته، وطلب منها أن تعتذر وتتوب، غير أنها رفضت وذهبت إلى بيت أهلها وتركته.
عندها أقسم أنه سوف يعيش على شجرة، ولن ينزل منها حتى تعتذر له زوجته، وله الآن أكثر من سنة وتسعة أشهر، وهو يأكل وينام وحتى يقضي حاجته، وهو قابع على الشجرة.
وحاول «أولاد الحلال» أن يقنعوا زوجته بالاعتذار، ولكنها «وراسها ألف سيف» رفضت رفضاً قاطعاً قائلة: «إنني من الممكن أن آتي إليه في حالة واحدة فقط، وهي إذا تأكدت أنه لفظ أنفاسه فوق الشجرة».