لمن يعرف سورية قبل ظ¤ظ* سنه واكثر


زمان كانت أسماؤنا أحلى
و النساء أكثر أنوثة
ورائحة البامية تتسرب من شبابيك البيوت
وساعة 'الجوفيال' في يد الأب العجوز أغلى أجهزة البيت سعراً وأكثرها حداثة
وحبات المطر أكثر اكتنازاً بالماء
...
كانت غمزة 'سميرة توفيق' تحرج الامهات وتعتبر أكثر مشاهد التلفزيون جرأة ،


وأجرة الباص فرنك ونص


والصحف تنشر فجرا" أسماء الناجحين بالبكالوريا


كان المزراب يخزّن ماء الشتاء في البراميل، أو بئر البيت


والجارة تمدّ يدها فجرا ... بكوب شاي ساخن لصاحب النظافة(الزبّال) فيمسح عرقه ويستظلّ بالجدار!


ولم نكن نعرف بعد أن هناك فاكهة تتطابق بالاسم مع منظف الأحذية' الكيوي'


وأننا يوماً ما سنخلع جهاز الهاتف من شروشه ونحمله في جيوبنا!!


كانت 'القضامة المالحة! توصف علاجاً للمغص، والمغبرة للحموضة؛!


وبوط الرياضة الصيني في مقدمة أحلام الطلبة المتفوقين!


والتلفزيون يفتح السادسة بعد الظهر
و يغلق شاشته في موعد محدد مثل أي محل أو مطعم!


حين كانت أقلام “البيك الأحمر” هي الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الحب قبل اختراع الموبايلات،


وعندما كانت المكتبات تبيع اوتوغرافات ودفاتر خاصة للرسائل اوراقها مزينة بالورد


كانت جوازات السفر تكتب بخط اليد، والسفر الى جميع البلدان بالقطار،


وقمصان 'النص كم' للرجال تعتبرها العائلات المحافظة عيبا وتخدش الحياء!


والأغنام والماعز تدق بأجراسها أن بائع الحليب صار في الحي،


كان مسلسل 'حمام الهنا' يجمع الناس مساء،,


ومباريات 'محمد علي كلاي' تجمعهم في سهرات الثلاثاء


و كانت الناس تهنئ أو تعزّي بكيس سكّر 'أبو خط أحمر' وزن مئة كيلو...


كان 'الانترنت' رجماً بالغيب لم يتوقعه أحذق العرّافين


ولو حدّثتَ أحدا يومها عن 'العدسات اللاصقة' لاعتبرك مرتدّاً أو زنديقاً تستحق الرجم،


حين كان مذاق الأيام أشهى، ومذاق الشمس في أفواهنا أطيب
والبرد يجعل أكفّ التلاميذ حمراء ترتجف فيفركونها ببعضها،,


كانت لهجات الناس أحلى، وقلوبهم أكبر، وطموحاتهم بسيطة ومسكينة وساذجة!


الموظفون ينامون قبل العاشرة،


والزوجة في يوم الجمعة تخبئ سودة الدجاجة وقوانصها لتقليها للزوج دلالة على تدليله


حرارة الشمس كانت أكثر صرامة في التعامل مع الصائمين،, والثلج لم يكن يخلف موعده السنوي،


كانت الحياة أكثر فقرا وبرداً وجوعاً، لكنها كانت دائما خضراء!