منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 4 من 6 الأولىالأولى ... 23456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 53

الموضوع: تدبر

  1. #31
    🍁مقدمه
    بين أيدينا سورة عظيمة ، ذات آيات رهيبة، تخاطب العقول، وتشفي أمراض القلوب .
    إنها السورة التي كان يقرؤها النبي ، ويخطب بها على المنابر في الجُمَع والأعياد والمجامع الكبار، كما يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله لاشتمالها على ابتداء الخلق، والبعث والنشور، والمعاد والقيامة والحساب، والجنة والنار، والثواب والعقاب، والترغيب والترهيب.. تلكم هي سورة:
    ق وَظ±لْقُرْءانِ ظ±لْمَجِيدِ .أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أم هشام بنت حارثة قالت: (لقد كان تنورنا وتنور النبي واحداً سنتين أو سنة أو بعض السنة، وما أخذت ق وَظ±لْقُرْءانِ ظ±لْمَجِيدِ إلا على لسان رسول الله كان يقرؤها كلَّ يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس) .فتعالوا بنا ، نتفيّأ ظلالَ هذه السورةِ إحياءً للسنّة والتماسًا للهداية ووَعظًا للقلوب .
    1
    🍁 اسم السورة
    وهذه السورة تسمى بما يلي :
    1ـ سورة ق وذلك : لمفتتحهاولعل ذلك ـ كذلك ـ لما ورد في السنن ، من مثل .. ما أخرجه مسلم وأهل السنن، وأحمد ، عن أبي واقد الليثي، قال : " كان رسول الله يقرأ في العيد بقاف واقتربت" .
    2ـ سورة الباسقات وذلك : من قوله تعالى : (والنخل باسقات ) حيث إنه الوصف الوحيد بهذا اللفظ للنخل في القرآن الكريم ، ولم يرد إلا هنا فقط .ويذكر الأستاذ موسى جار الله لها اسماً آخر هو :
    3ـ سورة النخل ثم يقول : وحقها أن تسمى :
    4ـ سورة القرآن وذلك : كما سميت سورة ( ن ) .. سورة القلم ، بالقسم في أولها. وهذه : ( ق والقرآن ..)والختام بقوله تعالى : (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) .
    2
    🍁 مكية .. إلا آية [38] فإنها مدنية .
    ترتيبها
    أ ـ في المصحف .. بعد : سورة "الحجرات" ، وقبل : سورة "الذاريات".
    ب ـ في النزول .. بعد : سورة "المرسلات" ، وقبل: سورة "البلد".
    4
    🍁عدد : آياتها ، وكلماتها، وحروفها
    وعدد آياتها : (45) خمس وأربعون آية.
    كلماتها : (375) ثلاثمائة وخمس وسبعون كلمة.
    حروفها : (1474) ألف وأربعمائة وأربعة وسبعون حرفاً.
    3


    🍁 صلتها بما قبلها
    1ـ إذا كانت سورة "الفتح" : قد بينت ـ من جملة ما بينت ـ خصائص الجماعة المسلمة، ووعدت بانتصارها .وإذا كانت سورة "الحجرات" : قد جاءت لتبني هذه الجماعة بما يكافئ مهمتها .
    فإن سورة " ق " : قد عالجت العقبتين اللتين سيصادفهما صاحب الدعوة الأول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والجماعة الإسلامية معه، ومن بعده كذلك .. وهما : التكذيب ، والعجب من مضمون الرسالة .
    2ـ هذه السورة تكمل ما ذكرته سورة "الفتح" وسورة "الحجرات" من : بناء لخصائص الجماعة المسلمة وأفرادها.وبيان ذلك :أن سورة "الفتح" : قد حددت خصائص أهل الإيمان .. !! وجاءت الحجرات : فأمرت بما يحفظها ويحافظ عليها، ونهت عما يشوبها أو يعيق التحلي والاتصاف بها .. !!وقد جاءت " ق " تكمل ذلك ، وتدعو إليه ، وتحث عليه، ببيان خصائص أهل الجنة، حينما تقول : (وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد * هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ * من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب * ادخلوها بسلام..)(12).
    5


    🍁 في فضلها
    كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : يقرأ بهذه السورة في المجامع الكبار كالعيد والجمع؛ لاشتمالهما على ابتداء الخلق ، والبعث ، والنشور، والمعاد ، والقيامة، والحساب، والجنة والنار، والثواب والعقاب ، والترغيب والترهيب ، والله أعلم . (13)." عن عبد الله بن عبد الله : أن عمر بن الخطاب ، سأل أبا واقد الليثي .. ما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرأ في العيد .. ؟ قال : بقاف واقتربت " (14).وفي رواية لمسلم ." عن أبي واقد قال : سألني عمر ـ رضى الله عنه ـ فذكره " (15) ."وعن أم هشام بنت حارثة ، قالت : لقد كان تنورنا وتنور النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ واحداً ، سنتين ، أو سنة وبعض سنة، وما أخذت ( ق والقرآن المجيد ) إلا على لسان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، كان يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس. (16).مما يدل على أنها من أعظم السورفي حديث مسلم: عن جابر بن سمرة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان كثيراً ما يقرؤها في صلاة الفجر.وعند ابن ماجه: أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها في الركعة الأولى من الفجر.وعند أحمد ومسلم وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيد بـ (ق) و(اقتربت)وروى أبو داود والبيهقي وغيرهما: كان يقرأ بها صلى الله عليه وسلم في كل جمعة ، على المنبر إذا خطب الناس.ابن مردويه (تعلموا ق والقرآن المجيد ).
    6
    🍁 هدف السورة
    معالجة العقبات التي تعترض الدعاة إلى الله تعالى .
    7
    والفقرة الثالثة :
    عبارة عن (8) آيات.من الآية (38) حتى نهاية الآية (45) وهي خاتمة آيات السورة.وفيها :رد ـ ثالث ـ على موقف الكافرين ، من النذير ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن البعث.وذلك : بإثبات صفة القدرة لله تعالى ـ الذي لا يعجزه أن يبعث عباده ـ من خلال: التذكير بقدرته عز وجل، في خلق السموات والأرض، وإحياء الخلق، وإماتتهم، وبعثهم وحشرهم.وبعد أن اكتملت الردود ، وقامت الحجج على منكري البعث.رسمت ـ هذه الفقرة ـ الطريق إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولأهل الإيمان : أن يصبروا ، وأن يعبدوا ، وأن يبلغوا ويذكروا بالقرآن.
    9
    🍁 تقسيمها
    هذه السورة تتكون من : مقدمة ، وثلاث فقرات .المقدمة : عبارة عن (3) آيات.من الآية الأولى ، حتى نهاية الآية (3).وفيها : عرض لموقف الكافرين .. من النذير ، وهو محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن قضية البعث.وهذا الموقف : هو التعجب ، والاستبعاد، والإنكار .. للنذير ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولما جاء به ، ومنه قضية البعث .
    والفقرة الأولى : عبارة عن (12) آية .من الآية (4) حتى نهاية الآية (15) .وفيها : رد على موقف الكافرين : من النذير ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن البعث.وذلك : بإثبات صفة القدرة لله عز وجل ، الذي لا يعجزه أن يبعث عباده ـ من خلال آثارها ومظاهرها في السماء والأرض والماء والنبات.وبيان : أن تكذيبهم هذا ليس بدعاً في تاريخ البشر.وإقامة الحجة عليهم : بالإنشاء الأول .
    والفقرة الثانية : عبارة عن (22) آية .من الآية (16) حتى نهاية الآية (37).وفيها :رد ـ ثان ـ على موقف الكافرين : من النذير ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ومن البعث.وذلك : بإثبات صفة القدرة، وصفة العلم، لله عز وجل ـ الذي لا يعجزه أن يبعث عباده ـ من خلال : التذكير بعلم الله بما في الأنفس ، وعرض صورة شاخصة واضحة عن الحشر والنشر، والحساب، ومن يربح فيه، ومن يخسر ، وكذلك التذكير بإهلاك الطغاة المكذبين من قبلهم.
    8

  2. #32
    �� أبرز موضوعات السورة الكريمة
    1ـ إنكار المشركين للنبوة والبعث.
    2ـ الحث على النظر في السماء وزينتها وبهجة بنائها، وفي الأرض وجبالها الشامخات ، وزروعها النضرات، وأمطارها الثجاجات.
    3ـ العبرة بالدول الهالكات كعاد، وثمود، وأصحاب الأيكة، وقوم تبع وما استحقوا من وعيد وعذاب.
    4ـ تقريع الإنسان على أعماله، وأنه مسئول عن دخائل نفسه في مجلس أنسه وعند إخوته، وفي خلوته، وأنه محوط بالكرام الكاتبين، يحصون أعماله، ويرقبون أحواله حتى إذا جاءت سكرته، وحانت منيته ، حوسب على كل قول وكل عمل، وشهدت عليه الشهود، وكشفت له الحجب.
    5ـ إنه ما خلق السموات والأرض وما بينهما باطلاً .
    6ـ إن القرآن عظة وذكرى لمن كان له قلب واعٍ يستمع ما يلقى إليه.
    7ـ تسلية رسوله على ما يقول المشركون من إنكار البعث وتهديدهم على ذلك.
    8ـ أمر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالتسبيح آناء الليل وأطراف النهار.
    9ـ أمر الرسول بالتذكير بالقرآن من يخاف وعيد الله ويخشى عقابه.
    10
    �� دروس دعوية
    1ـ (بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج
    2ـ ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ) 16في الصحيح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (إن ربي تجاوز لأمتي ما حدثت به نفسها ما لم تقل أو تعمل ).
    3ـ (عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) 17، 18(وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ... )
    4ـ (وقال قرينه هذا ما لدي عتيد) 23( قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد ) 27(يوم يعض الظالم على يديه يقول ...)
    5ـ ( هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ ) 32الأواب الحفيظ : الذي لا يجلس مجلساً فقط ثم يقوم منه حتى يستغفر الله.
    6ـ (يوم نقول لجهنم هل امتلأت فتقول هل من مزيد ).( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ).
    11
    �� في سورة“ق”خطوات منهجية للقيام بالمهمة الدعوية
    قال تعالى : {وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقّبوا في البلاد هل من محيص. إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد. ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب. فاصبر على ما يقولون وسبّح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. ومن الليل فسبّحه وإدبار السجود. واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب. يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج. إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير. يوم تشقّق الارض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير. نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد}
    12
    ظ،- الهدى الـمنـهـاجـي:وهو هنا في ست رسالات، تعرض أهم الخطوات المنهاجية، التي على المؤمن الداعية أن يتحلى بها عند القيام بدعوته في الناس، إذ بالتخلق بها والثبات عليها يكون الوصول إلى الهدف.
    وهي :
    الرسالة الأولى : في أن الذكرى والتذكر والاعتبار، إنما يحصل لأصحاب القلوب الحية، والفطر السليمة، أو لمن استمع لخطاب القرآن بكليته الوجدانية والعقلية، حتى ولو كان قلبه مريضا، ذلك أن القرآن كفيل بعلاج أسقام القلوب. فلا يمل الداعي من إلقاء كلماته على الناس أبدا. فمن قُدر له أن يهتدي فستنبعث فطرته -بإذن الله- حية معافاة في يوم ما، وسيستجيب لنداء الله إن شاء الله. ومن ثم وجب الانتباه إلى أهمية مخاطبة الفطرة الكامنة في الإنسان، بما يصلحها ويخرجها من تشوهاتها. وليس كالقرآن أنفع لذلك وأصلح. إنه الكتاب الأوحد الذي يطرق القلوب بكلماته، ويرش لطائف الفطرة النائمة، أو العليلة، بماء الحياة حتى تستيقظ! إنه لا حد لطاقة القرآن العظيم! ولا شيء سواه أبلغ في بث الذكرى في القلوب.
    13

  3. #33
    🍁 أبرز موضوعات السورة الكريمة
    1ـ إنكار المشركين للنبوة والبعث.
    2ـ الحث على النظر في السماء وزينتها وبهجة بنائها، وفي الأرض وجبالها الشامخات ، وزروعها النضرات، وأمطارها الثجاجات.
    3ـ العبرة بالدول الهالكات كعاد، وثمود، وأصحاب الأيكة، وقوم تبع وما استحقوا من وعيد وعذاب.
    4ـ تقريع الإنسان على أعماله، وأنه مسئول عن دخائل نفسه في مجلس أنسه وعند إخوته، وفي خلوته، وأنه محوط بالكرام الكاتبين، يحصون أعماله، ويرقبون أحواله حتى إذا جاءت سكرته، وحانت منيته ، حوسب على كل قول وكل عمل، وشهدت عليه الشهود، وكشفت له الحجب.
    5ـ إنه ما خلق السموات والأرض وما بينهما باطلاً .
    6ـ إن القرآن عظة وذكرى لمن كان له قلب واعٍ يستمع ما يلقى إليه.
    7ـ تسلية رسوله على ما يقول المشركون من إنكار البعث وتهديدهم على ذلك.
    8ـ أمر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالتسبيح آناء الليل وأطراف النهار.
    9ـ أمر الرسول بالتذكير بالقرآن من يخاف وعيد الله ويخشى عقابه.
    10
    🍁 دروس دعوية
    1ـ (بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج
    2ـ ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ) 16في الصحيح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (إن ربي تجاوز لأمتي ما حدثت به نفسها ما لم تقل أو تعمل ).
    3ـ (عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) 17، 18(وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ... )
    4ـ (وقال قرينه هذا ما لدي عتيد) 23( قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد ) 27(يوم يعض الظالم على يديه يقول ...)
    5ـ ( هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ ) 32الأواب الحفيظ : الذي لا يجلس مجلساً فقط ثم يقوم منه حتى يستغفر الله.
    6ـ (يوم نقول لجهنم هل امتلأت فتقول هل من مزيد ).( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ).
    11
    🍁 في سورة“ق”خطوات منهجية للقيام بالمهمة الدعوية
    قال تعالى : {وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقّبوا في البلاد هل من محيص. إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد. ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب. فاصبر على ما يقولون وسبّح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. ومن الليل فسبّحه وإدبار السجود. واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب. يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج. إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير. يوم تشقّق الارض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير. نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد}
    12
    ظ،- الهدى الـمنـهـاجـي:وهو هنا في ست رسالات، تعرض أهم الخطوات المنهاجية، التي على المؤمن الداعية أن يتحلى بها عند القيام بدعوته في الناس، إذ بالتخلق بها والثبات عليها يكون الوصول إلى الهدف.
    وهي :
    الرسالة الأولى : في أن الذكرى والتذكر والاعتبار، إنما يحصل لأصحاب القلوب الحية، والفطر السليمة، أو لمن استمع لخطاب القرآن بكليته الوجدانية والعقلية، حتى ولو كان قلبه مريضا، ذلك أن القرآن كفيل بعلاج أسقام القلوب. فلا يمل الداعي من إلقاء كلماته على الناس أبدا. فمن قُدر له أن يهتدي فستنبعث فطرته -بإذن الله- حية معافاة في يوم ما، وسيستجيب لنداء الله إن شاء الله. ومن ثم وجب الانتباه إلى أهمية مخاطبة الفطرة الكامنة في الإنسان، بما يصلحها ويخرجها من تشوهاتها. وليس كالقرآن أنفع لذلك وأصلح. إنه الكتاب الأوحد الذي يطرق القلوب بكلماته، ويرش لطائف الفطرة النائمة، أو العليلة، بماء الحياة حتى تستيقظ! إنه لا حد لطاقة القرآن العظيم! ولا شيء سواه أبلغ في بث الذكرى في القلوب.
    13




    الرسالة الثالثة : في أن الصبر في أمور الدين والدعوة، إنما يتم لصاحبة إذا كان قائما على التزود من بركات الصلاة، فرائضها ونوافلها، والاستمداد الدائم لواردات الغيب، من مَعين الإيمان بالله واليوم الآخر.فأما الصلاة فقد عُلم مدى قوتها الروحية -إذا أُديت على وجهها- في إعداد”عبد الله” بحق! وتزويده بما لا قبل له به من قوة اليقين وإن ذلك لهو أُسُّ الصبر على ضروب المحن والفتن، ولذلك قال تعالى في سورة البقرة : {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}(البقرة ك 45). وقال سبحانه : {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين}(البقرة : 153). وقال هنا في سورة ق : {فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وإدبار السجود}. وقد بينا أن المقصود بالتسبيح هو الصلاة. فثبت أن تحقيق أفعال الصلاة، خاصة من ذلك خشوعها، وخضوعها، ومناجاتها، وتسبيحاتها، هو أعظم وارد رباني لاستمداد الصبر الجميل على كل حال.وأما الإيمان بالله واليوم الآخر، فهو المصدر العقدي الأول للصبر، والمطلوب هو استحضار حقائق هذه العقيدة في النفس على كل حال، ومشاهدة أنوار الأسماء الحسنى منعكسة على كل شيء، ومعرفة آثار الربوبية على كل حركة في الكون، وكذا ترقب ساعة الآخرة في كل لحظة! فهذه الحقائق ليست تصورات تُعتقد فحسب، ولا مجرد معان تُصدق، ويُقر بها القلب واللسان وينتهي الأمر، كلا كلا! بل هي ههنا مجاهدة نفسية ومكابدة، لأن تزكية النفس حتى يكون إيمانها بالله واليوم الآخر على مقام المشاهدة والترقب، إنما هو مقام الإحسان، الذي معناه : “أن تعبد الله كأنك تراه”(متفق عليه)، وهو المقام نفسه المشار إليه ـ بالنسبة للشعور الأخروي ـ في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : “كيف أَنْعَمُ وصاحبُ القَرْن، قد التقم القَرْنَ، واسْتَمَعَ الإذْنَ متى يُؤْمَرُ بالنَّفْخ فيَنْفُخُ؟” فكأن ذلك ثَقُلَ على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لهم : “قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا”(حديث صحيح، سبق تخريجه مفصلا بالمجلس السابق).هذه الحقائق هي موارد الصبر الدعوي حسب سياق الآيات في سورة “ق”. ولا شك أن موارده في كتاب الله كثيرة، منها الاعتبار بحياة الرسل والأنبياءـ عليهم الصلاة والسلام ـ وبمجاهدات الصديقين والشهداء. قال تعالى : {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل}(الأحقاف: 35).
    15
    الرسالة الرابعة : في أن المؤمن الداعية رجل أخروي، ينظر إلى الحياة الدنيا بعين الآخرة، وإنما هو يعرض للناس مشروعه على أنه دعوة إلى الحياة الآخرة. ولقد كان أول خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في الناس لما صعد على الصفا فجعل ينادي : “يا بني فِهْر! يابَنِي عَدِيٍّ!” لبُطون قريش، حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا، لينظر ما هو؟ فجاء أبو لهب وقريش، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :”أرأيْتَكُمْ لوْ أخبرتكم أن خَيْلا بالوادي تريد أن تُغيرَ عليكم، أكنتم مُصَدِّقيَّ؟” قالوا : نعم، ما جرَّبنا عليك إلا صِدقا! قال : “فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد! “(متفق عليه).فعلى هذا الأساس العقدي العظيم، وجب أن يبني الداعية خطابه، وأن يسوق أدلته وشواهده. وإن ذلك لهو منهاج دعوة الرسل جميعا كما هي مفصلة في القرآن، وأساس خطاب الرحمن للبشرية في كل زمان. إنه الاستعداد لليوم الآخر، بالعمل على تصريف جميع شؤون الحياة الإنسانية عليه، الفردية والاجتماعية سواء.
    16
    لرسالة الثانية : في أن الواجب على المؤمن أن يقرأ للناس أحداث التاريخ، ويعرضها لهم من خلال منظار القرآن، وأن يفس كل حركاته الاجتماعية والكونية بمنطق القرآن الرباني، ذلك أن الوصول إلى التحقق بمقام قراءة كتاب الحياة، من خلال نظارات القرآن، هدف تربوي عظيم، لأن معنى ذلك أن العبد قد صار أعرفَ بالله، وترقى في مراتب العلم به تعالى درجات فصار لا يفسر شيئا في الوجود البشري والكوني إلا مربوطا بمشيئة الله! وتلك غاية دعوية إصلاحية أصيلة، وعقيدة يجب أن تصبح ثقافة سلوكية في المجتمع الإسلامي عامة. وهو مسلك مهم جدا، من مسالك تحقيق مناطات القرآن الكريم في الأمة، وتيسير الدخول تحت شريعته من جديد، إن شاء الله.
    14
    الرسالة الخامسة : في كون حقيقة الدعوة الإسلامية إنما هي تمكين خطاب القرآن من الوصول إلى القلوب، وطرق أبوابها بآياته وكلماته : {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد}. ذلك أنه قد تقرر في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن القرآن هو المادة الرئيسة لدعوة الإسلام، وأن من أهم مظاهر العمل الدعوي، والتجديد الديني، بعث التداول الاجتماعي للقرآن الكريم، على جميع المستويات التربوية، والتعليمية، والتشريعية، والاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية…إلخ، إن معنى دعوة الإسلام هو إيصال كلمات الله إلى كل مكان! وطرق جميع الأبواب بها على منهج القرآن، طرقا لا يمل ولا يكل، حتى تُحقق الأمة هجرتها من جديد، وتشرق شمس القرآن على العمران!
    17
    الرسالة السادسة : في أن الرفق، والشفقة، والتمتع بأخلاق السلوك الاجتماعي، وأدب الحوار، كل ذلك هو أساس نجاح الداعية إلى الخير. وأن الصبر على الأذى النفسي والمادي لهو من أرفع مراتب الأخلاق ولا يكون الإنسان رفيقا شفوقا إلا إذا كان صابرا.ومن ثم فلابد للداعية من مخاطبة مدعويه برفق، وأن يقول لهم قولا لينا، يعتمد أساليب التقريب والتحبيب، دون التضجير والتنفير. وهذا لا يتنافى مع خطاب النذارة باليوم الآخر. بل هما يجتمعان ويلتقيان في حقيقة واحدة، بحيث يحدث الداعية الناس بحقائق الآخرة، من خلال مشاعر الإشفاق والمحبة، والحرص على نجاتهم ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد حدَّث قومه ـ عليه الصلاة والسلام ـ حديث أبوة وأخوة، وحنو بالغ، وعطف شديد. وأمثلة ذلك في السنة النبوية كثير.. ولك أن تتأمل هذا الحديث الشفيف الرفيق، الأَسِيفَ اللطيف، من قوله صلى الله عليه وسلم : “إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا، فلما أضاءت ما حوله، جعل الجَنادِبُ والفَرَاشُ وهذه الدَّوابُّ التي تقع في النار يَقَعْنَ فيها فجعل ينزعهن، ويَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْن فيها فأنا آخُذُ بِحُجَزِكُم عن النار : هَلُمَّ عن النار! هلم عن النار! وأنتم تَفَلَّتُون من يَدِي فتغلبوني، تَقَحَّمُون فيها!”(متفق عليه. وهو حديث مركب من روايتين في الصحيحين، إحداهما لأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم والأخرى لجابر بن عبد الله عن صلى الله عليه وسلم.ذلك هو مَثَلُ الرفق الدعوي والإشفاق النبوي، الذي مارسه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في دعوته. ولا شك أن مخالفة هذا المنطق القرآني الكريم -خاصة في دعوة تجديد الدين بين المسلمين- لا يقود إلا إلى فساد مبين! ذلك، وإنما الموفق من وفقه الله.
    18

  4. #34
    2- مـسـلـك التخـلـق :ومسلك التخلق هنا دائر حول كيفية التحقق بشخصية دعوية قرآنية ربانية، تتخلق بأخلاق القرآن، وتسلك في دعوتها إلى الله عبر مدارج الصبر الدعوي، وعبر مسلك الصلاة، على مدار الليل والنهار، وتعيش عمرها ودعوتها بأحوال الآخرة، رافعة في الناس راية القرآن، تلقيا وبلاغا. فتثبت على ذلك حتى تلقى الله. تلك هي الصورة النموذجية للداعية الرباني، التي مثَّلها رسول الله صلى الله عليه وسلم على مقام النبوة والرسالة، ومثَّلها الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- تأسيا بدعوته صلى الله عليه وسلم، على مقامات الصديقية، والشهادة على الناس.وتلك هي غايتنا في هذا الدرس القرآني العظيم وإنما لها مسلك عملي واحد رئيس، ألا وهو الدخول في مدرسة القرآن! وإخضاع النفس لمقارضها التربوية، تهذيبا وتشذيبا، وتَلَقِّي لَبِنَات التزكية لعمران الروح من كلمات الله، على ما بيناه في مدخل الكتاب وخلال مجالسه. ذلك مسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان خُلقه القرآن، وهو الطابع العام المميز لجيل القرآن الأول، جيل الصحابة الكرام، رضي الله عنهم أجمعين.
    19
    "بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ"
    وكذلك أمر المكذبين بالحق دوما.. مريج….مضطرب ملتبس مختلط مختلف تلك كلها مرادفات ووجوه لهذا اللفظ القرآني الجامع الذي يلخص حال تلك الفئة من البشر"بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ"هم دوما في لبس واختلاط واضطراب واختلاف فما بين شك وإلحاد وجحود ولا دينية وعدمية ولاأدرية… إلى آخر تلك الأطروحات المتباينة بمختلف اصطلاحاتها المخترعة وتفاصيلها المتكلفة = يدور المكذبون بالحق الذين لا يتفقون إلا على ذلك التكذيب "كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُل"ومهما تنوعت فلسفات التكذيب ومبرراته فإنها تشترك كلها في تلك الكلمة الجامعة التي تصف حالهم بدقة كاملةكلمة مريج!!
    20
    �� (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) حدوث التذكرة والتأثر بالقرآن يستلزم وجود قلب حي يتأثر بالموعظة القرآنية وتهز أركانه تلك المعاني المبهرة المبثوثة من خلال الوحي الكريم"إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْب"لكن هذا القلب السليم ليس متوفرا بشكل دائم..بل هو في الحقيقة من الندرة بمكان!! فما العمل إذاً إن لم يتوفر هذا النوع من القلوب؟!وهل على صاحب القلب القاسي - وما أبريء نفسي- أن يفقد الأمل في حدوث التغيير المنشود من خلال القرآن؟
    الجواب = لاالله جل وعلى بيَّن طريقة بديلة؛ على من يفتقر للقلب السليم الحيّ وينشده = أن يسلكها.. إنها طريقة الاستماع والمشاهدة"أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ"تأمل قوله ألقى.. أن تلقي بجارحة سمعك على باب التدبر وأن تقطع كل العلائق السمعية الأخرى حين الاستماع للقرآن.. وأن تشحذ تلك الجارحة بكامل قوتها متشوقا لكل حرف قرآني تتلوه أو يُتلى عليك.. وأن تفعل ذلك جنبا مع انتباه كامل وإيقاظ للذهن الذي يقع على عاتقه الركن الثاني لتلك الطريقة.. المشاهدة!أن تنصت بأذنك للآيات بينما تغلق عين بصرك وتفتح عين بصيرتك لتشهد الأحداث والوقائع القرآنية كأنها رأي عينترى بعين الشهود مصارع الأمم ومهلك الظالمين الصادين عن سبيل الله وتشهد أحداث القيامة وأهوال النشور ومحطات الآخرة التي تتوالى على سمعك كأنك جزء منها فأنت تدرك أنك ستكون يوما بالفعل جزءا منها! تتأمل مواقف النبيين وبطولات المرسلين ومنازل الصالحين وكأنك كنت هنالك.. معهم تحزن لحزنهم وتتهلل أساريرك لفرحهم وتصدع معهم بكلمات الحق التى قذفوها فى وجه الباطلتبحر مع نوح وتتوكل مع هود وتحطم الأصنام مع إبراهيم وتصبر مع أيوب وتُسبِّح مع داوود وتصدع مع موسى وتثبت مع يوسف وتعبد ربك مع محمد حتى يأتيك اليقين تنتقل من مشهد إلى آخر ومن قصة إلى أخرى وتدور مع المعانى و الأمثال والمشاهد القرآنية حيث دارت تلك هي المشاهدة وذلك هو الاستماع وبهما أو بالقلب السليم = يحدث الانتفاع بآيات الذكر الحكيم .
    21‬
    �� ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34)
    1- ( ادخُلوها بِسلام ذلكَ يومُ الخلود ) الجنة فيها خلود وبقاء وأمان وسلام وهناء وحب وفرح وعناق ، لا دمع فيها ولا فراق !! / عايض المطيري
    2- « من خشي الرحمن (بالغيب) و جاء بـ(قلب منيب) »أسرار غيبك ، وقلبك المُنيب ،مفاتيح الدخول لجنة الرحمن .. /ابراهيم السويدي
    3- ï´؟ ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود ï´¾ يُقال للمؤمنين : ادخلوا الجنة بالسلامة من الآفات والشرور، ذلك هو يوم الخلود بلا انقطاع اللهم اجعلنا منهم" / فوائد من القرآن
    4- يارب أرِحنا من صخب هذه الدنيا بهذا الأمان :ï´؟ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ï´¾ / جميلة
    22
    �� إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)
    1- (أو ألقى السمع!) كأن سمعك شيء ألقيتَ به لهذا القرآن،، عندها تعرف القرآن،،/ وليد العاصمي
    2- #قرأ_ الإمام سورة ق، وفي آخرها:ï´؟إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيدï´¾ انفتاح القلب، وإلقاء السمع، هذه من أعظم مفاتيح. / د:عمر المقبل.
    3- اللهم ارزقنا هذه المنزلة: "فصاحب القلب-يقصد الوارد في (لمن كان له قلب) -يجمع بين قلبه وبين معاني القرآن فيجدها كأنها قد كتبت فيه"[ابن القيم]. / عمر المقبل
    4- ‏( لمن كان له قلب ) القلب الحي الذي يعقل عن اللهأو ( ألقى السمع ) أي أصغى حاسة سمعه إلى ما يقال له وهذا شرط التأثر بالكلام ./ إبراهيم الفيفي
    5- يخاطب #القرآن ï´؟ مَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ï´¾ تارة و ï´؟ أُولِي الأَلْبَاب ï´¾ تارة أخرى ؛ يريدك مرة أن تخشع ، ومرة أن تفكر ! / روائع القران
    24
    �� لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)
    1- ( لهمْ ما يَشاءُونَ فيها ولَدْينَا مزيد ) كُل نعيم في الدنيا له نہَايه ، إلا نعِيم الجنّه ليسَ له نِہَايه ، اللہُم اجعَلنا من أهلہَا !! / عايض المطيري
    23
    �� نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)
    1- حينما يظلمك أحدهم ثم يكيد بالكذب ، فلا تقلق واستحضر شهادة علام الغيوب : ( نحنُ أعلم بما يقولون ) / عايض المطيري
    2- فذكر بالقرآن.......لو كان أحد يغني وعظه عنه لكان أفصح الناس عليه الصلاة والسلام، ولكن الله أمره أن يذكر به. /عبد الله بلقاسم
    3- خشية الله والخوف من وعيده طريق لتدبر القرآن والإنتفاع منه يقول الله تعالى ( فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) #تدبر
    25
    �� خــاتـمـة :
    إن ما اشتملت عليه سورة “ق” من حقائق الإيمان الكبرى، وأصوله العظمى، جعلها من أهم السور تعبيرا عن رسالة القرآن على الإجمال، ولذلك فقد ابتُدئت بقسم الرب عز وجل بالقرآن، ثم اختُتمت بالتذكير بالقرآن، منهاج دعوة ومنهاج دين وكأن في ذلك إشارة إلى أن مضمونها هو مدار كل قضايا القرآن ورسالته!وإن اشتمالها على قضايا توحيد الرب عز وجل في خالقيته، وفي جميع أسمائه وصفاته، وإسناد جميع مظاهر الوجود لإبداعه وصنعه، ودقة تقديره، وحكمة تدبيره، ودورانها على عقيدة البعث والنشور، والحشر والحساب، والثواب والعقاب، والجنة والنار، والترهيب من ذلك كله والترغيب بخطاب إلهي مباشر قوي مبين، ليجعل سورة “ق” هي سورة البيان الإسلامي العام، الذي تجب تلاوته على جموع المسلمين في كل المناسبات، تذكيرا بحقيقة هذا الدين، وبطبيعته الأخروية!ولذلك فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها على الناس في المجامع الكبار، كأيام الجُمَع والأعياد، كما هو ثابت في السنة،
    .وفي ذلك دلالة على أن البيان الإسلامي الذي وجب على الداعية إذاعته في الناس، إنما هوـ كما ذكرنا ـ بيان أخروي، ونذارة قرآنية، لأن ذلك هو أساس كل مشروع إسلامي، وأصل كل تجديد ديني. ولا نجاح لدعوة لم تؤسس هذه العقيدة العظيمة في النفوس، ولم تضع لبناتها الأولى على أصل متين، ولم تغرس جذورها في عمق التربة النفسية والاجتماعية للأمة !ذلك، وإنما الموفق من وفقه الله.
    26

  5. #35
    2- مـسـلـك التخـلـق :ومسلك التخلق هنا دائر حول كيفية التحقق بشخصية دعوية قرآنية ربانية، تتخلق بأخلاق القرآن، وتسلك في دعوتها إلى الله عبر مدارج الصبر الدعوي، وعبر مسلك الصلاة، على مدار الليل والنهار، وتعيش عمرها ودعوتها بأحوال الآخرة، رافعة في الناس راية القرآن، تلقيا وبلاغا. فتثبت على ذلك حتى تلقى الله. تلك هي الصورة النموذجية للداعية الرباني، التي مثَّلها رسول الله صلى الله عليه وسلم على مقام النبوة والرسالة، ومثَّلها الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- تأسيا بدعوته صلى الله عليه وسلم، على مقامات الصديقية، والشهادة على الناس.وتلك هي غايتنا في هذا الدرس القرآني العظيم وإنما لها مسلك عملي واحد رئيس، ألا وهو الدخول في مدرسة القرآن! وإخضاع النفس لمقارضها التربوية، تهذيبا وتشذيبا، وتَلَقِّي لَبِنَات التزكية لعمران الروح من كلمات الله، على ما بيناه في مدخل الكتاب وخلال مجالسه. ذلك مسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان خُلقه القرآن، وهو الطابع العام المميز لجيل القرآن الأول، جيل الصحابة الكرام، رضي الله عنهم أجمعين.
    19
    "بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ"
    وكذلك أمر المكذبين بالحق دوما.. مريج….مضطرب ملتبس مختلط مختلف تلك كلها مرادفات ووجوه لهذا اللفظ القرآني الجامع الذي يلخص حال تلك الفئة من البشر"بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ"هم دوما في لبس واختلاط واضطراب واختلاف فما بين شك وإلحاد وجحود ولا دينية وعدمية ولاأدرية… إلى آخر تلك الأطروحات المتباينة بمختلف اصطلاحاتها المخترعة وتفاصيلها المتكلفة = يدور المكذبون بالحق الذين لا يتفقون إلا على ذلك التكذيب "كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُل"ومهما تنوعت فلسفات التكذيب ومبرراته فإنها تشترك كلها في تلك الكلمة الجامعة التي تصف حالهم بدقة كاملةكلمة مريج!!
    20
    🍁 (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) حدوث التذكرة والتأثر بالقرآن يستلزم وجود قلب حي يتأثر بالموعظة القرآنية وتهز أركانه تلك المعاني المبهرة المبثوثة من خلال الوحي الكريم"إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْب"لكن هذا القلب السليم ليس متوفرا بشكل دائم..بل هو في الحقيقة من الندرة بمكان!! فما العمل إذاً إن لم يتوفر هذا النوع من القلوب؟!وهل على صاحب القلب القاسي - وما أبريء نفسي- أن يفقد الأمل في حدوث التغيير المنشود من خلال القرآن؟
    الجواب = لاالله جل وعلى بيَّن طريقة بديلة؛ على من يفتقر للقلب السليم الحيّ وينشده = أن يسلكها.. إنها طريقة الاستماع والمشاهدة"أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ"تأمل قوله ألقى.. أن تلقي بجارحة سمعك على باب التدبر وأن تقطع كل العلائق السمعية الأخرى حين الاستماع للقرآن.. وأن تشحذ تلك الجارحة بكامل قوتها متشوقا لكل حرف قرآني تتلوه أو يُتلى عليك.. وأن تفعل ذلك جنبا مع انتباه كامل وإيقاظ للذهن الذي يقع على عاتقه الركن الثاني لتلك الطريقة.. المشاهدة!أن تنصت بأذنك للآيات بينما تغلق عين بصرك وتفتح عين بصيرتك لتشهد الأحداث والوقائع القرآنية كأنها رأي عينترى بعين الشهود مصارع الأمم ومهلك الظالمين الصادين عن سبيل الله وتشهد أحداث القيامة وأهوال النشور ومحطات الآخرة التي تتوالى على سمعك كأنك جزء منها فأنت تدرك أنك ستكون يوما بالفعل جزءا منها! تتأمل مواقف النبيين وبطولات المرسلين ومنازل الصالحين وكأنك كنت هنالك.. معهم تحزن لحزنهم وتتهلل أساريرك لفرحهم وتصدع معهم بكلمات الحق التى قذفوها فى وجه الباطلتبحر مع نوح وتتوكل مع هود وتحطم الأصنام مع إبراهيم وتصبر مع أيوب وتُسبِّح مع داوود وتصدع مع موسى وتثبت مع يوسف وتعبد ربك مع محمد حتى يأتيك اليقين تنتقل من مشهد إلى آخر ومن قصة إلى أخرى وتدور مع المعانى و الأمثال والمشاهد القرآنية حيث دارت تلك هي المشاهدة وذلك هو الاستماع وبهما أو بالقلب السليم = يحدث الانتفاع بآيات الذكر الحكيم .
    21‬
    🍁 ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34)
    1- ( ادخُلوها بِسلام ذلكَ يومُ الخلود ) الجنة فيها خلود وبقاء وأمان وسلام وهناء وحب وفرح وعناق ، لا دمع فيها ولا فراق !! / عايض المطيري
    2- « من خشي الرحمن (بالغيب) و جاء بـ(قلب منيب) »أسرار غيبك ، وقلبك المُنيب ،مفاتيح الدخول لجنة الرحمن .. /ابراهيم السويدي
    3- ï´؟ ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود ï´¾ يُقال للمؤمنين : ادخلوا الجنة بالسلامة من الآفات والشرور، ذلك هو يوم الخلود بلا انقطاع اللهم اجعلنا منهم" / فوائد من القرآن
    4- يارب أرِحنا من صخب هذه الدنيا بهذا الأمان :ï´؟ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ï´¾ / جميلة
    22
    🍁 إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)
    1- (أو ألقى السمع!) كأن سمعك شيء ألقيتَ به لهذا القرآن،، عندها تعرف القرآن،،/ وليد العاصمي
    2- #قرأ_ الإمام سورة ق، وفي آخرها:ï´؟إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيدï´¾ انفتاح القلب، وإلقاء السمع، هذه من أعظم مفاتيح. / د:عمر المقبل.
    3- اللهم ارزقنا هذه المنزلة: "فصاحب القلب-يقصد الوارد في (لمن كان له قلب) -يجمع بين قلبه وبين معاني القرآن فيجدها كأنها قد كتبت فيه"[ابن القيم]. / عمر المقبل
    4- ‏( لمن كان له قلب ) القلب الحي الذي يعقل عن اللهأو ( ألقى السمع ) أي أصغى حاسة سمعه إلى ما يقال له وهذا شرط التأثر بالكلام ./ إبراهيم الفيفي
    5- يخاطب #القرآن ï´؟ مَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ï´¾ تارة و ï´؟ أُولِي الأَلْبَاب ï´¾ تارة أخرى ؛ يريدك مرة أن تخشع ، ومرة أن تفكر ! / روائع القران
    24
    🍁 لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)
    1- ( لهمْ ما يَشاءُونَ فيها ولَدْينَا مزيد ) كُل نعيم في الدنيا له نہَايه ، إلا نعِيم الجنّه ليسَ له نِہَايه ، اللہُم اجعَلنا من أهلہَا !! / عايض المطيري
    23
    🍁 نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)
    1- حينما يظلمك أحدهم ثم يكيد بالكذب ، فلا تقلق واستحضر شهادة علام الغيوب : ( نحنُ أعلم بما يقولون ) / عايض المطيري
    2- فذكر بالقرآن.......لو كان أحد يغني وعظه عنه لكان أفصح الناس عليه الصلاة والسلام، ولكن الله أمره أن يذكر به. /عبد الله بلقاسم
    3- خشية الله والخوف من وعيده طريق لتدبر القرآن والإنتفاع منه يقول الله تعالى ( فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) #تدبر
    25
    🍁 خــاتـمـة :
    إن ما اشتملت عليه سورة “ق” من حقائق الإيمان الكبرى، وأصوله العظمى، جعلها من أهم السور تعبيرا عن رسالة القرآن على الإجمال، ولذلك فقد ابتُدئت بقسم الرب عز وجل بالقرآن، ثم اختُتمت بالتذكير بالقرآن، منهاج دعوة ومنهاج دين وكأن في ذلك إشارة إلى أن مضمونها هو مدار كل قضايا القرآن ورسالته!وإن اشتمالها على قضايا توحيد الرب عز وجل في خالقيته، وفي جميع أسمائه وصفاته، وإسناد جميع مظاهر الوجود لإبداعه وصنعه، ودقة تقديره، وحكمة تدبيره، ودورانها على عقيدة البعث والنشور، والحشر والحساب، والثواب والعقاب، والجنة والنار، والترهيب من ذلك كله والترغيب بخطاب إلهي مباشر قوي مبين، ليجعل سورة “ق” هي سورة البيان الإسلامي العام، الذي تجب تلاوته على جموع المسلمين في كل المناسبات، تذكيرا بحقيقة هذا الدين، وبطبيعته الأخروية!ولذلك فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها على الناس في المجامع الكبار، كأيام الجُمَع والأعياد، كما هو ثابت في السنة،
    .وفي ذلك دلالة على أن البيان الإسلامي الذي وجب على الداعية إذاعته في الناس، إنما هوـ كما ذكرنا ـ بيان أخروي، ونذارة قرآنية، لأن ذلك هو أساس كل مشروع إسلامي، وأصل كل تجديد ديني. ولا نجاح لدعوة لم تؤسس هذه العقيدة العظيمة في النفوس، ولم تضع لبناتها الأولى على أصل متين، ولم تغرس جذورها في عمق التربة النفسية والاجتماعية للأمة !ذلك، وإنما الموفق من وفقه الله.
    26

  6. #36
    في سورة سبأ الآية 4:
    لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
    وقد مر في القرآن رزق كريم 5 مرات، والمقصود ليس الكثير كما نرى، بل الذي فيه بركة وسعادة.فلنرض بما قسم الله لنا.فليس الأمر بكثرته.
    أبو فراس الحكيم.

  7. #37
    جاءني من الدكتورة ريمه مايلي:
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    آنسة إعتماد في سورة الزمر الآية 6مالمقصودبقوله تعالى:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وأنزل لكم من الأنعام..
    لماذا أنزل ؟
    ،وجزاك الله خيرا

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته انسة ريما :
    السبب في ذلك والله اعلم أنه :
    أولا : قضاء الله وتقديره وحكمه موصوف بالنزول من السماء لأجل أنه كتب في اللوح المحفوظ كل كائن يكون .
    و الثاني : أن شيئا من الحيوان لا يعيش إلا بالنبات والنبات لا يقوم إلا بالماء والتراب ،*والماء ينزل من السماء فصار التقدير كأنه أنزلها*.

  8. #38
    طلب من الدكتورة ريمه
    آنسة اعتماد حفظها الله مختصة التدبر، أريد معرفة القصد من:
    هو الذي يريكم آيته وينزل لكم من السماء رزقا.
    الآية13من سورة غافر
    لماذا ينزل لكم وليس عليكم؟
    الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تاكلون.الآية 79 من سورة غافر.
    كذلك لماذا لتركبوا منها وليس عليها؟
    وجزاكم الله
    الآية 13
    الرزق لا ينزل من السماء ولكن الذي ينزل مطر ينشأ عنه النبات الذي منه طعامنا ورزقنا، فالرزق مسبب عن المطر، فهو مجاز علاقته المسببية.

    الآية 79
    لتركبوا منها :
    هنا من تبعيضية يعني من بعضها فالإبل تركب أما البقر والغنم فلا .

  9. #39
    { وَمَا یَسۡتَوِی ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِیرُ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَلَا ٱلۡمُسِیۤءُۚ قَلِیلࣰا مَّا تَتَذَكَّرُونَ }
    [Surah Ghāfir: 58]
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. آنسة اعتماد حفظك الله. لماذا أتى النفي في كلمة المسيء؟
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  10. #40
    المعنى : لا يستوي الذين اهتدوا والذين هم في ضلال ، فإطلاق الأعمى والبصير استعارة للفريقين الذين تضمنهما قوله : { ولكنَّ أكثرَ النَّاسسِ لا يعلَمون } [ غافر : 57 ] .
    ( ونفيُ الاستواء بينهما يقتضي تفضيل أحدهما على الآخر ومن المتبادر أن الأفضل هو صاحب الحال الأفضل وهو البصير إذ لا يختلف الناس في أن البصَر أشرف من العمى في شخص واحد .
    وقوله : { والذينَ ءامنوا وعَمِلُوا الصَّالحاتتِ ولا المُسِيء } زيادة بيان لفضيلة أهل الإِيمان بذكر فضيلتهم في أعمالهم بعد ذكر فضلهم في إدراك أدلة إمكان البعث ونحوه من أدلة الإِيمان . والمعنى : وما يستوي الذين آمنوا وعملوا الصالحات والمسيئون ، أي في أعمالهم كما يؤذن بذلك قوله : { وعَمِلُوا الصَّالِحَاتتِ وَلا المُسِيء } ، وفيه إيماء إلى اختلاف جزاء الفريقين وهذا الإِيماء إدماج للتنبيه على الثواب والعقاب .
    والواو في قوله : { والذين ءامنوا } عاطفةٌ الجملةَ على الجملة بتقدير : وما يستوي الذين آمنوا .
    والواو في قوله : { ولا المُسِيء } عاطفة { المسيء } على { الذين آمنوا } عطفَ المفرد على المفرد ، فالعطف الأول عطف المجموع مثل قوله تعالى : { هو الأول والآخر والظاهر والباطن } [ الحديد : 3 ] .
    وإنما قدم ذكر الأعمى على ذكر البصير مع أن البصر أشرف من العمى بالنسبة لذات واحدة ، والمشبهَ بالبصير أشرفُ من المشبه بالأعمى إذ المشبه بالبصير المؤمنون ، فقدم ذكر تشبيه الكافرين مراعاة لكون الأهمّ في المقام بيانَ حال الذين يجادلون في الآيات إذ هم المقصود بالموعظة .
    وأما قوله : { والذين ءامنوا وعَمِلوا الصَّالحاتتِ ولا المُسِيء } فإنما رتب فيه ذكر الفريقين على عكس ترتيبه في التشبيه بالأعمى والبصير اهتماماً بشرف المؤمنين .
    وأعيدت ( لا ) النافية بعد واو العطف على النفي ، وكان العطف مغنياً عنها فإعادتها لإِفادة تأكيد نفي المساواة ومقام التوبيخ يقتضي الإِطناب ، ولذلك تُعدّ ( لا ) في مثله زائدة كما في «مغني اللبيب» ، وكان الظاهر أن تقع ( لا ) قبل ( الذين آمنوا ) ، فعدُل عن ذلك للتنبيه على أن المقصود عدم مساواة المسيء لمن عَمِل الصالحات ، وأن ذكر الذين آمنوا قبل المسيء للاهتمام بالذين آمنوا ولا مُقتضي للعدول عنه بعد أن قُضي حق الاهتمام بالذين سبق الكلام لأجل تمثيلهم ، فحصل في الكلام اهتمامان .

    وأعيدت ( لا ) النافية بعد واو العطف على النفي ، وكان العطف مغنياً عنها فإعادتها لإِفادة تأكيد نفي المساواة ومقام التوبيخ يقتضي الإِطناب ، ولذلك تُعدّ ( لا ) في مثله زائدة

صفحة 4 من 6 الأولىالأولى ... 23456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مجلة تدبر
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-28-2019, 08:53 AM
  2. تدبر ساعة
    بواسطة الدكتور ضياء الدين الجماس في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-29-2015, 12:26 PM
  3. ليليو - بيتر أتكينز
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-29-2014, 06:30 AM
  4. تدبر في الصلاة
    بواسطة سارة الحكيم في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-22-2011, 02:38 PM
  5. اقرأو تدبر
    بواسطة رشا البغدادي في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-27-2011, 08:21 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •