شكراً أشواق وفاطمة
عبدالله العلمي
العرب اللندنية
25 يناير 2017

توجت المرأة السعودية هذا الأسبوع الأخبار بحلوها ومرها. تحية للطالبتين في مدرسة أبي عروة بالجموم، أشواق بخش وفاطمة الصعب، لشجاعتهما في إنقاذ 55 طالبة من المـوت المحقق بعـد أن تعرض سائق الحافلة المقلة لهن أثناء قيادته إلى نوبة إغماء بسبب مرض السكري.
قررت أشواق وفاطمة التدخل لإدارة الموقف بتحويل مسار الحافلة عن الخطر وإنقاذ زميلاتهن قبل وصولهن إلى الطريق العام، الذي يعج بالعشرات من الشاحنات وسيارات النقل.
هذه مناسبة، مـرة أخـرى، لمناشدة الجهات المختصة لتشجيع المرأة على تعلم القيادة.
الموقـف الشجاع الثـاني هـو تراجع الداعية السعودي سعد الدريهم هذا الأسبوع، عن فتوى تحريم قيادة المرأة للسيارة، مؤكدا أنه لا يوجد ما يمنع شرعا من ذلـك، وأن قيـادة المـرأة فيهـا مصلحة للزوج وللمجتمع.
جمعني لقـاء تلفـزيـوني مع الدكتـور سعد الدريهم منـذ أكثـر من عـام، ورغـم اختلافنا في بعض وجهات النظر، إلا أنني أحتـرم الـرجل لأدبـه الراقي فـي النقاش.

الموقف الثالث هو لمقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فيليب ألستون، الذي قال رأيه، بصراحة وبملء فمه، عن المرأة السعودية في مؤتمر صحافي عقده هذا الأسبوع في مقر مكتب الأمم المتحدة بالرياض.
يقول فيليب ألستون- لا فُضّ فوه- إن المرأة في السعودية مازالت تشكل نسبة ضئيلة في سـوق العمـل ومحـرومة من العمــل في الكثيـر مـن المهـن، الأمر الـذي يقيـد إمكانات المملكة الاقتصادية والاجتماعية.

ألستون أعرب عن استغرابه أيضـا (وفي عقـر دارنا) من مشكلتين حقوقيتين أساسيتين للمرأة السعودية؛ الـولاية وقيادة السيارة.
ليس لدي شك أن البعـض يـود أن يقول لمعالي السفير ما قـاله سعيد العويران للكابتن سامي الجابر “ابعد ارتاح وريح”.

أذكّركم أن المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين لعام 2015 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العـالمي يصنـف المملكـة في المرتبة 134 من بين 145 بلدا.
أسجل استغرابي هنا من عدم افتتاح مدارس تعليمية للبنات في 10 قرى في محافظة هروب في جازان، رغم الكثافة السكانية والتوسع العمراني.
لعلي أسجل استغرابي أيضا من فتوى “منع عمل المرأة، وأنها يجب أن تعيش في كنف الزوج وأن تكون رهينة له، ويكفي أن يعطيها زوجها 400 ريال”. ذكرتني هذه الأقوال “المأثورة” باشتراط موافقة ولي أمر المرأة إكمالها دراساتها العليا.

للأسف، مازال مجتمعنا يدور في حلقة مفرغة من الفتاوى حول المرأة.
الصورة ليست كلها قاتمة، فقد تم الإعلان عن دعوة للترشحلجائزة الأمغŒرة نورة للتمغŒز النسائي لعام 20177.
من أهداف المبادرة التعريف بإنجازات المرأة السعـودية وتقـدير المتميزات والمبدعات، وتحفيز الأجيال الجديدة من النساء على الإسهام في التنمية، ودعم العمل النسائي المميز في صورتيه النظرية والعملية.

أتمنى أن تناقش مؤتمرات الجامعة أيضا الحاجة لنظام الأحوال الشخصية وتشريعات تحمي المرأة من التحرش.
على ذكر التحرش، لعلي أذكركم بالمثل الشعبي “امسك غنمك تيسنا ما يجيكـم”. ربما أفضل جواب هو “نساؤنا لسن غنما ولا كل الرجال تيوسُ”.


أختم بفكرة أبهرتني من مقال للدكتورة هيا المنيع هذا الأسبوع عن حاجتنا لفتح ملف التشريعات التي تمس المرأة، بحيث تعاد البوصلة للمسار الطبيعي والمتفق مع مرتكزات الدولة المدنية الحديثة.

http://alarab.co.uk/?id=100234
مارايكم دام فضلكم؟