منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    من مقالات الصحفي اللبناني/مهند الحاج علي

    من يُنقذ الاقتصاد؟
    هناك تهديد حقيقي يُحدق بلبنان. ليس خطر الارهاب ولا تزايد أعداد اللاجئين السوريين ولا التوتر السياسي-المذهبي. بل هو تردي الوضع الاقتصادي، بحسب مقال نشرته الصحافية والباحثة الفرنسية روزالي بيرتير. المقال، وهو قد يكون أبرز ما نُشر عن الاقتصاد اللبناني خلال السنوات الماضية، يُحدد مواضع الخلل الأساسية، وجُلها يرتبط بنتائج حكم طبقة سياسية مُتغوّلة ابتُلينا بها. واللافت أن بيرتير ليست وحيدة في القلق على الاقتصاد اللبناني، بل معها أيضاً مسؤولون دوليون زاروا البلاد، وأيضاً مقالة في مجلة ”ذي اكونوميست“ شككت في احتمال استفادة لبنان من ثروة النفط والغاز نتيجة طبقته السياسية الفاشلة. بالعودة الى المقال الأول: مؤشران أساسيان يدفعان الى القلق. أولاً، انخفاض احتياطي الدولار في البنك المركزي للمرة الأولى منذ 11 عاماً بين أيار (مايو) عام 2015 والشهر ذاته من عام 2016. عندها أجرى المصرف هندسة مالية لمعالجة الانخفاض، وانقاذ الليرة، مقابل اغراء المصارف بأرباح خيالية وصلت الى 40%، وتُقدر قيمتها بـ5 مليارات دولار، بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي، كما كتبت بيرتير. حقيقة أن المصرف المركزي لجأ الى هذا الإغراء تُضعف الثقة بالاقتصاد اللبناني. المؤشر الثاني الذي ذكرته بيرتير، هو اختلال التوازن بين نمو الاقتصاد اللبناني بنسب قريبة للصفر، والصعود الكبير والمتواصل للدين العام. بيد أن الدين العام يُقاس نسبة الى الناتج المحلي. وإذا استمر النمو بنسبته الصفرية الحالية، فإن نسبة الدين العام من الناتج المحلي سترتفع من 144% عام 2016 إلى 160% عام 2021. عندها، تُقدر الكاتبة ارتفاع حصة خدمة الدين من الموازنة من الثلث حالياً الى 60%. وهذه ليست الصورة كاملة، إذ أن نمو الدين العام في لبنان يعتاش على ارتفاع في الأرصدة المصرفية. وبحسب صندوق النقد الدولي، فإن تغذية نمو الدين العام يحتاج الى ارتفاع بنسبة 6-7% في الأرصدة، وهو ما يُعادل 6,2 ألى 7,2 مليار دولار. كيف يُحصّل لبنان هذه المليارات سنوياً بلا نمو وبأزمات سياسية متواصلة وفساد مستشرٍ وعلاقات متردية مع محيطه العربي؟ كان الاقتصاد اللبناني يطفو طوال الوقت على صُدف مفيدة أو معادلة سحرية لم تعد مؤمّنة، من هجرة الصناعيين المصريين والسوريين الهاربين من هجرة الأموال الفلسطينية إلى تأميم الأنظمة الاشتراكية في خمسينات القرن الماضي، واستقطاب العراقيين بعد الغزو الاميركي عام 2003. بيرتير تُرفق مقالها بأرقام مُثيرة عن هدر هذه الطبقة السياسية وتغولها، سيما في قطاع الكهرباء. تُشير الى تحويل الدولة 1,4 مليار دولار أميركي لتغطية عجز شركة كهرباء لبنان، فيما يُحقق أصحاب المولدات غير الشرعية عائدات بقيمة 1,7 مليار دولار. ولهؤلاء الأخيرين ارتباطات بالزعامات المحلية. فاتت الباحثة الفرنسية المقيمة في لبنان، قائمة الفرص الضائعة، وهي هدر أيضاً. وهذه تشمل مثلاً فشل وزارة الاتصالات وأوجيه لبنان في تحسين سرعة الانترنت، واستقطاب الاستثمارات الهائلة المرتبطة بهذا القطاع. لماذا لدينا سُرعة انترنت تخطتها بعض الدول العربية منذ 20عاماً؟ والحكومات المتعاقبة تعلم بأن هذه بنى تحتية كفيلة بإنعاش الاقتصاد اللبناني، وتوظيف قطاعات من الشباب. أما قطاع النفط اللبناني، وهو موضوع المقال الغربي الثاني عن الاقتصاد، يُقدر حجمه 850 مليون برميل من النفط و96 ترليون قدم مكعب من الغاز. بسعر السوق، يٌُقدر سعر هذه الكميات بـ300 مليار دولار. ولو احتسبنا نصفه كلفة للاستخراج، يبقى المبلغ كبيراً نسبة للناتج المحلي. لكن ”ذي ايكونومست“ ترى أننا تأخرنا كثيراً في هذا الملف مقارنة بقبرص واسرائيل، والسبب طبعاً: مجموعة من الساسة الفاشلين. حتى لو استفاقت الحكومة اللبنانية اليوم وأسرعت في ملف أهملته منذ اكتشاف المخزون عام 2009، فإنها ستجد اتفاقات اقليمية محكمة، وقد تضطر للبحث عن أسواق بعيدة. هذه الصورة السوداوية مقلقة جداً. الاقتصاد قنبلة موقوتة ستنفجر فينا وبالسياسيين أيضاً. وبما أنهم يكترثون بأنفسهم وثرواتهم ومشاريع التوريث فحسب، عليهم استيعاب أن لجمودهم ثمناً خطيراً يطالهم أيضاً في كل ذلك. إيقاف بلد بأسره رهن قانون انتخاب لانتخاب وريث إضافي هنا ومستزلم هناك، ثمن سخيف مقابل حجم الدمار الذي ينتظرنا جميعاً. - See more at: http://www.almodon.com/opinion/2017/....2xsd9vTq.dpuf

  2. #2

    رد: من مقالات الصحفي اللبناني/مهند الحاج علي

    ”حتى حماتي تدخلت في سوريا“
    م يدر ببال داعشي أسترالي ذهب للقتال في سوريا أن حماته ستطارده. بحسب صحيفة استرالية، اتصلت هذه السيدة بشركة أمن بلجيكية وشكلت فرقة ولحقت بصهرها لانقاذ أحفادها من تهوره. ليس التدخل في سوريا عيباً أو عسيراً، بل بات أشبه بفتح حساب في مصارف جزر الكناري. بعض المال والسلاح يفتح لك دكاناً. للدلالة على هذه الخلطة العجيبة، كان لافتاً أمس التخبط في قراءة رسالة أو رسائل استعراض الآليات الأميركية في مدينة القامشلي الكردية السورية. هل هي رسالة لـ”الحليفة“ تركيا لردعها عن التوغل ضد ”العمال الكردستاني“، أم للخصمين ايران وحزب الله، سيما في ظل التصعيد الحالي مع اسرائيل، أم للقوات الروسية المرابطة على بعد كيلومترات؟ أم هل الاستعراض رسالة لتنظيم داعش وجبهة فتح الشام، سيما أن القوات الخاصة البريطانية كانت سجّلت ظهوراً مماثلاً في سوريا لمحاربة الارهاب؟ هذه الحرب مهد لسوء التفاهم. إذا كانت لديك رسالة توجهها، فعليك كتابة العنوان بالتفصيل. قبل يومين على الاستعراض، اغتال مقاتل أوزبكي في مدينة اريحا (الريف الغربي لإدلب)، ”صلاح الدين البخاري“ أمير كتيبة ”الإمام البخاري“ الأوزبكية في حركة أحرار الشام الاسلامية. الخلاف أوزبكي-أوزبكي على أرض سورية. هذه الحرب أيضاً بحر من التناقضات. على جانب المعارضة، يحلم المقاتلان الشيشاني والتركستاني بتحرير اقليميهما من روسيا والصين تباعاً، وإقامة حكم إسلامي. التركستان استوطنوا بلدات في ادلب ووزعوا على أهلها المزارعين مجلات عن حلم تركستان الشرقية وارتكابات الصين. وأحياناً، يرغب الدواعش الشيشانيون والأوزبكيون والتونسيون بقتل أبناء جلدتهم في الفصائل الأخرى. طريق تحرير الشيشان تمر بشيشاني في فصيل آخر. لهؤلاء المقاتلين، سوريا قاعدة لألف حلم، حتى الصغير منها. قيادي آذربيجاني في داعش وجه رسالة مُصوّرة الى أبناء بلده، دعاهم فيها للقدوم الى الرقة حيث بإمكانهم تناول كباب الشيشليك الفاخر يومياً. في سوريا اليوم مقاتل جاءها طلباً للكباب. على جانب النظام، مقاتلون شيعة موالون لإيران يحلمون أحياناً بهزيمة بني أمية والسفياني وظهور الامام المهدي، وأحياناً ببضع مئات الدولارات. بين هؤلاء، مقاتلون أفغان فقراء من أقلية الهزارة، يحلمون باقامات شرعية لهم ولعائلاتهم في ايران. وبينهم أيضاً عراقيون يُدافعون عن نظام كان ممراً لأعدائهم الانتحاريين ابان سنوات الاحتلال الأميركي. على بعد أمتار من هؤلاء ”الخمينيين“، مقاتل أرثوذكسي سوري يُغمض عينيه فيرى بعثاً جديداً للامبراطورية البيزنطية بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين. جميع هؤلاء المقاتلين يُحاربون جنباً الى جنب مع رشّة ممانعة. جيش النظام بات منهكاً. حزب الله والميليشيات الشيعية والقوات الجوية الروسية يُقاتلون نيابة عنه. وبات رأس حربة تقدم المعارضة، قوات تركستانية مقدامة، أو شجاعة المقاتل الأوزبكي والشيشاني. لكل طرف سوري في الحرب كفيل أجنبي يُمسك بزمام الأمور. بيد أن أحداث الأسابيع الماضية من الضربات والعراضات الاميركية والاسرائيلية والايرانية والروسية وغيرها، حوّلت أي مفاوضات سورية-سورية للتوصل الى تسوية للحرب، من الأستانة الى جنيف، إلى نُكتة من النوع التي يواصل المستمعون اليها الضحك بشكل هستيري. أحد البرامج الإذاعية الساخرة خلال الحرب اللبنانية، دارت أحداثه في مطعم يطلب فيه الزبائن أكل أبناء طوائف معادية بنكهات ووصفات لبنانية مختلفة مثل ”مسحّب على الفحم“ أو ”شقف“. لو أردنا تطبيق هذا القالب الساخر على حرب سوريا، سيكون المطعم دولياً فيه المطابخ الشرقية والغربية والقوقازية والآسيوية على أنواعها، جميعها تطهو ضحاياها السوريين.
    http://www.almodon.com/opinion/2017/....ZxBK12Bp.dpuf

المواضيع المتشابهه

  1. صورة التقطت في ا لهند
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-10-2013, 05:17 AM
  2. مقالات الصحفي الكبير/عبد الباري عطوان
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-20-2011, 08:49 AM
  3. مقالات الصحفي سعد الدين ابراهيم
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-16-2011, 03:33 PM
  4. اهداء الى ملوك الزجل اللبناني / الحاج لطفي الياسيني
    بواسطة الشاعر لطفي الياسيني في المنتدى فرسان الشعر الشعبي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-15-2010, 07:57 PM
  5. الى شاعر المقاومة الحاج لطفي الياسيني / الشاعر اللبناني ابو شوقي
    بواسطة الشاعر لطفي الياسيني في المنتدى فرسان الشعر الشعبي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-13-2010, 05:18 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •