منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    مدرس لغة عربية ومترجم من الفرنسية
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    473

    الأحلام في تراث أهل الإسلام

    الأحلام
    في تراث أهل الإسلام



    كتبها: بطرس لوري
    ظ،ظ¤ آذار ظ¢غ°ظ،ظ¤
    عرّبها: فيصل الملّوحيّ


    نَبْذة عن الكاتب: بطرس لوري مديرالدراسات، أستاذ كرسيّ الصوفيّة الإسلاميّة في قسم العلوم الدينيّة لمدرسة الدراسات التطبيقية العالية.



    استهوت مسألة الأحلام السلف المسلمين، فكان لهم نصيب وافر في بحثها، لكن مع توخي الحذر في الوقت ذاته.
    الحلم خبرة متأصّلة قائمة بذاتها في شعور الإنسان. شغل بال أسلافنا في وقت مبكر من التاريخ.
    إنّه شعور إنسانيّ مختلف يسيطر عليه حين ينام و يخمد جسمه و تتلبّد أحاسيسه. فيرى ويسمع ويحسّ بالفرح أو بالخوف دون أن يترك أثراً في العالم الخارجيّ. فاستدلّوا بهذا على أنّ للإنسان روحاً وحياة غير ماديّة لا صلة لها بجسده الطبيعيّ ؟ ألا تمكّنه هذه الأحلام من التواصــل مع عالم آخر غير مادّيّ؟ّ
    جعلت المجتمعات البائدة الحلم وسيلتها الأثيرة في اتصالها بالعالم غيرالماديّ لمعرفة الأحداث الخفيّة التي تجري في الحاضر أو التي ستجري المستقبل، وللبقاء على تواصل بعالم الأموات.. وهيمنت الأحلام كذلك في كثير من المجتمعات القبليّة على عبدة الطبيعة في عدّة جوانب من حياتهم الاجتماعيّة. بل يرى علماء أصول البشرanthropologues أن خبرة الأحلام هي التي ولّدت الفنّ، وأنّ اللوحات الفنيّة التي رسمت قبل التأريخ على جدران المغارات تنبئنا أنها استوحيت من تصوّرات عبدة الطبيعة. ( انظر كتاب جي. كلوت ودي ويليم: عبدة الطبيعة في عصور ما قبل التاريخ - من نشر دار سُي ظ،ظ©ظ¦ظ¦) ( يتكلّم الغربيّون عن وثنيّة الأمم الأولى في التاريخ– أوما قبل التاريخ– كأنّها حقيقة لا فرضيّة، مع أنّهم نصارى يؤمنون بآدم عليه الصلاة والسلام وأنّه من عند الله، لكنّ متدينيهم يميّزون بين ما ورد في كتابهم المقدّس وما تسطّره الكتب التي سمّوها علميّة، فالاعتقاد الأول حدوده الكنيسة، والاعتقاد الثاني خارجها. نعم! ربّما انحرفت بعض الأمم بعد آدم عن التوحيد، ولكن لا يجوز التعميم والادعاء بأنّها كانت كلّها وثنيّة ، نحن نؤمن بهذا لإيماننا بالوحي من عند الله الذي تحدّث عن آدم عليه الصلاة والسلام، ولا نطلب من أهل الغرب تصديق ما نراه حتى يؤمنوا بالقرآن الكريم، و بالمقابل لا نقبل أن يلزمونا بفرضيّتكم التي لم يبنها يقين!!)
    تناول المسلمون في تراثهم مسألة الحلم تناولاً جادّا مع الحذر. فلقد أكّد الحديث الشريــــــف بما لا يقبل الجدل أن الرؤيا الصالحة جزء من النبوة ( رواه الشيخان وغيرهما بألفاظ معانيها متقاربة ) ، وأنّه سوف يبقى في الأمّة بعد وفاة النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – إلى قيام الساعة.
    حرص الإسلام منذ البداية على التفريق بين الرؤى التي تحمل رسالة السماء والأحلام الغامضة التي لم تبن إلا على أهواء بشريّة بعضها من وســاـوس الشيطان. فلنتعمّق بحث هذين الجانبين.

    فوائد من التراث

    نستخلص من السيرة النبويّة ونصوص الأحاديث الشريفة أنّ الأحلام اتخذت لنفسها في حياة محمّد – صلّى الله عليه وسلّم - الخاصّة والعامّة مكاناً متميّزاً. مرجعنا الأوّل في الموضوع أبرز مصنّفات الحديث السنّيّة ( انظر مراجعه الخاصّة) وكتب السيرة (سيرة ابن إسحاق).
    بل تذكر مصنّفات السلف بما لا يترك مجالاً للشكّ أن أموراً ذات بال– منها سياسيّ- بناها أبو بكر وعمر على أحلامà peine codés. تتحدّث عدّة أحاديث صحيحة عن أحلام محمّد – صلّى الله عليه وسلّم – لها علاقة بالفاضل عمر. كان عمر يشرب الحليب ( وفسّرها رسول الله بالعلم ) وحتى أصابع النبيّ. وفي حلم آخر ظهر عدد من الصحابة وكان قميصه من بينهم أطول(وفسر على أنه هنا الدين). بل أنبأ حلم للنبيّ– صلّى الله عليه وسلّم –بأحداث سياسيّة غامضة جرت بعد ثلاثين سنة من موته كالفتنة الكبرى، وموت الحسين في كربلاء، وعصيان عبد الله بن الزبير( ولا سيما أحاديث متعدّدة بعضها مشكوك في صحّتها في مسند ابن حنبل).
    بل ذكر حلم تحذيريّ له قيمة تاريخيّة في القرآن الكريم. حلم تلقّاه محمّد– صلّى الله عليه وسلّم – في المدينة عن دخول المسلمين مكّة محرمين بحجّ عام ظ¦ظ¢ظ© ( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًاغ‍ الفتح ظ¢ظ§). وكان كذلك للانتصار في غزوة بدر والهزيمة في غزوة أحد نصيب من الذكر في أحلام رويت في أحاديث شريفة.
    حتى إن القرآن الكريم يشير إلى دور رسالة الحلم التي ستتدخل قبل موقعة بدر بقليل. ( إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور غ‍ ظ¤ظ£ وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور غ‍ ظ¤ظ¤ ) . وفي كلّ الأحوال جاء الحلم تأكيداً لإرادة الله لتوجيه حدث سياسيّ أو عسكريّ التي وصلت إلى بغيتها.
    وقد يناقش العلماء طبيعة الإسراء والمعراج : هل كان إسراء محمد – صلّى الله عليه وسلّم – ومعراجه بروحه أم بجسده؟ إن كان إجماع الأمّة على التفسير الأول وهو الإسراء والمعراج بالجسد فإنّ العلماء يشيرون أمر ورد في الآية الكريمة ) وإذ قلنا لك: إن ربك أحاط بالناس، وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، والشجرةالملعونة في القرآن، ونخوفهـم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا غ‍. الإسراء ظ¦غ° ) وهناك أكثر من تفسير يشير إلى الآية القرآنيّة السابقة على أنها حلم أشار فيه إلى الشجرة الملعونة في القرآن الكريم على أنّها فتنة للناس. المهمّ أن عددا من الأحاديث الشريفة تذكر أحلاما خاصّة بيوم القيامة يتحدّث فيها محمـــــد – صلّى الله عليه وسلّم – وبعض الصحابة ( ابن عمر مثلا ) عن الحساب في اليوم الآخر.
    ليس لنا أن نغفل في هذا الصدد ما تواضعت عليه الأمّة المسلمة مما تواتر في السنّة الشريفة أنْ كان لهم جميعاً نصيب قلّ أو كثر من استلهام هذه الميزة الإلهيّة. بل يفيدنا عمل النبــــيّ – صلّى الله عليه وسلّم – و كبار صحابته أنّهم كانوا يجتمعون مبكرين يسألون عمّن رأى منهم حلما. وكان لهذه الأحلام أحياناً تأثيرعلى الأحكام والممارسة الدينيّة. انظر إلى حلم واحد من ساكنَي المدينة عبد الله بن زيد وعمر بن الخطّاب كان أساس شعيرة الأذان. وبالطريقة نفسها حُدّدت ليلة القدر في الأيّام السبعة الأخيرة من رمضان، استلهاماً من أحلام عدد من الصحابة، فأقرّها النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم –. بل كان حلمه يتطابق أحياناً مع حلم صحابيّ آخــــــر. ( ملحوظة للمعرّب: خلط كاتب الموضوع كما يجري على أسنة كثير من المسلمين بين القــدْر – بتسكين الدال - بمعنى المنزلة الرفيعة، والقدَر- بفتح الدال– الذي يعني ما كتب للإنسان في اللوح المحفوظ ممّا يقع له في حياتيه الدنيويّة والأخرويّة.وما يوافق هذه الليلة المعنى الأوّل، وليلة القدر كما اتفق عليه الجمهور أحد الأيّـام الفرديّة من العشر الأخير في رمضان.)
    خلاصته أن كانت الجماعة تستلهم الأحلام التي كان عدد منها يحظى بعنايـة محمد– صلّى الله عليه وسلّم – وتوثيقه، لكن حين تشاركها في التوثيق أمور أخرى. زد عليه أنه منــــذ وفاته أُخذت هذه الطريقة الجماعيّة تُستلهم. فبعد وفاته المفاجئة – صلّى الله عليه وسلّم – كما جاء في السيرة، اختلف الصحابة في طريقة غسل جسده وحيّرهم أمره، فناموا جميعاً وسمعـــــــوا صوتاً شرح لهم الأمر بدقّة. وبعد فترة إرساء قواعد الدين الإسلاميّ تتابعت الأحلام برسائلـها توجّه حياة المؤمنين الروحيّة رغم تحفّظات قضائيّة وعقديّة(لاهوتيّة) voir de toucher de façon discrète et incidente les élaborations juridiques ou théologiques ( انظر الأعمال الأخيرة التي كتبها ليا كانبرج التي ورد ذكرها في قائمة المراجع ).
    <<قال ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد، عن عائشة، قالت: لما أرادوا غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفــــــوا فيه، فقالوا: والله ما ندري، أنجرّد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه كما نجرّد موتانا، أو نغسله وعليه ثيابه؟ قالت : فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم، حتى ما منهم رجل إلا ذقنه في صدره، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو:أن اغسلوا النبي وعليه ثيابه؛قالت:فقاموا إلى رسـول الله صلى الله عليه وسلم، فغسلوه وعليه قميصه، يصبّون الماء فوق القميص، ويدلكونـــــه والقميص دون أيديهم. – سيرة ابن هشام – ( إضافة من المعرّب )>>
    وهكذا نلحظ أنّ للنوم، بخاصّة أثناء الليل، شأناً خاصّاً في حياة البشر. فقد يتراءى في النــــوم ملك، أو الله – تعالى – نفسه. وخوف أن يصاحب هذا الحدث ترائي الشيطان في المنـــــــــام - ولأسباب أخرى غيرها - يُعنى عناية خاصّة بشعائر تسبق النوم أو تلي اليقظة: كالوضــــــوء وتلاوة آيات من القرآن الكريم ودعاء واستغفار وإجراءات احترازيّة أخرى. روت لنا السنّــــة الشريفة توجيهات نبويّة كثيرة بأعمال ما قبل النوم.
    يبدو أن إقرار محمّد - صلى الله عليه وسلم - بالأحلام لم يكن على وتيرة واحدة، بل اختلف باختلاف الأيّام والظروف، أي أنّه يصعب علينا معرفة أيّة أحلام كان يقــــرّ بها المؤمنين على اتّباع ما توحي به.
    لاشكّ أنّ الاستئناس بالأحلام مرتبط بموضوع صفاء الشعائر المصاحبة للحلم. فإذا كانـــــــت الطهارة تربط المؤمن بكائنات العالم الروحانيّ لا سيما الملائكة، فإنّ النجاســـــــــة تستدعي الشياطين والتعامل معها. بل قد نلحظ – بطريقة أو بأخرى – أنّ النوم ولقاء الملك في الحلــم مقاربة للموت ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَــــــى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ غ‍ الزمرظ¤ظ¢) ولقد حظيت شعائر هذه الفترة الليليّة بعناية روحيّة خاصّة ذكرت في السيرة النبويّة الشريفة، وورد فيها أنّ هذه الشعائر أفادت مؤمنين– في تخليصهم – على الأقلّ من كوابيس مرعبة.
    مما سبق نعلم أن الأحلام التي تمر في أثناء النوم لا تحمل تأويلاً يُتّفق عليه أو قيمة دينيّة واحدة. ولقد صنّفت السنّة الشريفة و شروحات الفقهاء التي تلتها بين أشكال من الأحلام فحصرت الشروط ذات الدلالة التي يبنى عليها ما تضمّنه الحلم من مصدر روحيّ. فكان لديهم بعض الشروط التي تفرّق مبدئيّا الأحلام العاطفيّة والشيطانيّة ولا سيّما الجنسيّة، وإن لم تكن الوحيدة عن الحلم الصادق أو الرؤيا التي هي من الرحمن. أمّاالصنف الآخر الحلم الإبليسي فتميّزه السنّة الشريفة عمّا يعرف غالباً بالرؤية تبعا للعربيّة القديمة التي تكون عِيَانًا في حالة اليقظة. le hulm de Satan’, dit le hadîth à propos de cette distinction entre deux termes utilisés pourtant souvent comme synonymes en arabe ancien. Al-ru’yâ sera d’autre part distinguée de al-ru’yatu, vision à l’état de veille ; sauf quand l’exégèse l’exigera ولقد وردت كلمة الرؤيا في القرآن الكريم لتوثيق التفريق بين الإسراء إن كان عِيَانًا في في حالة اليقظة أو رؤيا منام في حالة النوم.( وإذ قلنا لك: إن ربك أحاط بالناس، وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، والشجرةالملعونة في القرآن، ونخوفهـم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا غ‍. الإسراء ظ¦غ° )

    ثلاثة أصناف من الأحلام

    ممّا تقدّم نستنتج لدينا على العموم ثلاثة أصناف من الأحلام اعتماداً على حديث شريف صحيح. حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إذا اقترب الزمانُ لم تكدْ رؤيا المؤمنِ أن تكذبَ، وأصدقُهم رؤيا أصدقُهم حديثًا، والرؤيا ثلاثٌ: فالرؤيا الصالحةُ بشرى من اللهِ، والرؤيا تحزينٌ من الشيطانِ، ورؤيا مما يحدِّثُ به المرءُ نفسَه، فإذا رأى أحدُكم ما يكره فلْيقمْ فلْيصلِّ ولا يحدِّثُ بها.. -
    سنن أبي داود - كِتَاب الْأَدَبِ –
    قسّم النبي صلى الله عليه وسلم الأحلام إلى ثلاثة أنواع، الرؤيا والحلم وأضغاث الأحلام،، فالرؤيا مشاهدة النائم أمرا محبوبا، وهي من الله، قد يراد بها تبشير بخير، أو تحذير من شر، ويُسنّ حمد الله عليها، والحلم ما يراه النائم من مكروه، وهو من الشيطان، ويُسنّ أن يتعوذ بالله منه وينفث عن يساره ثلاثاً، وألا يُحدّث به. وأضغاث الأحلام وهي مخاوف و رغبات مكبوتة في العقل الباطن (ظ£ ) الموسوعة الحرّة.
    ظ، – تكرا ر النفس الذاتيّ بدون شعور حديث ما جرى في اليوم السابق. وهي ليست مؤذية أصلاً، ولكنها تنقل إليه أموراً لا نفع فيها.
    ظ¢ – وساوس إبليس التي يسعى بها إلى إخافة النائم أو إتعاسه، أو إزعاجه على الأقلّ بما ينقل إليه من أمور مضطربة. simplement à le perturber par des messages incohérents
    ظ£ – الحلم الصادق من الله – تعالى - وهذا الصنف الثالث هو الرؤيا بالمعنى الدقيق للكلمة – الذي تُعنى بها السنّة الشريفة,
    بم نميّز الحلم الصادق من تخييلات الشياطين؟ يرتبط الأمر بصاحب الحلم نفسه في الختام. إن استيقظ مهموماً بمزاج سيّء فما رآه من الشيطان. أمّا إذا كان ما رآه من الله فلن يجد له في نفسه إلا راحة وحبورا.
    ينقل مفسّرو الأحلام المسلمون ما يقوله النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – في هذا الموضـــوع: رؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ، ويروى هذا الحديث بألفاظ متعدّدة. فصاحب الرؤيا الإنسان الصالح أو المؤمن أو المسلم التقيّ. وورد بتفصيلات متعدّدة: هي أربعون، الجزء السبعون من النبوّة ( ظ،ظ§ رأياً مختلفاً! )وتؤكّد أحاديث صحيحة أخرى كذلك الفكرة نفسها. لقد أخبر محمّد – صلّى الله عليه وسلّم – أصحابه عمّا يكون بعد وفاته: لن يبقى من النبوّة إلا الأخبار الطيّبة يراها المؤمن في أحلامه، أو يراها آخرون له.
    ورُوي قول آخر لمحمّد– صلّى الله عليه وسلّم – بصيغ متعدّدة مثل: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ اللَّخْمِيُّ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَمَثَّلَ بِي سنن ابن ماجه - كِتَاب تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا - وبعد وفاة النبيّ– صلّى الله عليه وسلّم – تتابعت أحلام رؤياه إلى هذا اليوم..وفي حديث صحيح جاء فيه أنّه في آخر الزمان تكثر أحلام المسلمين الأتقياء الصادقة: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ رواه مسلم - كما لو كان المجتمع استثمرت جماعيا مصدر إلهام كلّما تطاول الزمان بعد حياته – صلّى الله عليه وسلّم –

  2. #2

    رد: الأحلام في تراث أهل الإسلام

    جميل، ولعل هناك الرؤيا والحلم، وشنان بينهما، ويقال: الرؤيا الحق درجة من 99 من النبوة.
    اهلا بجديد نترجمتك أستاذنا الكريم هل ننقل الموضوع لقسم اللغة الفرنسية؟
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    مدرس لغة عربية ومترجم من الفرنسية
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    473

    رد: الأحلام في تراث أهل الإسلام

    الاخت الفاضلة ريمة الخاني. نعم . تكرمي بنقله إلى اللغة الفرنسية. وشكرا.

  4. #4
    مدرس لغة عربية ومترجم من الفرنسية
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    473

    رد: الأحلام في تراث أهل الإسلام

    الأخت الفاضلة ريمة الخاني... نعم . تكرمي بنقله الى قسم اللغة الفرنسية. وشكرا

  5. #5

    رد: الأحلام في تراث أهل الإسلام

    شكرا لتزويدنا بكل جديدة من الخارج ترجمة، وأظن انه مازال هناك هوة في فهم عالمنا بدقة.
    دمتم بخير.

المواضيع المتشابهه

  1. الأحلام والنفس
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-02-2014, 09:04 PM
  2. وجع الأحلام
    بواسطة حسين خلف موسى في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-11-2010, 03:12 PM
  3. سجين الأحلام!!!
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 06-06-2007, 03:50 PM
  4. الأخلاء
    بواسطة فاطمه الصباغ في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-08-2007, 05:56 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •