نسمع كثيرا عن اعتكاف العارفين بالله، والأئمة والعلماء،ونحن نقتدي بهم بقدر الاستطاعة باذن الله، لكن لاندري هل نقل إلينا الأمر حقيقة أم مبالغ فيه، لكن الاعتكاف بكل الأحوال ليس رهبنة، وليس انقطاع عن الدنياكاملا والناس سنوات...
فالرسول كان يتحنث في غار حراء صلوات الله عليه وقتا محددا ، ولاينقطع عن حياته كثيرا، ولو قارنا ولامقارنة بين الاعتكاف والسجن المنفرد فوق الشهر، لشت العقل البشري ، فنحن بشر، وقد قالوا لرسولنا الكريم في حديث معروف انهم عندما كانوا يخرجون من جلسة النبي ، يعودون لحياتهم ولهوهم،وعندما سألوه عن حالهم، قال مامعناه : لو بقيوا على حالهم لصافحتهم الملائكة، لكنهم ليسوا كذلك بحال.
الاعتكاف العملي، هو أن تكون إيجابيا في حياتك ، خيرا، تطوعيا في عمل الخير، واجتناب الشر، الخ من الأعمال المفيدة،و التي تكسب المرء دنياه وآخرته، ولاتقطعه عن الدنيا بشكل مبالغ فيه.
والله ورسوله أعلم.
**************
واخيرا نورد مفهوم الاعتكاف فقها:
ما حكم الاعتكاف للرجل والمرأة ، وهل يشترط له الصيام ، وبماذا يشتغل المعتكف ، ومتى يدخل معتكفه ، ومتى يخرج منه ؟


الاعتكاف سنة للرجال والنساء ؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعتكف في العشر الأواخر ، وكان يعتكف بعض نسائه معه ، ثم اعتكفن بعده عليه الصلاة والسلام . ومحل الاعتكاف المساجد التي تقام فيها صلاة الجماعة ، وإذا كان يتخلل اعتكافه جمعة فالأفضل أن يكون اعتكافه في المسجد الجامع إذا تيسر ذلك . وليس لوقته حد محدود في أصح أقوال أهل العلم ، ولا يشترط له الصوم ، ولكن مع الصوم أفضل . والسنة له أن يدخل معتكفه حين ينوي ويخرج بعد مضي المدة التي نواها ، وله قطع ذلك إذا دعت الحاجة إلى ذلك ؛ لأن الاعتكاف سنة ولا يجب بالشروع فيه إذا لم يكن منذوراً . ويستحب الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان ؛ تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم . ويستحب لمن اعتكفها دخول معتكفه بعد صلاة الفجر من اليوم الحادي والعشرين ؛ اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ويخرج متى انتهت العشر . وإن قطعه فلا حرج عليه إلا أن يكون منذوراً كما تقدم . والأفضل أن يتخذ مكاناً معيناً في المسجد يستريح فيه إذا تيسر ذلك ، ويشرع للمعتكف أن يكثر من الذكر وقراءة القرآن والاستغفار والدعاء والصلاة في غير أوقات النهي . ولا حرج أن يزوره بعض أصحابه . وأن يتحدث معه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزوره بعض نسائه ، ويتحدثن معه . وزارته مرة صفية رضي الله عنها وهو معتكف في رمضان ، فلما قامت قام معها إلى باب المسجد ، فدل على أنه لا حرج في ذلك . وهذا العمل منه صلى الله عليه وسلم يدل على كمال تواضعه ، وحسن سيرته مع أزواجه عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وأتباعهم بإحسان .