مقالة طويلة بس حلوة لتقراؤها مع صباح الفل للجميع


المقالةُ مسرحيّةٌ كوميديّةٌ بكلِّ معنى الكلمه ... لا تخسروا جمالها خوفاً من طولها ، فبها تسلَّلْتُ إلى شُرُفات الطُرفةِ من زواريب الحزن وانْتزعتُ البسمةَ من أجفان الأسى


كتبَ الله أن تكون ثمرةُ الإنجاب لأمّي ( رحمها الله ) أنا وأخي الدكتور حسن ، فنحن الشقيقان لا ثالث لنا ذكوراً أو إناثا ...
والدتي ( رحمها الله ) عاشت مريضةً بمرض القلب الذي حدّ من حركتها مُبكّراً وساءت حالتها في سنٍّ مُبكّرةٍ مما عطّلها عن أداء مهامّها في البيت ...
والدتي ( رحمها الله )اسمها مكرّم زباد .. من عائلات الميدان الذين اشتهروا بالرتابةِ والنظافةِ وحُسْن متابعةِ المنزل على طريقةِ أهل الشام المدهشةِ الأنيقه
نشأنا في حضن والدتي ( رحمها الله ) بعيداً عن والدي ( رحمه الله ) والذي سافر وأقام في مكّة بعد ان تزوّج من أمّنا الثانيه الفاضلة عائدة الجراح الحلاق ( رحمها الله ) وأنجب منها أخي الدكتور الشيخ محمد ( حفظه الله ) وأختي الدكتوره الرائعه صفا ( حفظها الله ورعاها ) ... فكانا - لولا أن اللغةَ أطلَقت كلمة شقيق على من انتسبوا إلى نفس الأب ونفس الأم وأطلقتْ كلمة أخ على من كانوا من أمّ أو أب ثاني - لولا هذا التفصيلُ في اللغة لكانا شقيقين ، فقد أكرمنا الله بأمّ ربتنا على حبهم دون تفريق وأكرمهما بأمّ ربّتهماعلى حبّنا دون تفريق ...
ولمّا كانت أمي مريضةً طيلةَ حياتها وكنّا نحن في دمشق طفلين لا أخت لنا ، ولمّا كانت أمّي من أهل الرتابةِ والنظافةِ وحُسن المتابعةِ كان من ثمرات هذا الواقع أنها أوْكَلَتْ لنا مهام الأنثى في أعمال المنزل وعلّمتنا بصبرٍ ولطف أن نحافظ على البيت بتفاصيل حياتنا وأن نقوم بأعمال البيت كأفضل ما تقوم به أنثى ... وعلى هذا القصر المنيف أفتح باب مقالتي :


مِن خبرتي في أعمال المنزل ( من غسيلٍ وتنظيفٍ وكويٍ وطبخٍ وترتيب ) أقدّم مقالةً ككتاب ( أبله نظيره في الطبخ )
تكون دليلاً يستفيد منه قليلات الحيلةِ من النساء !!!
ويحسُن هنا أن أقول أنّ مقالتي موجّهةٌ إلى اللواتي لا يُحْسِنّن َ القيام بمهام البيت (يعني أقصد المرأةَ الشِرْنّهْ )
وإذا جاءني اعتراضٌ من الاخوات الافاضلات فأنا أمام ثلاث احتمالات :
- إمّا أن تكون صاحبةُ الإعتراض من النساء النظيفات ، المرتبات ولكنّها تنتصر إلى النساء بشكلٍ عام ... وهنا أقول لهذه المعترضه يا أختي لستِ أنت المقصودة في المقال ... بل أقصد تلك التي تتحدثين عنها في الاستقبال من النساء الشرِنّات في !!! ، فوالله إنَّ نظافةَ ورتابةَ نساء الشام مثلٌ يُحتذى به ولستُ أنا من أزكّيهن
- أو أن تكون المعترضةُ من النساء النظيفات ، المرتبات ولكنّها مو مركْزه معي بمقاصد المقالةِ
- أو أن تكون المعترضةُ من النساء الشرنّات وما هان عليها أَتَدَخّلَ بهذا الموضوع


أقول :
يا أختي وقت بتطبخي اغسلي كل شي بتستعمليه لحظةَ الانتهاء من استعماله ولا تُجَمّعي الجلي لنهاية الطبخ !!! لا تستعملي الغرض وتْوِرّيْه بالمجلى ، ولا تحطي بالمجلى عباس فوق دباس ( مقلاية السمنه مع كاسة الشاي مع صينيّة الفرن مع الهاون مع قشر البطاطا مع تِفِلْ الشاي مع علبة البن الفاضيه ، مع قشر البصل ، مع عصّارة الليمون ، مع قنينة الحليب تبع أبنك مع الشوبَكْ تبع العجين مع المصفايه ) لأنو المجلى بتصير متل طنبر الزبّال، وبدّك ساعتين لتجلي هالخرابه
بعدين طنجرة البخار لمّا بتكون عَ النار مو متل لَوَياتْ إبنك يلي عم تنَضْفيه !! كل شوي بتْشِقي عليها وبتفتحيها لتشوفي اللحمه استوت ولاّ ما استوت ... اللحمه إلها عيار ، والدجاج إلو عيار والشوربة بعدس إلها عيار وكل شي إلو عيار وإلو وقت ليستوي لازم تكوني عرفتِ هالعيار بعد كذا سنه طبخ !!!!
وقت بدك تطبخي حطي البندوره والبصل والبطاطا والخيار والفاصوليه والبقدونس والفجل وكل شي بدك ياه لهالطبخه ، حطيهم إدامك بعد ما تغسليهن ... وعدي واشتغلي فيهن ، مو كل ما اعتِزْتِ شغله تروحي وترجعي من البراد للخزانه للبلكون وتضَيْعي ساعتين رايحه راجعه عم تهزّي متل شعرات المغربل !!!!!!!! وحطي كيس فاضي إدامك غير كيس الزباله الرئيسي يلي بالمطبخ من شان ما تِبْحَتي المطبخ ويْطُوْشْ حجَرِكْ وتصيري تصرخي متل أبو الفضل بضيعة تشرين ...
ومو كل شي بيزيد بإيدك تاكليهْ ( إرْميّة الخسه ، آخر الخياره ، فجله صغيره ) ، ولا تاكلي شغله منزوعه من شان ما تْضَلي جمعه عَ الحليب !!!!
حَضَري مكوّنات الطبخه بترتيب يتداخل به وقت التحضير مع بعضه لاختصار الوقت يعني حطي الزيت عَ النار ليحمى بين ما تقشري البيتنجان ، وبعد ما تحطي البيتنجان عَ النار قشري البصل وقطعيه بيكون البيتنجان استوى وبتقلي بالزيت الحامي البصلات ... وهادا كلّو لازم تكوني حاطه اللحمه لتستوي ، مو كل شغله تعمليها لوحدها ... لأنو بيأدّن المغرب وما بتخلصي ...
ومو كل ما ذقتِ أكله بتطالعي معلقه جديده وبتلحشيها بالمجلى ... بيخلصوا المعالق وأنت عم تدوقي وتِلِحْشي !!!
بعدين خاتم الألماس وخاتم زواجك يلي يحمل ذكرياتك الحزينه !!! لا تحطيه بطرف المجلى ... لأنو بيروح بالبلوعه وأنت عم تنضفي المجلى وأنت باللحظات الأخيره من تنظيفك للطنبر يلي عميتي قلب حالك فيه
بعدين ببوس إيدك حطي بشكير نضيف بمكان استراتيجي بالمطبخ من شان تنشفي إيدك كل شوي والتانيه ... مو ضروري تنشفي بفستانك وتسحبي ايدك سحبتين عند خواصرك متل اللحام وقت بدّو يسِنْ السكينه من شان يذبح الخاروف ... لأنو إذا عَلْقان كم شعره بفستانك رحْ نلاقيهم بالكوسايه ... وما حلوه نستفرغ على طاولة الأكل
وأسألك بالله ... وقت بِتْلِفِّي يبرق لاتمسحي منخيرك بالسبابه لأنو هي أهم عضو بلف اليبرق ... واليبرق مو طيّب إذا الرشح معو سيلان أنف !!!!
وإلي رجاء عندك ابتسمي وكوني مُشرقه وأنت عم تشتغلي ما تكزّي على سنانك وتكرهي كل البشريّه أثناء الشغل ، لأنو أقسم بالله أنّ مُهمّة إطعام الأسره فيها من المعاني الجميلةِ ما لا يجتمع في غيرها من الأعمال ... وقد جرّبتُ هذا


بالنسبه لمسْح البيت ... اغسلي أربع مماسح وفِضّيهم وخديهم معك عَ الغرفه يلي بدك تمسحيها ، وكلما اتوَسَّخِتْ مَمْسحه اتركيها وخدي التانيه ليتْوَسّخوا كلهم خديهم وروحي عَ السطل اغسليهم لمتابعة الغرف التانيه ... مو تاخدي مَمْسحه وحده وتضلي رايحه راجعه عَ السطل أربع مرات وتجي آخر النهار تقولي رجْليي ومفاصلي وصلبي عم ينْأحوا عليي !!!!
بعدين لا تحطي الممسحه عَ النشافه أم عصايه وتمسحي فيها ، لأنو المسح بيطلع متل تواليتات المدارس
خلي حدا من أهل البيت يساعدك بتبعيد الكنبات والكومودينات ... بحيث هو يبعّد الأغراض وأنت تمسحي ، لأنو إذا أنت بدك تبَعْدي الكنبات وأنت بدك تمْسَحي رحْ تِمْعَطي الكنبات بإيدك ورح تضيّعي الوقت بين الأومه والأعَدِه ... ويلي بينتهي بربع ساعه رح ياخد منك ساعه
ووقت بدك تمشي بالبيت وأنت عم تنضفي البيت لا تستعجلي ويطُوْشْ حجَرِكْ متل المجنون يلي قارصو دبّور ... لأنو إذا زحْطتْ رجلك رح تبقي شهر على أفاكِ !!!
لا تْرَكْبي إنْتِ الجلايل ... السلّم ما بيِلْقى ... !!!
بانيو الحمّام خلّي حدا أصغر منك يْنَضفو ، لأنو إذا وْإِعْتي بالبانيو مع الصابون بِتْضلي عم تِتْشَأْلبي ليجي حدا يْهَدِّيكِ !!!!
كِرسي البلاستيك بيحملك بوضعية الجلوس ... بس إذا وقّفْتِ عليه من شان تجيبي كيس التايد من خزانة المطبخ العاليه رحْ يفْصَعْ الكرسي وينكسر ، ورح يِنْكَبْ كيس التايد عليك ، ورح تْضَلي ترْغي جمعه ... ولا عاد يظبط شعرك بسيشوار ولا عاد يصير شعرك كوكينا ورح تْضَلّي حاطه الأمطه ليْروح التايد من راسك
مَمْسَحةْ الأرض لا تمسحي فيها الغبره ... ببوس إيدك ... ولا تنفضي السجاده بالغرفه !!! بِتْعَشّش الغبره بكل غراض البيت !!!
شوفي جِيَبْ بنطلونات جوزك وأولادك قبل ما تحطّي وجبة غسيل ... إذا في شي ورقه مهمّه بجيبة بنطلون جوزك وراحت بالغسيل بِيْطَلقك ...
بعدين إذا بتحطي البشكير مع الكيلوتات من شان تختصري وجبْة غسيل أبيض بقيم قيامتك أنا مو جوزك ... !!! فهمتي ؟!
أخيراً لا آخراً ...
أقول : مُهمّتك شاقه يا أختي وفضلك كبير ... ودورك في الحياة أكبر بكثير مما ألقيتُ عليه الضوء ... ولكن أحببتُ أن أرسم البسمةَ على شفاه القراء وأن أستعرض عضلات بخبرة المنزل ... ويظل ما أقوله بين الدعابةِ والنصيحةِ ما حفظ المكانة والقدر حتّى لو كانت مقالتي للّواتي لسن من أهل الخبره


لكم مني جميعاً خالص الود والاحترام


أخوكم اللفَّايه


الدكتور وائل عبد الرحمن حبنّكه الميداني