سورة الحديد تنص على مقصدين للدين ..الأول :
( هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرؤوف رحيم ) .. البيان ليخرجنا من المتاهة والتخبط والشقاء
لنعرف سر وجودنا وغاية حياتنا .. ولندرك مقدار التكريم لنا ( ولقد كرمنا بني آدم ) .. ولنتعلم سنن الله وقوانينه في الآفاق والأنفس فنحسن أداء دورنا في الخلافة في الأرض ..
والثاني : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد ..)
القسط هو أهم مقصد نزلت من أجله الديانات السماوية .. لكن أكابر مترفيها والذين يستأثرون ب ظ¨ظ* في المئة من ثروات العالم يقاومون العدل .. ويستعملون الحديد لتعزيز هيمنتهم
بينما أنزله الله لخدمة القسط وإقامته
إن هذا الإجرام يضر بالعالم كله .. ويضر حتى ممارسيه .. لأنه السبب الأول لنشوب الثورات المدمرة وظهور الإرهاب الذي يقض مضاجع الجميع ويفقد الأمن ويضرب الاقتصاد .. ولن ينتهي الظلم ما لم يفهم الظالمون ذلك .. وما لم يقم نظام عالمي جديد ويزيح النظام المرقع القديم الذي طحن الشعوب وامتص خيراتهم .. إن ارتقاء العلوم الإنسانية سيمكن العلماء من ترشيد تسخير الحديد ..
وتذكر السورة مشكلة إنسانية كبرى : ( ألم يأن للذبن آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ) .. مشكلة قسوة القلوب التي تقود لارتكاب المعاصي والعلو في الأرض وسحق المستضعفين .. كيف نعالج هذه القلوب ؟!
تسارع الآيات في زرع الأمل :
( اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها ) .. إن إحياء القلوب والنفوس علم يتم وفق سنن مثل إحياء الأرض فمتى نقوم بهذه الدراسة ..؟!
حنان اللحام