أنشودة السور العظيم أغنية فقراء الصين في عهود غابرة تحكي عن آلامهم و عذاباتهم التي كابدوها أثناء بناء شانغ شينغ -سور الصين العظيم الذي يقال انه اطول مقبرة في العالم لكثرة الأرواح التي زهقت اثناء تشييده . الأنشودة بمرور الزمن انفصلت عن السور و أصبحت رمزا لكل المعذبين و المسحوقين في الأرض.. و في المعنى العميق يصبح السور معادلا موضوعيا لكل ما يتربص في داخلنا و يستعبدنا. يوما سيكون لنا نحن السوريون أنشودة مماثلة .
وجدتها في مجموعة (حكايات العم أوهان) للكاتب الأرمني آفيتيك اساهاكيان و ترجمها إل العربية موفق الدليمي
" أنشودة السور العظيم"
"أول شهر من الربيع وادع مفعم بالطراوة
في أبواب الدور فوانيس حمر
أزواج الكثيرات عادوا ، و زوجي مازال
يكدح في شانغ-شينغ
الشهر الثاني ،حطت سنونوتان في سقفنا
سنونوتان تغفيان فوق شباكنا
لكن داري حزينة خاوية
الشهر الثالث، تشع أزهار الدراق و تلتمع
الصفصافات الخضر
ويوقد الجيران أعواد البخور فوق مواقد
الأجداد
هاهو الشهر الرابع ثم الخامس
عيد الورد و التوت ، موسم الرمان و الأجاص
الجيران يعملون في الحقول
و ليس لحقلي ، و يا للأسف من يحرثه!
مر الشهران السادس و السابع عبر الحزن
و النحيب
و هل الشهر الثامن ، يزهر اللوتس
و تعود الحمائم برسائل الأحباء من الأصقاع
النائية
لكن المرأة الوحيدة لا رسالة لها من زوجها
البائس
الخائر القوى بعيدا عن دياره
لا يدري أحد في أي البراري و أي من
المستنقعات
في الشهر التاسع شد الحجاج رحالهم
و أهل القرية يجمعون الرز لتسديد عبء
الضرائب
و يأتي الشهران العاشر و الأول بعد العاشر
يحملان الزمهرير و الريح القارسة
و يلتمع ندى الثلج على أغصان الشجيرات
الذاوية
و يسقط الثلج بحزن ليغطي الدروب
هاهو ذا الشهر الثاني بعد العاشر
يتأهب الكل لاستقبال عيد العام الجديد
بينما تبكي الأرملة الثكلى
أرملة البناء الذي مات في شانغ-شينغ
تبكي بمرارة و تصعد آهاتها الآسية إلى السماء
و حتى الجدران العملاقة
تتنهد ، إذا ما سمعت تلك الآهات"